بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الكريم. على الرغم من أنه من السابق لأوانه تقديم تحليل ناضج ردا على الهجوم الإرهابي الأخير في #فرنسا, إلا أنه من الممكن ملاحظة الفرق الكبير بين هذا الحادث و حادث شارلي إيبدو السابقة. الفرق هو أن هذا العمل الإرهابي يهدف إلى فتح الطريق أمام فرنسا لمباشرة مغامرة عسكرية بليغة من شأنها أن تسمح للناتو في نهاية المطاف بشن حرب على #روسيا.
هؤلاء الذين خططوا لهذا الهجوم يعلمون جيدا أن الحرب على روسيا سوف تكون بالتأكيد حربا نووية و التي ستدمر فرنسا. لكنهم لا يكترثون للشعب الفرنسي أو أي شعب آخر, جميع البشر بالنسبة لهم كبش فداء في سعيهم لتحقيق هدفهم المتغطرس: فرض حكمهم على العالم كله.
لقد حان الوقت للشعب الفرنسي كي يستيقظ و يدرك أنه تم خداعه, و أن هذه سوف تكون آخر خدعة يختبرها. ربما لن يمر وقت طويل قبل أن تظهر صحة تحليلاتي أمام أعينهم المرعوبة. أتوقع أن تحدث حرب نووية في غضون سنة - أو ربما أقل من ذلك (و طبعا الله تعالى أعلى و أعلم). من ناحية أخرى, حادثة شارلي إيبدو السابقة كانت مغامرة من العلاقات العامة لحشد الرأي العام الفرنسي بطريقة مواتية تماما لمغامرات عسكرية من أجل التقدم بجدول أعمال التحالف اليهودي-النصراني الذي من أجل ذلك خٌلقت الحضارة الغربية الحديثة.
العواقب المباشرة لهذا الإرهاب الفرنسي الجديد هو الزيادة الدراماتيكية في الوجود العسكري بمسرح الحرب السورية-العراقية. أيا كان من خطط و نفذ هذا الهجوم الإرهابي في باريس, فقد أراد أن يوفر لفرنسا ثغرة يمكن استغلالها لتبرير التصعيد التدريجي للتدخل العسكري الفرنسي في مسرح الحرب حيث "داعش" مترسخة فيه, و روسيا دخلت فيه الآن بشكل دراماتيكي. الجهات المبهمة و الغامضة التي خلقت, برمجت, سلحت و مولت "داعش" هي بالتأكيد من خططت للهجمات الإرهابية الأخيرة على فرنسا. أيا كانت تلك الجهات, فأن واثق تماما أن وكالة المخابرات الأمريكية, الموساد الإسرائيلي و المخابرات التركية هي من ضمنها.
الآن بدأت تتسرب إلي شكوك حول تورط السعودية في إنشاء "داعش", حيث بدأت أميل إلى الرأي القائل أن السعوديين ربما تعرضوا للخداع و إعترفوا الآن أنهم خٌدعوا و وقعوا في فخ إنجاب "داعش" و قد ينتهي بهم المطاف بأن تستبدل حكمهم في المملكة. غير أن هنالك محللين آخرين أكثر مهارة من هذا الكاتب الذين قد يلقون المزيد من الضوء في مسألة الدور السعودي في إنشاء "داعش" و معضلة السعودية الحالية.
تحديد هوية المهاجم لن يٌنهي بالتأكيد البحث عن المسؤولين الذين خططوا لإرهاب فرنسا بما أن هناك العديد من المسلمين الشباب الأبرياء, فرنسيين وبلجيكيين, و الذين كانوا هدفا لحرب غربية شيطانية معادية للإسلام و حرب نفسية معادية للمسلمين, إضافة إلى تعرضهم للمضايقات و الإضطهاد بشكل متعمد و لفترة طويلة. العديد منهم الآن خائفون بحيث لا يريدون ظهور وجوههم في الكاميرا (التي تسجل محاضراتي العامة), و البعض الآخر لديهم تخوف من الكشف عن هويتهم عند مراسلتهم لي.
يجب أن لا يكون هنالك حاجة لشباب مسلم غاضب و الذي يمكن شراؤه بالدولار و اليورو, بحيث سيكون سعيدا لو أنهى حياته البائسة بإنفجار "إنتقامي". بسماحهم لأنفسهم أن تٌباع و تٌشترى بمثل هذه الطريقة, فإن مثل هؤلاء المسلمين يجعلون أنفسهم وصمة عار في حق الدين الإسلامي الحنيف. صفوف "داعش" ممتلئة بمثل هؤلاء الأنعام. لكن مثل هؤلاء "المسلمين" لا يمثلون الشر الأعظم في هذه القضية الدنيئة. الشر الأعظم ينتمي لهؤلاء الأشرار الذين يخططون و يمولون مثل هذه الأعمال الإرهابية و يقومون بتلفيق تهمة أعمالهم الإرهابية لمسلمين أبرياء (لماذا يجب دائما أن يكون هنالك جوازت سفر في جيوب الرجال الميتين؟)
رأيي هو أن هذا العمل الإرهابي كان كبيرا جدا و ذو أهمية إستراتيجية من أن يٌترك لـ "مسلمين غاضبين و هواة", بل لا بد أن يٌرتكب من طرف مهنيين ذو تدريب عالي. بقدر ما حرصوا على إخفاء آثار أقدامهم الخبيثة, الله سبحانه و تعالى يحرص دائما على إظهار بعض آثار أقدامهم في نهاية المطاف للتأكيد على أنه عمل إرهابي من عمل الموساد الإسرائيلي.
تم اختيار فرنسا للهجوم الإرهابي بيد أنها المرشح المفضل في التحالف الغربي-أكثر ملائمة من بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية- كي تقود ردا عسكريا لحلف الناتو على التدخل العسكري الروسي المثير لقلقهم في سوريا. الآن, الوجود العسكري لفرنسا في سوريا و العراق يتم تعزيزه بشكل دراماتيكي بزعق من الشعب الفرنسي, و قد مهمدت الطريق أيضا لبريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية كي يعززا وجودهما العسكري مع معارضة ضئيلة أو معدومة من الشعبين البريطاني و الأمريكي.
الجهات الفاعلة التي أنشأت داعش قامت بذلك من أجل-من بين أمور عديدة- استهداف روسيا و إغوائها كي تقع في فخ بحيث يمكنهم استئناف أجندتهم العسكرية الغير المنتهية حيث أن آخر مسعى كان في حرب القرم 1853-1856. الوجود العسكري الفرنسي في سوريا و العراق لم يمهد الطريق فقط لبريطانيا و أمريكا كي تقتديا بفرنسا, و لكنه الآن جعل أمر حدوث الحرب عاجلا غير آجل, لأنه كلما انتظر الناتو شن الحرب على روسيا أكثر, كلم ازدادات القوة العسكرية الروسية.
لقد حان الوقت للعالم الإسلامي أن يتذكر أن تركيا ليست فقط دولة عضو في حلف الناتو, و لكنها تساهم بنشاط في مساعدة الناتو مواصلة أجندته العسكرية الغربية.
الحرب مع روسيا سوف تكون بالتأكيد حربا نووية من شأنها أن تؤدي إلى دمار لم يسبق له مثيل في أوروبا و أمريكا الشمالية. من المحتمل أن تمحى الحضارة العلمانية الغربية الحديثة من خريطة ما بعد العالم النووي.
أعتقد أن الخطة الرئيسية المعمول بها هي أن تكون هناك فرصة لبقية البشر الناجين من الحرب النووية لبناء عالم ما بعد العلمانية بحيث أن الدين سيحل محل العلمانية. وجهة نظري استنادا على علم آخر الزمان هي أن هذا الدين هو أقدم الديانات, أي اليهودية, حيث ستسعى لقيادة العالم إلى عصر جديد من العدالة و القيم الأخلاقية التي من شأنها أن تحل محل الإلحاد, الإنحطاط, الظلم و القهر الذي يسود الآن.
لكن الدين الحقيقي ليس لديه ذرة تسامح مع الظلم, و فقط أولئك الذين لديهم فطنة الأنعام من الممكن أن يفشلوا في إدراك أن إسرائيل كيان ظالم.
التاريخ لا يمكن أن ينتهي حتى يسود الحق في العالم بأكمله, و أن يحل العدل محل الظلم و القهر. تلك الرسالة أٌرسلت حين فٌرقت مياه البحر الأحمر و ذلك التاريخ الدراماتيكي مقدر له أن يتكرر حين يعود المسيح عيسى عليه السلام.
علم آخر الزمان طبعا لديه أكثر بكثير مما سبق لتوضيح ما بعد العالم النووي. و يٌنصح جيدا لقرائنا أن يقوموا بمجهود لدراسة الموضوع. كتبي حول علم آخر الزمان يمكنها مساعدة الراغبين في دراسة هذا الموضوع.
عمران ن. حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق