أبو يعرب المرزوقي
تونس في 09-04-2015
1-بينا أن حكم السبسي بدأ بما انتهى به نظام بورقيبة:بأرذل العمر ومن ثم معركة الخلافة مع ما ينتج عنها من فوضى وصراع على التركة بين مافيات
2-لكن الصراع في مناخ ما بعد الثورة قطريا وإقليميا ودوليا تضاعف لتنفجر في آن كل الصراعات مع تقدم صراعين أساسين: حول السلطة وحول الثورة
3-وأهم ما نتج عن سطحية السبسي هو تركيبة "الكوكتال مولوتوف" أو نداء تونس بين حزبه وما حاول بورقيبة تجنيب حزبه منه:سيطرة فسدة اليسار عليهم.
4-وظنه أن ذلك يمكنه من الوصول السريع لكنه لم يتوقع الختم الفضيع الذي سيؤول إليه حكمه قريبا خاصة وهو قد لجأ إلى ثاني خطر تجنبه بورقيبة.
5-وهذا الخطر الثاني هو "إذاقة" الجيش سلطة الحكم: فدعوة بعض الضباط لترؤس بعض مراكز الأمن هو بداية العسكرة.والكل يعلم ما فعل بورقيبة ضدها
6-والعسكرة والأمننة للسياسي مع سيطرة النقابتين العمالية والأعرافية يعني في النهاية إزالة معنى للدولة باسم مكافحة إرهاب يتحول أساس الحكم.
7-وهذا يذكرني بما قاله لي أحد حكماء تونس ممن شاركوا السبسي التجربة البورقيبة بالفرنسية: Sebsi ne peut aller très loin mais il est nuisible
8-وأول مصداق لقول الحكيم: أنه لم يرث من بورقيبة إلا أفعال عجزه في أرذل العمر بحيث باتت الدولة هي بدروها في أرذل العمر تعمل بعكس الدستور
9-فالنظام برلماني لكنه يعمل بوصفه رئاسيا وتلك هي علة تسمية وزير أول غير ذي قاعدة حزبية:ليس تنازلا للنهضة كما تتوهم بل لمحيط السبسي الحاكم.
10-وثاني مصداق لقول الحكيم: التدرج نحو النموذج المصري بحثا عما "سماه بعض أبواق الحلف الخفي لخلافة السبسي" بقائد الحرب وفي الذهن السيسي.
11-فما يفتقده حزب الاستئصال وتجفيف المنابع هو استناد النخب المعادية للإسلام والإسلاميين على سيسي للحكم بحجج ما يسمونه الحرب على الإرهاب
12-ولعل المجس القاطع بلاتوهيات نسمة الأخيرة: ف"قائد الحرب" المطلوب مثلوا له بالسيسي وبشار وحفتر وهم يبحثون على الأقل عن حفتر تونسي.
13-ولعل تصريحات وزير الخارجية الأحمق وبعض نواب حزب النداء كافية للتدليل على ذلك: فهم يحاربون النواعير ويتهمون يمنة ويسرة أصدقاء الثورة
14-هم مستعدون مع النقابتين لتركيع تونس وشعبها وحتى تجويعه كي يستبدوا بالحكم بحلف استئصالي تجفيفي للمنابع و إن أدى ذلك إلى حرب أهلية.
15-لذلك فينبغي أن يستعد الجميع للخطط الشيطانية في حسم معركة الخلافة التي بدأ بها نظام السبسي:لن ينجي تونس من الدمار إلى حلف بين الثوار.
16-وأول العناصر هو مؤتمر النداء: فهو سيكون مذبحة للدستوريين ليستحوذ اليسار الاستئصالي على الحزب.يهادنون النهضة خوفا من الضربة القاضية
17-الضربة القاضية هي الصلح بين فرعي الحزب الدستوري:الثعالبية والبورقيبية أو الأصالة الحديثة والحداثة الأصيلة حيث يلتقي بعدا حرب التحرير
18-الخيارات التكتيكية لبورقيبة أسست للقطيعة فكانت منطلق الحرب الأهلية بين التيارين والثورة جبت كل ذلك لأنها بينت أن مصلحة الوطن حلفهما
19-والحلف بينهما ينبغي أن يكون أساس الوحدة الوطنية إلى أن يستقر الأمر ليصبح التداول بينهما أساس النظام كاعتدال وسط اليمين ووسط اليسار.
20-ثاني العناصر في خطتهم:عسكرة الحكم لعلمهم أنهم حتى لو نجحوا في الاستحواذ على الحزب فإنهم لن يربحوا أي انتخابات ديموقراطية بعد السبسي.
21-وهذه العملية بدأت بإذاقة العسكر طعم السلطة السياسية من خلال تكليف بعضهم بالأمن ومن ثم فهم يصبحون مثل كل الجيوش العربية مهملين للثغور
22-وهذه جريمة تغير طبيعة جيشنا الجمهوري إلى جيش فاسد ودكتاتوري مثل الجيوش العربية الأخرى التي انقلبت على الشرعية بتعلة الإرهاب والتجفيف
23-وهم مع ذلك يريدون أن يدعموا وجودهم مع العسكر بالنقابات والمجتمع المدني الوسيط بينهم وبين القوى الاستعمارية بسلاح التواصل والإعلام.
24-واستراتيجية التقرب من الاستعمار للحصول على الدعم مضاعفة: أول الطريقتين المساعدة في الحرب على ما يخيف الغرب أي استئناف المسلمين دورهم
25-والطريقة الثانية هي تحويل الأمن والجيش والمخابرات إلى حراس تجعل الضفة الجنوبية للمتوسط حامية للضفة الشمالية من الهجرة والإرهاب المزعوم
26-ولست أنزه بعض النهضويين من القبول بهذا الدور الثاني مقابل شراكة تابعة في فضلات الحكم كالحال الآن في حكومة السبسي: حذرت منذ البداية
27-فلما كنت مستشارا عارضت مشروع الاندماج في أوروبا وخاصة فتح قسم الخدمات من اقتصادنا للمنافسة الحرة لأن ذلك يعني نهاية آخر رأسمال وطني.
28-كما عارضت محاولات تأسيس بدايات القاعدة الأمريكية في شكل مدرسة تكوين لمقاومة الإرهاب. وأشهد أن وزير الدفاع وقائد الجيوش عارضا الفكرة
29-والأمر كله يدور حول طبيعة المرحلة: هل نحن نسعى إلى استكمال حرب التحرير بالتحررأم نريد الاقتصار على مجرد تعويض نظام بالنظام بجنيسه جوهريا؟
30-إذا خضنا معركة التحرر بالمنطق الذي آلت إليه معركة التحرير فمعنى ذلك أننا نحافظ على شروط موضوعية للتبعية البنيوية للدول المتسولة.
31-مطالبة الثوار بالحرية والكرامة تعني مطالبتهم بشروط الحرية والكرامة أي ما فهمته أوروبا: الحجم الممكن من شروط السيادة=الحماية والرعاية
32-وهذا يعني الجمع بين مواطنتين: قطرية وقومية. والثورة حققت ذلك لأنها بدأت قطرية ثم عمت الوطن. وعلى كل فالثورة المضادة شاملة لا قطرية.
33-وأخيرا فإن كل محاولات التحيل على التاريخ لإعادة الدول فاقدة السيادة حماية ورعاية لن تنجح: الشباب الثائر بدأ شروط الحرية والكرامة حقا
34-فهم يرون كيف تكون الفضاء الأوروبي وتناسق مع المواطنية القطرية فأصبح كل أوروبي ذا مواطنتين من أجل القوة المادية والعلمية شرط السيادة
35-هم لا يجهلون أن أوروبا دون أقطارنا عوامل توحيد:فما يسعى إليه الأوروبيون من وحدة ثقافية نحن نملكه.وما نسوه من حروب بينهم ليس لنا مثله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق