أبو يعرب المرزوقي
تونس في 2015.09.06
1-إذا انخرطت روسيا في الحرب الأهلية السورية فأعتقد أنها ذهبت إلى حتفها بضلفها. تكفي مساعدة المقاومة بأقل مما أسقط السوفيات:نهاية بوتن.
2-أما إيران فاللعبة انتهت بالنسبة إليها:ما بدأ في العراق ولبنان وما سيأتي حتما بعد الاتفاقية النووية في إيران نفسها يؤذن بنهاية الملالي.
3-السؤال هو: هل تركيا والسعودية لهما سيادة حقيقية أم هم ينتظرون ضوءا أخضر من أمريكا للإقدام على ما من دونه قد يصبحان هما بدورهما مهددين؟
4-إذا بقيا مترددين فإن الأمور الصغيرة ستصبح كبيرة: الروس يبنون قاعدة إذا تركت تفعل فمعنى ذلك أن اقتلاعها منها سيكون أصعب من منعها الآن.
5-وإذا احتلت روسيا وإيران سوريا فستقسم تركيا والسعودية لتكوين دويلات كردية وعلوية وشيعية على أرضهما.العزم المبادر يمكن أن يحول دون ذلك.
6-ليس المطلوب منهما التدخل العسكري: المقاومة غنية عن هذه المساعدة. اعطوهم دفاعا جويا وسيسقط النظام في أقل من شهر وسيهزم حزب الزمارة.
7-هل إيران أقوى من تركيا ومن السعودية؟ لم هي تقدم ولا تخفي التدخل وهم يترددون؟ هل يخافون من الحرب العلنية؟ من سيعلنها؟ إيران وروسيا ؟
8-لست كبير الخبرة في الجيوستراتيجيا لكني واثق من أن إيران أعجز من محاربة تركيا خاصة إذا ساعدت السعودية بتمويل الحرب إن حصلت: فالحرب مال.
9-إيران لا تستطيع تمويل حرب حديثة إذا دامت أكثر من أسبوع. وخردتها لا تنازل سلاح تركيا ولا حتى سلاح السعودية. اليست الوقاية خير من العلاج وخاصة في الحروب؟
10-والملاحظة الاخيرة: حتى لو أن أمريكا معارضة. فهي إذا أقدموا ستضطر للقبول بالأمر الواقع. لا يمكنها أن تدخل الحرب مع روسيا وايران ضدهما.
11-وعلى كل: فكل تردد سيجعل الكلفة أكبر. لكن الحرب واقعة حتما إن ليس الآن فغدا: ذلك أن سوريا ستكون قاعدة لاستنزاف تركيا والسعودية بلا حد.
12-ولما كانت المعركة لا تقتصر على جبهة واحدة فإن الدهاء الاستراتيجي يتمثل في البدء بالجبهة التي يكون النصر فيها موجعا للعدو قبل غيرها.
13-ذلك أن هزيمته فيها تغني عن قتاله في البقية في حين أن قتاله في ما عداها قد يقويه فيها لأنه يلهيك عن نقاط ضعفه بالمعارك الجانبية.
14-صحيح أن معركة اليمن قريبة من الحدود والخوف يمكن أن يدفع للخطأ الاستراتيجي. لكن لما كانت هذه ليست نقطة ضعف العدو فإن دخولها يقويه.
15-هزيمته في سوريا-وهي أيسر من اليمن وسأبين لماذا-تنهي وجوده كله خارج حدوده. أما الهزيمة في اليمن التي كما بينت ستطول فلن تغير الموازين.
16-لذلك نبهت القيادات إلى أن اليمن فيها حربان: واحدة ينبغي حسمها بسرعة في أسبوع أو أسبوعين معركة صعدة والثانية طويلة جدا لتحرير اليمن.
17-الأولى لحماية الحدود والثانية حرب أهلية بإيقاع يمني يقتضي أن يكون زمام كل فعل أضعاف ما يقتضيه لأنه مفتت بقبائله وجغرافيته الطبيعية.
18-وكل تطويل في المعركة الأولى يسمى نصرا لإيران وأذنابها.صحت بالكماشة نزولامن فوق وصعودا من تحت مع الحصار الجوي والبحري.صيحة في واد.
19-أما في سوريا فالخليج لم يكن بحاجة لتحريك الجيوش ولاحتى لإرسال الطائرات: تسليح الثورة كاف.خوفهم من الثورة فعل بمصر ما فعلوه بالعراق.
20-بعد أن اهدوا العراق لإيران أهدوا مصر لإسرائيل ثم هم اليوم يتصورون أن أمريكا ستساعدهم على بعد أن رأتهم يفقعون أعينهم بأيديهم؟ عجبي؟
21-لكن التدارك ممكن: ما داموا قد تورطوا في الرمل المتحرك لإيقاع السلحفاة اليمنية فليسارعوا بتسليح الثورة في سوريا قبل أن تزول الفرصة.
22-والفرصة لن تدوم طويلا: إذا تمكنت إيران من تقسيم سوريا وتغيير التركيبة الديموغرافية فسيكون لدينا 3 فلسطينات: فلسطن والعراق وسوريا.
23-أما لبنان فهي أسوأ: بؤرة الباطنية والصليبية والمغولية الغربية والشرقية ودمل الوجود العربي ويسمونه واجهة العرب وهي مزبلة تاريخهم كله.
24-ولسنا نتناقض في حكمنا على النظام الإيراني وفي كلامنا على إمكانية أن يحصل على طوق النجاة من العرب إذا تركوه يحقق خطته في الهلال.
25-الاتفاقية النووية يمكن أن تكون نهاية النظام إذا لم يحقق خطته في الهلال. لذلك فهزيمته في الهلال هي التي ستصحح تحليلنا لآثار الاتقافية.
26-وهزيمة إيران في الهلال من أيسر الأمور إذا تخلص العرب من الخوف من الثورة وعليهم أن يفعلوا لأنها في كل الحالات آتية لا ريب في ذلك.
27-يمكنهم أن يلطفوا مفاعيلها بمصادقتها فتكون سببا لبقاء أنظمتهم بعد إصلاحها. أما إذا واصلوا بتمويل السيسي فهو لن يرحمهم وسيأخذ "رزهم" كله.
28-أقول كله أعني ما يبقيه له الحليف الأمريكي والشرطي الاسرائيلي ومساعد الشرطي الإيراني. لكنهم لو حالفوا الثورة فإنهم سيصبحون ذوي شرعية.
29-وسيشفع لهم دورهم في تحرير الأمة من إيران وإسرائيل واستغنائها عن الحماية الأمريكية وهو ما يعطيهم شرعية يضاعفها بحق الصلح مع شعوبهم.
31-لا يمكن أن تدخل حروبا مع دول ذات أنظمة حديثة بدول ذات أنظمة قبلية لاعلاقة للحاكم فيها بالشعب إلا تقاليد لم يعد لها تأثير على الشباب.
32-ولما كان العرب أكثر من 70 في المائة منها شباب فإن أكثر من 90 في المائة من الشعب تشعر بأن يحكمها ليس منها, الشرعية غير الرشوة الظرفية.
33-من دون دولة تحقق شروط الحماية والراعية في الداخل لا يمكن النجاح في الحماية والرعاية في الخارج: سر القوة الجبهة الداخلية ولحمة الشرعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق