الاسلام , المرابحة والودائع الثابتة
المقالات الاسلام والربا :
ترجمة: الدكتور ماهر
الاربعاء 1 شعبان عام 1426
لقد اعلن الله تعالى الحرب على المقرضين الذين يطالبون بفوائد ديونهم , وهذا قد ذكره الله تعالى في القران الكريم
سورة البقرة , وهذا هو نص الايه الكريمة
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم اخبرنا بان صرف ولو درهم واحد من مال الربا ) والدرهم عملة فضيه تساوي بضعا من
الدولارات ( يعادل ستة وثلاثين زنية , واخبرنا رسولنا الكريم بان الربا يتألف من سبعين جزءا واصغر جزء مثل ان يزني
الرجل بأمه والعياذ بالله .
لقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم اربع وانهم كلهم مشتركون في الذنب :الرجل الذي ياخذ الربا ) مثل المقرض (,
والرجل الذي يعطي الربا ) عند تسديد الفوائد ( , والرجل الذي سعى في المعاملة ) مثل موظف البنك ( , والشهود على هذه
المعاملة وغالبا ما يكونو شاهدين اثنين .
قبل خمسين عاما قاد الجاليه المسلمة في ترينيداد وتوباغو الشيخ ركن الدين ) عليه رحمة الله ( , وكان قائدا لكل من عرف
وعاش الاسلام .
في ذلك الوقت ظهر مقرض للمال مسلم على الساحة , وحاول قائد مجتمعنا كل جهد ممكن لجعل هذا الرجل يتخلى عن اقراض
المال , وعندما فشلت جهوده في اقناعه , قام بحظر التعامل مع مقرضي الاموال حتى انه منع تناول وجبه في منزل مقرض
الاموال , والمجتمع المسلم يطيع قائده .
ولكن الزمن قد تغير منذ ذلك الوقت , والمجتمع الاسلامي مقاد الان مع بعض الاستثناءات من قبل رجال لم يعرفوا ولم – –
يعيشوا الاسلام الحق وايضا من قبل علماء خانوا الاسلام .
لدينا هنا في ترينيداد زعماء مسلمون هم مرابون بارعون , ويضعون اموالهم ودائع ثابته بنسب ارباح عاليه في اسواق
المال العالمية , ومن ثم يستخدمون دفاتر شيكاتهم الملآنه والتي تقطر بدماء الجماهير التي تم استغلالها في فسح طريق
والرشوة للفوز في الانتخابات وتولي مناصب الرئيس العام للمنظمات الاسلامية .
ومن ثم يقوم عموم الناس الذين فطنتهم هي بمستوى عقلية القطيع بمنح الشرعية لهؤلاء الزعماء الذي هم في الحقيقة قادة
دفتر الشيكات .
حتى علماء المسلمين قد وقعوا في هوة الطريق , عندما ينظم بنك ربوي احتفالا بمناسبة عيد الفطر , ويقبل امام او عالم
مسلم دعوة هذا البنك لالقاء خطاب , وتظهر صورته مع مسؤولي البنك في الصحف اليومية ,وهكذا , يمتد ويتسع الجهل
بالتشريع الالهي المتعلق بحظر الربا , بل واسوأ , هناك انتهاك متعمد لهذا التشريع
في هذا المقال , سنهتم مباشرة بما يسمى بالودائع الثابته وتلك التي تسمى معاملات المرابحة في محاولتنا لشرح معاملات
اقراض المال .
في قلب الحظر الاسلامي على التعامل الربوي ) الربا ( هناك قول مآثور وهو ان لم تزرع , لن تجني .
وهذا يدحض مفهوم القيمة الوقتيه للمال , المال في حد ذاته لا يمكن ان يزيد مع مرور الوقت بدون اي مساهمة من العمل ,
او دون خطر الربح والخسارة المتآصلة في اي معاملة تجارية حقيقية .
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اخبرنا بأن اي معاملة تتضمن تبادل نقد بنقد يجب ان تكون بنفس القيمة , بدون اي
اختلاف في قيمة النقد المتبادل , واخبرنا بأن اي تبادل غير متساوي في النقود ) والذي سيفتح الباب لزيادة المال المتبادل
بمرور الوقت ( سيكون ربا .
واصر اسلامنا الحنيف بأن اي معاملة تجارية يجب ان تتضمن مخاطر الربح والخسارة , ومن ثم الله العلي القدير يوزع
ويعيد توزيع الثروات كيفما يشاء من خلال الاخذ من البعض واعطاء البعض , وفي هذه الحاله الغني لا يبقى غنيا , والفقير
لن يسجن في اطار فقر دائم .
رأى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المرابي كمصاص دماء في وسط نهر من دم ، وفي روايه ) تاجر البندقيه ( , شبه
ويليم شكسبير الربا للقاريء في الحضارة الغربية بقطع رطل من اللحم.
لقد لاحظنا ان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لعن هؤلاء الاربعه كما ورد في الحديث الشريف , وكانوا كلهم متساوون
في الذنب , الذي ياخذ الربا , والذي يعطي الربا , والذي يسعى في المعاملة ويكتبها , والشاهدان على المعاملة . وكل من
يموت وقد لعنه رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام لن ينجو من نار الجحيم . وحتى القران الكريم اورد بان المرابي
سيلقى جزاؤه في جهنم .
الَّذِينَ يَأ كُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُه الشَّ يطَانُ مِنَ ا لمَسِّ ذََٰلِكَ بِأنََّهُ م قَالُوا إِنَّمَا ا لبَ يعُ مِث لُ الرِّبَا وَأَحَلَّ
اللَّه ا لبَ يعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَ ن جَاءَه مَ وعِظَة مِ ن رَبِّهِ فَا نتَهَىَٰ فَلَه مَا سَلَفَ وَأَ مرُه إِلَى اللَّهِ وَمَ ن عَادَ فَأوُلََٰئِكَ أَ صحَابُ النَّارِ . ) هُ م فِيهَا خَالِدُ ونَ ) البقرة 4:2
وماذا بعد هذا , ما هي حاله الشخص الذي يضع ودائع ثابته في البنك او في اي مؤسسة ماليه اخرى ؟ يجب بدايه ان يكون
واضحا ان المال لم يوهب له , ويجب ان يعلم انه لم يدخل في معاملة تجارية صحيحة طالما انه ضمن عودة نقوده اضافه الى
الارباح .ليس هناك اي مخاطرة . ليس هناك احتمال للخسارة . وهذا ليس عملا تجاريا ! في الحقيقة , بعمل عوائد ثابته ,
فهو يقرض امواله للبنك مع فائدة ) ربا ( , وبالتالي يصبح من الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الذين يقرأون هذه المقاله ويخافون من عقاب الله في الاخرة , يجب عليهم ان يتجاوبوا فورا بوقف معاملات العوائد البنكية ,
وبالنسبة لاموال الربا التي اخذوها , لن يستطيعوا استخدامها او حتى منحها للاخرين كصدقة .
الربا الخفي ) الربا من الباب الخلفي( :
اليوم , ما يسمى بالبنوك الاسلامية ومؤسسات التمويل الاسلامية الاخرى , يقرضون الناس اموالا بفوائد عبر طرق ملتوية
وذلك باعطاء القرض الربوي على انه بيع سلعه بالآجل , ويسمونها مرابحة ! ولكنها بالتاكيد ليست مرابحة ! انها ربا ! ما
يفعله البنك المسمى بالاسلامي هو عرض سلعه ما بالبيع الآجل بسعر اعلى من سعرها نقدا وبشكل جوهري . بينما بيع
الآجل حلال حيث ان رسولنا صلوات الله عليه تعامل في مثل هذا التعامل التجاري , ليس هناك اي اثبات بان سعر الآجل
يختلف عن سعر النقد .
عندما يكون سعر الآجل اعلى من سعر النقد ) العاجل ( فهذا هو الربا , كما نعلم جوهر الربا هو في زيادة المال مع مرور
الوقت بسبب الوقت, عندما يرغب العميل بشراء سلعه معينة , ولم يمتلك النقود الكافيه في وقتها , وبالتالي يدخل ما يسمى
بالبنك الاسلامي كوسيط في هذه الخدعة لشراء تلك السلعه بسعر النقد ويبيعها للعميل بسعر الآجل , رسوم الفائدة تضاف الى
ثمن السلعه مما يجعل سعر الآجل اعلى من سعر النقد .
في الواقع , ما يسمى باالبنك الاسلامي لا يشتري حقيقة تلك السلعه , بالاحرى , فهو يحرر شيكا للعميل ومن ثم يشتري
العميل السلعة بإسمه مع احتفاظ البنك بعقد امتياز للسلعه حتى يتم دفع ثمن السلعة مع الفوائد الى هذا المسمى باالبنك
الاسلامي في نهاية المطاف .
وهكذا ما يسمى بالبنك الاسلامي يبيع شيئا لا يمتلكه فعليا , وهذا حرام ! وفي الحقيقة عمليه البيع كلها خياليه ومخادعة . ما
فعله مايسمى بالبنك الاسلامي حقيقة هو اقراض العميل مبلغا من المال حسب من خلاله مجموع فائدته الربويه على مدى
فترة القرض واصبح هذا المبلغ مستحق على العميل في وقت البيع الوهمي او مايسمى بعملية المرابحة المخادعة.
عندما يتخلف العميل عن سداد اقساط البنك فانهم يعاملونه بسخافة ويقومون بفضح العميل ماليا . خذ المثال التالي : عندما
يدخل عميل في معاملة ما تسمى بالمرابحة مع ما يسمى بنك اسلامي )بدون ذكر اسمه( ليشترى منزلا وسعر المنزل سوقيا
هو 500000 دولار , فان البنك سيحرر له شيكا بقيمة 500000 دولار , وسيقوم بتسجيل المنزل باسمه . ومن ثم فان البنك
سيجري معه معاملة بيع خياليه لبيعه هذا المنزل بالآجل ) علما بان البنك لم يمتلك البيت ولا يجوز له بيعه لأنهم لم يمتلكه
اصلا ( وليكن المبلغ المتفق عليه هو 1 مليون دولار و الفارق بين سعر الاجل والنقد هو الفرق 500000 دولار .
بعد مرور شهر من هذه الاتفاقيه لم يستطع العميل تسديد اقساط البنك , وفي هذه الحالة وضع ما يسمى بالبنك الاسلامي يده
على المنزل وباعه في المزاد مقابل 500000 دولار , ومن ثم قام هذا البنك المسمى اسلامي برفع دعوى على العميل
للمطالبة بمبلغ 500000 دولار التي هي فائدة عملية المرابحة المخادعة بسبب الدفع الاجل ولكن المحكمة ردت دعوى هذا
البنك المسمى اسلامي بأنه يستحق له فقط الفائدة الربوية عن الفترة التي استغرقها حتى استعاد قيمة المبلغ الاصلي وهي
500000 دولار. )هذه القضية تفضح حقيقة خداع عمليات ما تسمى بالبنوك الاسلامية(
لدينا تحذير شديد اللهجة للعلماء المسلمين الذين يصرون على الدفاع عن ما يسمى المرابحة فيما يسمى البنوك الاسلامية ,
هؤلاء العمي يدافعون عن هذا التعامل باصدار فتاوي فاسدة مثل فتاويهم ان التعامل بالنقود الورقيه يجب ان يكون حلالا في
العالم الحديث , وسوف يعلنون مستقبلا ان التعامل بالنقود الالكترونية حلال ايضا ,.
اذا كانو يصرون على عنادهم في الدفاع عن مايسمى بمعاملات المرابحة اليوم , فسيعلمون في محكمة الله تعالى انها ليست
مرابحة بل ربا , في ذلك الوقت لا يمكن ان يطلبوا الرحمه من الله تعالى بسبب إضلالهم للناس ولا يستطيعون ان يقولوا لم
نكن نعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق