السبت، 30 نوفمبر 2013

نهاية الحزب المجوسي كم هو قصير حبل الكذب والخداع - أبو يعرب المرزوقي


 أبو يعرب المرزوقي
 تونس في 2013.11.30


لعل الكثير ما يزال على تصديقه لدعاية الحزب المجوسي وكذبة سند المقاومة ممثلةبسفاح الشام تبريرا لقتل ما يربو على المائة الف شهيد بكل الأسلحة بما فيهاالكيمياوي وبالذبح المباشر من الشبيحة ومليشيات الباطنية من لبنان والعراق وإيران ذبحالأطفال والنساء والشيوخ وما تولد عنه من ثأر من جنسه فدخلت الأمة في حرب طائفيةقد لا تتوقف إلا بمعجزة. ولعل هذه المعجزة حاصلة بمكر إلهي عجيب يغفل الكثير عن المراحلالتي ستكون نهايتها القضاء على الحزب المجوسي وما سببه من فتنة لم يكن لها وجودعندما كانت المقاومة عملية تشترك فيها جميع ألوان الطيف العربي والإسلامي.
وما يحول دون الرأي العام وفهم ما يجري فهما يحرره من تصديق أكاذيب إعلامه فيتصورونما تم بين سوريا والغرب ثم بين إيران والغرب من نزع لسلاحهما نصرا مبينا في حينأنه بداية النهاية لمليشيات الباطنية في كل الوطن العربي رغم أن ذلك لم يكن مماترغب فيه أمريكا ولا إسرائيل. فالهزيمة النكراء لمشروع الخميني كانت آخرة مراحلهاما تحقق ليس بفضل الاتفاقيتين فحسب بل وكذلك بفضل الخوف الغربي من مآلات الربيعالعربي في المغرب أولا وفي المشرق خاصة انطلاقا من توقع النتائج البعيدة لما يجريفي موطن النشأة الأولى لعودة المسلمين للتاريخ: أي في سوريا والعراق.
                       

               دور السنة المقاوم وذروته الربيع العربي
ويمكن أن نصنف هذه المراحل إلى صنفين بعضها ساهم في افتضاح الدور الذييؤديه الحزب المجوسي وبضعها حدد التدرج في فقدان هذا الدور لفاعليته أولا و من  ثم لمبررات وجوده ثانيا خاصة بعد أن تبينت حدودقوته لما وقع في ورطة منازلة أبطال الجهاد والتحرر في ثورة الشعب السوري ومسانديهامن شباب الأمة كلها من أقام منها في دار الإسلام أو في الهجرة. فهؤلاء الأبطال لايهابون النزال والمجابهة الفعلية. فهم ليسوا مثل عساكر إسرائيل الذين كان يستمدبطولاته الوهمية من مناوشتهم الحدودية بالفوشيك وخاصة منذ أن حلت بهم الهزيمةالنفسية بفضل حرب رمضان حرب العبور ليس عبور خط بارليف بل عبور الهزيمة النفسيةالتي كانت تشل روح الجيوش العربية .
ذلك أن هذه الهزيمة النفسية للجيش الصهيوني غيرت موازين القوى النفسيةوالمعنوية لأن موازينها المادية حاصلة إذ لا قابلية لإسرائيل بالعرب عندما تتحدكلمتهم: وذلك ما جعل الربيع العربي عامة وفي مصر خاصة يهون من شأن العداوة معإيران ويدعو الغرب إلى إعادة دور  الشاهإليها من جديد. فثورة الربيع العربي شعارها لا يختلف عن شعار أبطال العبور بهذاالمعنى. إذ هما اعتمدا على نفس الشعار المعبر عن الإيمان الصادق والموحد للأمةلكونه سر قوتها الروحية: "الله أكبر" المصحوب بالشعار القرآني المكمل له أعني الفهم الجديد للعلاقة بين القدروإرادة الشعوب في التغيير التاريخي.
فهذان الشعاران إذ يتلازمان يمثلان الإيمان الصادق ومن ثم فهما مختلفانتمام الاختلاف عن الشعار الوثني "لبيك يا حسين" المعبر عن الوثنية الباطنية المغالية التي تعبد الأيمة والتي تمركزت فيالشام خاصة بعد انفراط خلافتهم الباطنية في القاهرة بالذات تحت نعال الجيش المؤمنللأيوبيين الذين تمكنوا من المقاومة الفعلية للصليبية وتحرير القدس بالفعل لابالعنتريات الجوفاء. فشعار "الله أكبر" هو الذي صاحب اندفاع موجات شباب الأمة في مبادرتهم لأول حرب حديثة أفقدت جيشالعدو ما كان يحيط به نفسه من وهم عدم القابلية للهزيمة.

                  مراحل سقوط القناع
ولكن ينبغي قبل الكلام على هذه النهاية أن نعترف بأن دعاية حزب اللهواستراتيجية التعامل مع الرأي العام العربي  عامته ونخبته إلا القلة العارفة بتاريخ الباطنية والنصيرية منذ الحروب الصليبيةوالمغولية كانت ناجحة إلى حد مكن له ولإيران من تحقيق الكثير من الأهداف في غفلةمن القيادات العربية السنية ونخب الوطن العربي بعضهم لسذاجة وجهل بالاستراتيجياتالسياسية والبعض الآخر لعمالة واضحة إما خدمة لغايات معادية للعروبة وخاصة وللسنةعامة حتى يضعفوا الحركات الإسلامية السنية أو الارتزاق طمعا في الرشى القادمة منإيران. ولولا الربيع العربي لظل الحزب المجوسي ومليشيات إيران قادرة على التخفيوادعاء مقاومة الصهيونية والولايات المتحدة:
1-فبالإضافة إلى ما تم كشفه من أرشيف التعامل مع الأنظمة المستبدة والفاسدةلتلميعها من أجل الحصول على موقع قدم بالتشييع في الأعيان وبالقدرة على إخفاءخلفيات مشروع الغزو الروحي للسنة في الأذهان.
2-كان ما يشهده الراي العام العربي في سوريا الحجة الدامغة لكل ناكر لماكانوا يتصورونه مجرد موقف عقدي وطائفي ممن كان يحذر من خبث الخطة الإيرانيةوالشيعية في الهلال الخصيب وفي الخليج وفي المغرب وحتى في باقي دار الإسلام غيرالعربية.
3-عندئذ فهم الجميع الدور المشبوه الذي يؤديه هذا الحزب في العراق وأمثاله وفيالبحرين وفي اليمن وفي فلسطين وحتى في السعودية وجل إمارات الخليج سعيا لتحقيق ماأوصى به والد الشاه الذي استعمر ضفة الخليج الشرقية بضرورة ضم الضفة الغربية.
4-وازدادت الخطة وضوحا في السودان والمغرب الأقصى مع بداية تتأكد يوما بعديوم في تونس وفي الجزائر ناهيك عما يحصل في إندونيسيا وأستراليا وأوروبا وأمريكااللاتينية وجل البلاد الإسلامية من إفريقيا السمراء للبنان فيها جاليات معتبرة.
5-وخطة الحزب لم تكن مقصورة على الاستعمال المباشر للعقيدة الشيعية الصريحةبل كان لها رديف هو التشيع المتنكر في أشعرية منحرفة حربا على ما تسميه بالتكفيريةكان آخر مظاهرها في مصر بتوظيف تصوفها المتشيع خاصة بعد أن أصبحت رئاسة الأزهرمنها.

                       مراحل فقدان الدور
لكن مكر الله الخير كفيل بالقضاء على كل تآمر قضاء لا تقبل سبله التوقع إذيوظف له الله حتى البعض من أعداء الأمة بغير قصد منهم. لذلك تدرجت هذهالاستراتيجية في سقوط محتوم مهما حاول أصحابها إخفاءه بتزيين هزائهم مكثرين منالحديث عن نصر موهوم. لذلك تراهم الآن لا تقتصر محاولاتهم على إخفاء الغدر بالأمةبل هم يحاولون إخفاء فشلهم الذي نصف حيننا هذا . فدعاية ما يسمى بمحور الممانعةالمزعوم أصبحت مجرد تغطية على هزائمهم المتوالية بوهم النصر الإلهي إلى أن جاءتهالضربة القاضية  من ثورة الربيع العربيعامة ومن ثورة الشعب السوري الأبي خاصة فكانت معاركهم مع  أبطال لا قدرة لهم على منازلتهم.
عندئذ انكشف المستور وتبين مضمون الدور الذي أفقدهم بعد الربيع العربي ورقةالتوت الأخيرة. فلاحت بشائر سقوط الحزب بما يتكبده من هزائم أمام الشباب المجاهدفي سوريا وآل الأمر بالنظام السوري إلى الاستسلام المتمثل في التخلي عن سلاحهالكيمياوي الذي لم يستعمله إلا ضد شعبه الأعزل. ثم تلا ذلك استسلام النظامالإيراني وإن بصورة تحفظ لقياداته ماء الوجه للحاجة إليه تكليفا إياه بنفس الدور الذيكان يؤديه الشاه سابقا بحماية إسرائيلية. فهم قد أوصلوا إيران إلى وضع جعلهممخيرين بين وضعين أحلاهما مر:
فإما وضع كوبا بعد أزمة الصواريخ مع مكافأة بدور الشرطي التابع.
أو وضع كوريا الشمالية بعد العناد على الخيار النووي.
والمكافأة هي دور الشرطي المشروط بالتبعية المطلقة للغرب وإسرائيل تماماكان الشاه يفعل للعب دور البلطجي على أجواره من جبناء العرب الذين يتأخرون دائمافلا يهمون ما يجري بدليل تسابق البعض منهم بعد الاتفاق الإيراني الأمريكي للتعبيرعن دخولهم بيت الطاعة الشاهنشاهية الخمينية من جديد. فاختار الإيرانيون الوضع الأول الذي يضمن بقاء النظامودور الشرطي التابع تبعية البلطجي في الخليج. ذلك أن قادتهم يعلمون أنهم في غايةالمهلة سيجدون أنفسهم بين هذين الخيارين.
 والأقرب إلى الظن –إذا صح ماتتضمنه مرحلة الاختبار من شروط-أن القوميين أو الإصلاحيين الذين يحاولون إنقاذإيران من الإفلاس ليس الاقتصادي فحسب بل وكذلك السياسي سيتختارون حلا وسطا بين وضعكوريا ووضع كوبا يتمثل في التخلي عن الطموح النووي مع مصالحة إسرائيل مقابل ترضيةمتمثلة في حماية المحافظة على النظام واستعادة دور الشاه الشرطي التابع لإسرائيلمباشرة ولأمريكا بصورة غير مباشرة.
 وبذلك تصبح المليشيا التابعة لحرسالثورة في لبنان زائدة دودية لا بد من اجتثاثها. وعندئذ فلا بد من بتر اليد التييهدد أصحابها الجميع بقطع أيديهم. ستقطع يد المليشيات المرتزقة في لبنان والعراقوكل الخلايا النائمة التي من جنسها في كل دار الإسلام قبل أن تتعفن أوضاعها فتؤديإلى حروب أهلية حيثما وجدت وخاصة في لبنان. وسيعود دور المقاومة الحقيقية ضدالاستعمار عامة والاستعمار الإسرائيلي خاصة إلى أهله الذين سبق لهم أن حرروا دارالإسلام من الحلف بين الباطنية والصليبيين. وعندئذ سيدرك الجميع أن المقاومةالسنية لم تتوقف في كل دار الإسلام منذ بدء الصحوة والنهوض في القرن التاسع عشر.
أما الترسانه التي يملكها الحزب المجوسي فإنها لم تعد صالحة للمشروعالإيراني ولم يبق لها إلا الاستعمال المحلي في لبنان لبناء دويلة الإرهابوالمخدرات كما حصل لباطنية القرون الوسطى شرطا في مواصلة تخدير هؤلاء الشبابالأبرياء الذين حقنوا بمعاني الحقد على أبناء جلدتهم لخدمة أعداء أمتهم. لكن الشعباللبناني بكل طوائفه بمن فيهم الشيعة التي لم تعد تحتمل الخضوع لميليشيا تتلاعببمصيرها لن تسمح بذلك خاصة وأن التمويل الإيراني سيتوقف حتما إذ هو من شروط نزعالسلاح الذي يعتبرونه نصرا في حين أنه مماثل لما حصل لكوبا بعد أزمة الصواريخالشهيرة. ويمكن تحديد مراحل الموت البطيء لأداة الابتزاز الإيرانية المسماة حزبالله على النحو التالي:

المرحلة الأولى: الهزيمة العسكرية
 هي ما يسميه حزب الله والنخبالمطبلة للزعيم الفذ المزعوم بالنصر الإلهي هو في الحقيقة الخرطوشة الأخيرة لخداعحزب المجوس. فقد كانت تلك المعركة نهاية حجة المقاومة وبداية انكشاف التنكر.فهزيمة  2006 التي  يسمونها نصرا إلهيا كانت نتيجتها تحول الجنوبإلى محمية دولية وتحول سلاح حزب الله إلى مجرد ركام غير قابل للاستعمال العنتري ضدإسرائيل. ومن ثم فهو لم يبق له إلا الاستعمال الداخلي كما حدث فعلا في حادثةالهاتف الأرضي والمطار أو البحث عن استعمال خارجي لا يضير إسرائيل.

المرحلةالثانية: الدور الخارجي للسلاح
ثم جاء البحث عن دور خارجي مشروط بألا يهدد أمن إسرائيل بل يقويه وذلك منخلال المساهمة في قمع ثورة الشعب السوري التحررية. فكانت دعوى حماية المقدسات ثم دعوىحماية اللبنانيين المقيمين في سوريا إلى أن وصلنا إلى الإعلان عن الحلف الصريح معأنظمة الاستبداد والفساد ضد الربيع العربي ثروة الأمة التحررية الكبرى. عندئذ افتضحالدور الحقيقي بشكل نهائي لا يقبل الإخفاء والماكياج.
ذلك أن الحلف ضد الربيع العربي والثورة السورية بين لكل متشكك في ما حاولتبيانه منذ مقامي في ماليزيا فيما كتبته حول المقاومة العراقية التي ركعت أغنى جيشفي العالم الجيش الأمريكي حتى أفلست الولايات المتحدة العراقية وحول تخريف حسنينهيكل المزعومة إستراتيجية وبعدها في مكاتباتي لأمينه العام كما نبين أدناه.

المرحلة الثالثة: هزيمة الراعي وممر الرعاية
وهذه المرحلة هي مرحلة الاتفاق الأخير بين إيران والغرب وما سبقها من اتفاقبين الغرب ونظام سفاح الشام الأرعن. فهذا الاتفاق يتضمن حتما تخلي إيران عن الحاجةإلى توظيف مرتزقة حزب المجوس. ذلك أن هدف إيران كان يطلب ضمانة بالبقاء للنظامالثيوقراطي تماما كما كان طلب كاسترو ضمانة بقاء نظامه بعد أزمة الصواريخ. لكنإيران قدم لها طعم آخر يمثل ترضية صغيرة لكبرياء الإيرانيين تتمثل في استرادا دورالشاه شرطيا تابعا للغرب وإسرائيل للعربان الفاقدين للأنفة والرافضين لشرطها أعني وحدتهم.ف
لم يعد للسلاح النووي الإيراني فائدة علما وأن التخويف به لم يكن ذامصداقية إلا عند السذج إذ إن الغرب وإسرائيل لا يمكن أن يخيفهم سلاح بدائي إيرانيلم يتحقق بعد في حين أن الصين والاتحاد السوفياتي لم يحركا لهم شعرة رغم ما لهمامن ترسانة لا تستطيع إيران الوصول إلى واحد في المائة من قوتها حتى لو أنفقت كلمدخولها الهزيل.
والوحيد الذي كان يخيفه هذا السلاح المنتظر هو الأنظمة العربية التي قررتأن تبقى منزوعة السلاح للحفاظ على وهم الدولة القطرية حتى لو كانت مشيخة. أماإسرائيل  فهي محصنة مرتين بسلاحها أولا وبالحمايةالغربية ثانيا: ما كان يزعجها هو فقدان التفرد بدور الشرطي في المنطقة لا غير.وهذا قد حصل لأن الطعم المقدم لإيران مع ضمانة بقاء النظام هو دور الشاه التابعلها ولحماتها.  

المرحلة الرابعة: الدور المشروط بالتبعية لإسرائيل
وإذن فحتى لو سلمنا بأن أمريكا قدمت لإيران هذه الترضية أعني شيئا من دورالشاه السابق فهذا الدور يبقى مشروطا بالتبعية للغرب ولإسرائيل في دور شرطيالمنطقة. لذلك فله مقتضيات تترتب عليه وأهمها إلغاء كل أدوات الإزعاج لإسرائيلوالغرب وأولاها المليشيات الشيعية في لبنان وفي العراق وحول الخليج ممرا للطاقة.ذلك أن الاعتراف لإيران بدور في المنطقة مشروط بقيود التعبية للغرب عامة ولإسرائيلخاصة كالحال في عهد الشاه بحيث تستغني إيران عن حزب الله أداة تهديد للغربوإسرائيل عبئا بلا فائدة ما يفقده القدرة على دوره في نشر التشيع فيصبح بذلك عديمالدور بإطلاق إلا بإرهاب شعبه اللبناني.

المرحلة الأخيرة: تحرر الشيعة العربية عامة والشيعة اللبنانية خاصة
 وتتمثل هذه المرحلة الأخيرة فيفقدان الحاجة إلى مرتزقة تهدد إسرائيل والغرب حتى بالعنتريات الهادفة إلى تمرير الدورالحقيقي ضد السنة. وإذا سقط الدور المخادع سقط معه هذا الدور لأنه يكون بعدانكشافه قد فقد لفاعلية. عندئذ يفقد حزب الله التمويل الإيراني الذي من دونه لنيصمد طويلا. وإذ إن التمويل هو الذي كان مخففا لعبئه على شيعة لبنان العربية-ونفسالأمر يصح على شيعة العراق العربية-فإن هذا العبء الذي قد يفرض عليهم سيبعدهم عنالأحزاب الطائفية لأنهم سيفضلون العودة إلى ذاتهم بما هم عرب يعلمون أن مصلحتهم الحقيقيةهي مع العرب وليس مع غيرهم بل لعلهم يحيون التشيع العربي الذي من المفروض أن يكونهو المرجعية الوحيدة لأن آل البيت عرب وليسوا فرسا.

            محاولات الحوار الهادئ مع حزب المجوس
                   مرت تجربتي في محاولة التنبيهغير المباشر إلى الدور المشبوه لحزب الله بمرحلتين كلتاهما مضاعفة كلتاهما كانتبالحوار الهادئ ودون تشنج. فالمرحلة الأولى كانت متعلقة بفضح دور المليشياتالشيعية في العراق أولا من خلال تحليل دورهم في التحالف مع مغول العصر ثم بتخريفحسنين هيكل الذي اعتبره بوقا إيرانيا يحقر من العرب عامة ومن السنة خاصة لعداوةمتأصلة فيه ضد الإسلام. وقد تبينت هذه العداوة في الغاية مع عقم تفكيرهالاستراتيجي محليا ودوليا من خلال موقفه الحقير ضد ثورة شباب مصر التحررية وتأييدهبل وتخطيطه لإجرام السيسي والنخبة العميلة.
أما المرحلة الثانية فكانت تنبيها مباشرا من خلال التصدي لفكر حسن نصر اللهذاته ولأثره في بعض النخب المأجورة التي حاولت تشويه عودة الوعي للشيخ القرضاويعندما أدرك الخداع الذي وقع ضحية له في محاولات ما يسمى بالتقريب بين المذاهب. فقدبعثت برسالتين مفتوحتين إلى أمين حزب الله العام. وكان قصدي في المرتين محاورتهبالحجة والبرهان ومن ورائه تنبيه الكثير من مثقفي العرب وساستهم ممن تغريهمعنتريات موضع قدم الخميني في لبنان حول المقاومة وفلسطين تنبيههم للخطر الذي تمثلهالاستراتيجية الهادفة إلى استعادة الإمبراطورية الساسانية لعبا على إحياء الحربالطائفية الشيعية السنية بين العرب للقضاء على كل إمكانية لتوحيدهم.
فمخادعة الجماهير العربية التي أصحبت تتشبث بكل العنتريات لفرط نقمتها علىالعجز العربي الرسمي أمام صلف إسرائيل وتحيز الغرب جعلتهم يصدقون أي ناعق بما لاينطلي على أي عاقل والغفلة عن القصد الحقيقي من السعي النسقي لتشييع المنطقة كلهاواستعادة دولة بني ساسان وحلفها العتيق الذي أرجع خونة الشرق من الملة اليهودية مابين النهرين ومصر منذ ما قبل الميلاد لحاجته إلى خدماتهم في شق الصف العربي:
الأولى كانت بمناسبة إحدى خطبه التي يلقيها عادة في عاشوراء تكلم فيها علىدور حزبه في استرداد كرامة الأمة تحت شعار أدخلوا مصر آمنين. ولم يكن دافعيللكتابة هذا الشعار الذي دلالته بينت حينها ولا حتى دعواه أن النصر العربي الأولعلى إسرائيل تمثله مناوشات سنة 2006 التي مثلت بداية النهاية بالنسبة على كلعنترياته بعد أن توقف وهم مقاومته لإسرائيل إذ كانت نتيجتها إجلاءه عن الجنوب الذيأصبح محمية دولية بخلاف نصر أكتوبر الذي قلب علاقة الهزيمة النفسية بين الجنديالعربي والجندي الإسرائيلي.
إنما كانت مكاتبتي له بسبب تعريضه بعالمين جليلين من المغرب العربي هماالقاضي ابن العربي وابن خلدون في حكمهما على ما يدعي إحياء ذكراه بتنظيم منادبهباسمه: فالأول قال إن الحسين قتل بشرع جده والثاني قال إن الحسين كان على حقا شرعاوأخطأ من حيث الحسابات السياسية. ظنهما متحيزين للدولة الأموية في حين أنهمااقتصرا على حسم أمر الخلافات التي نتجت عن الفتنة الكبرى من منطلق قوانين السياسةحتى يخرجا الأمة من الحروب الطائفية التي كان خطابه كله سعيا لإشعال نارها من جديد.
والرسالة الثانية كانت بمناسبة الحملة التي انخرط فيها الكثير من ذيوله فيكل أرجاء الوطن العربي تنديدا بشيخ الأمة وعلامتها في النقليات عندما تدارك مواقفهمن خدعة ما يسمى بالتقريب بين المذاهب. وكان هدف الرسالة دحض التهمتين اللتين لايكاد متشيع أو متعلمن يفتح فاه إلا ليتهم بها المجاهدين من السنة الذين يقاومونالاستعمار الأمريكي في كل أصقاع العالم والذين أنهوا أسطورة الجيش الأمريكي فيالعراق وفي أفغانستان وقبلها أسطورة الجيش الروسي في أفغانستان والشيشان.
والتهمتان هما التكفير والطائفية. فقد كان من الواجب أن يتبين للجميع أن أصلهاتين العاهتين كان وما يزال التشيع المغالي سواء في ماضي الحركات الباطنية التيأسست لما يسمى بالإرهاب التكفيري أو في الحاضر لما يسمى بالثأر لكربلاء. ولعل غايةهذا المرض كما كانت في الماضي هي تكرار الحلف مع مغول العصر لمحاولة القضاء علىالقوة السنية.
فما حققته باطنية إيران وابن العلقمي من داخل المجال العربي في دار الإسلامبالحلف مع المغول تريد مرة أخرى باطنية إيران ونصر الله من داخل المجال العربي فيدار الإسلام تكراره حلفا مع أمريكا وإن بفنيات أكثر خبثا لم تكن فيها مقاومةإسرائيل وقضية فلسطين إلا جبة عثمان المعكوسة لأن رافعيها هم قتلة ما يرمز إليهعثمان وليس عثمان وحده أعني القرآن الكريم الذي دنسوه بأن وضعوا له بديلا في السرهو قرآن فاطمة واعتزلوه علنا بتقديم بدائل منه أعني المناحات والخرافات المتنكرةللسنة الشريفة.
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق