أبويعرب المرزوقي
تونس 2014.12.27
هذا الملاحظات تنبيه وتحذير أوجههما إلى من قد يقضون نهائيا على كل سياسة حديثة ومدنية ذات مرجعية إسلامية واجتماعية ديموقراطية في تونس بسبب طمع البعض في المشاركة في الحكم بأي شكل والخوف من قطع صحراء المعارضة ككل حزب خسر الانتخابات دون أن يخسر شروط البقاء القابل للتنمية. فقد لاحظت أن التلهف على الحكم طمعا أو خوفا لا يمكن أن يفسر بحب مصلحة الوطن وحده إن سلمنا بوجوده.
ومهما قلت الخبرة السياسية فإنه لا يمكن أن يتوهم أحد أن حكومة الوحدة الوطنية التي يدعو لها الطامعون أو يلوح بها المطمعون الوحدة الوطنية بين النداء ممثلا لما يدعيه مهما أظهر من مظاهر الصلح مع الهوية والنهضة ممثلة لما تدعيه مهما أظهرت من وعود الصلح مع الحداثة شبه مستحيلة إذا كانت حقيقية وليست خدعة.
فبعد حملات انتخابية بل ومساع تكوين أساسهما اللعب على محاربة الإسلام السياسي أي على الصدام الحضاري الداخلي المسنود بالصدام الحضاري الخارجي وإن تحت مسمى جديد هو النماذج الاجتماعية لا يمكن ألا يكون هذا الصدام هو المحدد للآتي من الأحداث.
لذلك فإني اعتبر حكومة الوحدة الوطنية الحقيقة مستحيلة: أي الحكومة التي تتركب من القوى السياسية بحسب وزنها الحقيقي كما حدده الصندوق دون أن تكون محاصصة بل توليفة تحرص على تحمل المسؤولية الوطنية بالتناسب مع وزنها وحرصها على النجاح أساسا لاستئناف التنافس التداولي الذي يحترم قواعد الديموقراطية.
وإذا حدثت حكومة تحت هذا الاسم من دون هذه الحقيقة فإنها ستكون بأحد شرطين علما وأنهما كليهما من باب الممتنع إذا كان صادقين بسبب الحد الذي بلغ إليه عمق الكسرين في بنية المجتمع التونسي الذي قسّم تونس جغرافيا وتاريخيا فصارت شبه مؤلفة من شعبين بمقتضاهما:
1-الكسر الاجتماعي الحاد (الانتساب إلى الخيارات الطبقية).
2-والكسر الحضاري الحاد (الانتساب إلى الخيارات الحضارية).
فهذان الكسران هما سر مغامرة المرزوقي التي كادت تنجح فتؤدي إلى حرب أهلية أو هي قربت منها فجعلت إمكانها محتملا. وهما كذلك سر مغامرة الباجي الذي سبق المرزوقي إليهما ولكن بلبوس حديث أخفى طابعها الفج لانطلاقه من ترجمتهما بالمقابلة ديموقراطية ثيوقراطية وتنوير حداثي وظلامية. فالباجي استغل ما تعاني منه تونس بعد خمسين سنة من سياسية واصلت ما مرت به من سياسة استعمارية دعمت الكسرين فأنتجت صدام حضارات في الجماعة التونسية.
وليست بدايات الفوضى التي كادت تدب في أنحاء تونس بأخطر مما حصل قبل تنحي حكم الترويكا لأن الأحداث كانت أكثر عنفا وأدت إلى سقوطها وإلى اغتيال قائدين سياسين والكثير من جنودنا وأمننا. ومعنى ذلك أن المغامرتين مثلتا إرهاصات للممكن الصادر عن هذين الكسرين. فالمعلوم أنهما ليسا ابني البارجة بل هما ثمرة الاستعمار ومواصلة سياسته من بعده بظاهر من الاستقلال وباطن من التبعية الثقافة والتربوية والاقتصادية والسياسية ومن ثم باغتراب حضاري قصدي هدفه إخراج تونس من محيطها الثقافي والحضاري وجعلها تابعة لغة وثقافة ومصالح لمستعمرها تحت مسمى التحديث واللحاق بركب الحضارة لأن التقدم مشروط بالتفصي من الذات وعدم الاستئناف المستقل والحر. والسبسي مثل المرزوقي لم يحدثاهما بل استغلاهما الأول بأكثر دهاء من الثاني لا غير.
لذلك فإني أعتقد جازم الاعتقاد أن كل كلام على حكومة وحدة وطنية هو محاولة للتمويه الاستراتيجي في خطة الباجي ولغياب الاستراتيجية في ردود فعل النهضة. فهو فخ ينصب للإسلاميين أخطر من الفخ الفج الذي نصبه لهم المرزوقي وفضحت الدعوة إلى تأسيس"حركة شعب المواطنين". وقد ستر الله تونس فنجاها من تهريج المرزوقي ومغامراته التي سبقت الحملة الانتخابية الرئاسية والتي بذلت كل جهدي لفضحها والعمل على إفشال مشروعه الذي سرعان ما أفصح عنه لعجلته وارتجاله ككل فكر قدافي. فقد ظن البعض أني ظلمت الرجل لكنه سرعان ما بين صحة حكمي بالأخطاء القاتلة الثلاث التي قام بها مستفيدا من حكمة مستشاريه عباقرة السياسة ومحتقري التفلسف في أقل من أسبوع من نهايتها (القبول والتراجع والمبادرة وأخيرا نقل الذاكرة).
وهي أخطاء بينت أنه حتى لو نجح لكان فاقدا لكل سلطان ومن ثم لكان أكثر طرطرة مما كان سابقا كما تنبأت له إذ بلغ ا لأمر بهم سجن ابن أحد أبطال الثورة وشهدائها وبالأمنه الشخصي أن عصى أمره في أخراج الارشيف فما بالك لو تعلق الأمر بما هو أخطر مثل حماية الحريات: لم يستطع شيئا لابن الشهيد ولا لنفسه لأن ما حصل حتى لو كان فيه شيء من الصواب (منع إخراج الأرشيف) فقد تم بتعد تام على مهابة الرئاسة لأن المنع لم يأت من الرئيس بل من الأمن ضد إرادته.
لكن السبسي سيتبين في النهاية أنه ليس أقل تهريجا ومغامرة من المرزوقي بمجرد فضح خطته التي تهدف إلى نفس الغاية إذا تجنب الإسلام السياسي الوقوع في الفخ : هدفه القضاء على الإسلام السياسي المدني بخطة ميتران مرة أخرى وحصر من لم يقبل بهذا الفخ في زمرة المتطرفين حتي يسهل ضربهم مستفيدا من المناخ الإقليمي والدولي. ومثلما قاومت مشروع المرزوقي فسأقاوم مشروع السبسي ومن وراءه بنفس الأسلوب : التحليل والتعليل بمنطق الفهم للعملية السياسية بمقتضى قوانين صراع القوى السلمي في مجتمع يسعى إلى بناء شروط الديموقراطية والبقية تأتي لأن الشباب بجنسيه ليس ساذجا فيقع في الأفخاخ عندما يقتنع بطابعها الخبيث.
هدفي من هذه التنبيه هو أن أبين ما كان مخفيا في مشروع السبسي تحت لبوس توحيد المعارضة الديموقراطية والتصدي للظلامية الإسلامية المزعومة خطته التي ستصبح بالتدريج خطة علنية. فالسبسي ليس هو في الحقيقة زعيما يمكن أن يتعالى على سياسة الصغائر السياسوية بل هو من النوع المباهي بتذاكي الفهلوية. ذلك أن افقه ليس علاج الكسرين فضلا عن النجاح فيه-فهذا من المهام الكبرى والعظيمة التي تتطلب نسيجا ليس له منه أدنى قدر- بل إن غايته تنحصر في النجاح الذي يباهي به أي مناور سياسوي توفرت له الفرصة لمخادعة الطامعين من القيادات والخائفين لظنه-كما توهم بورقيبة وابن علي-أن الكسرين يمكن أن تخفيهما ديماغوجيا الحداثة واللحاق بركب الحضارة.
ومما قد يدفعه إلى هذه الخطة هو أن هذا الخيار بات شرط الاندراج في المنطق السائد على السياسة الاقليمية والدولية التي تقود الثورة المضادة أي إن المساعدة التمويلية مشروطة بالتخلص من الإسلام السياسي مهما تمدن وخاصة إذا تمدن لأن خوف الممولين ليس من إسلام العبادات بل من إسلام العدالة الاجتماعية والديموقراطية وسيادة الشعب. لذلك فإن كلفة حكومة الوحدة الوطنية الصادقة -أي التي تعطي للإسلام السياسي ما يناسب الحجم الذي أعطاه إياه الشعب-مستحيلة التحمل بالنسبة إليه حتى لو تصورناه ارتقى إلى المسؤولية التاريخية الاستثنائية في هذه الحالة. فهي مكلفة جدا لأنها تقضي أن يغامر بتفتيت حزبه.
لكنه يحتاج إلى كاريكاتور من حكومة الوحدة الوطنية. فهذا ضروري لمساعدته في ماكياج التنكر الذي يخفي عودة التجمع بالمعنى الذي شرحت في المحاولة السابقة (ما التجمع؟ ومن أعاده؟) : أي الحلف بين بقايا الحزب الجديد وبقايا الاتحاد بقاياهما اللتي تتحالف دائما لضرب صلح البلاد مع ذاتها (الثعالبي بورقيبة ثم ابن يوسف بورقيبة ثم مزالي ابن علي وأخيرا وهو القادم النهضة النداء إذا لم نتدارك الأمر فنحقق الصلح المتكافئ بين فرعي الحزب الأصلي المؤسس للحركة الوطنية في إطارها الحضاري والتاريخي): وهذا يقتضي أن يستيقيظ:
1-ما بقي من البورقيبة التي لم تنحط إلى التجمعية التي باتت متحالفة مع الاستئصاليين.
2-وما بقي من الثعالبية التي لم تنحط إلى الطمع في الحكم والخوف من المعارضة السلمية والإيجابية لتجذير المشروع المدني ذي المرجعية الإسلامية.
وخطة الماكياج الضروري من اليسير أن يقنع بها حلفاءه ومنتخبيه لأنه سيسوقها لقياداتهم ه ببيان حقيقتها وراء الماكياج : إنها أداته للقضاء على الإسلام السياسي أي الكسوة التي سيخيطها تارزي خروتشاف (راجع ما سبق أن كتبت في الموضوع يوم أعلن عن اختيار الباجي وزيرا أولا بعد حكومتي الغنوشي). ولتفظني لخطته اقترحت قصبتين لإخراجه من الحكم بعد الانتخابات السابقة بصورة تقطع مع النظام القديم. لكن كلامي كان صيحة في واد.
إني على يقين من أن الرجل لا يملك خصائص الزعيم الفذ الذي يدرك واجبات من له همة التخلص من الكسرين الاجماعي والحضاري اللذين بلغ إلى الأعماق فاصبحا كسرين تاريخي وجغرافي. لذلك فإني لا أثق في تلاعبه الحالي وأحذر قيادات الإسلام السياسي والثورة منهم ومن غيرهم من هذا الفخ وأطالبهم بتكوين جبهة معارضة إيجابية وسلمية تساعد الموجب وترفض السالب دون الاندراج في خطة الباجي التي ستقضي على أمل استئناف السعي لتحقيق أهداف الثورة.
إنما هو يستغل أوهام السذج من الطامعين والخائفين حتى يحقق هذه الخطة الفخ. فللرجل من الدهاء ما قد يمكنه من التلاعب على هاتين الغريزتين عند البعض من قيادات النهضة والقوى السياسية التي سرق منها قاعدتها فيسقيهم السم القاتل الذي فشل فيه المرزوقي بسبب عفويته وقلة خبرته السياسية وتهريج الغررة من مستشاريه .
فالمرزوقي قدم التخويف على التطميع. لذلك فهو لم يستطع إخفاء خطته التي فضحها مباشرة بعد إعلان النتائج فادعى تكوين حركة دلالتها الأولى والأخيرة إلغاء الكلام على الإسلام السياسي مهما تمدن. وتقديم نفسه بديلا من قياداته ليستحوذ على ناخبي حزبهم متصورا أن غضبتهم هي له وليس للثورة ولتقاعس قياداتهم. وذلك من علامات جهله بحقيقة ما كان يستغله من فنيات التحشيد التي ابرزت الغول الذي طالما نبهت إليه تحت عنوان صدام الحضارات الداخلي: اعتمد على الكسرين ثم بعصا سحرية تصيب كل سياسي أخرق تصور الكسرين لاغيين بمجرد أن أطلق إسما على أحد مظاهرهما وحصر المسألة في سنامها أعني الصراع من أجل حقوق سياسية (المواطنة).
لكن علاج الكسرين مهمة أعسر ولا بد فيها من الذكر الصريح لطبيعتهما أكثر والصوغ البين لدوائهما. ولا ينبغي ترك ذلك للمرزوقي وهو على كل حال شرط استعادة الشباب الغاضب بجنسية إلى الفعل الثوري المبني على استراتيجية الفعل الديموقراطي المتجذر في السلط المحلية والجهوية والمجتمعية والسياسية بقيادة رشيدة ذات أفق حضاري واجتماعي يجبر الكسرين.
أما الباجي فينوي استعمال نفس الخطة التي استعملها المرزوقي ولكن بعكسها. فهو سيقدم التطميع على التخويف مع استعمالهما معها لأنهما أداتي كل سياسة عمادها نفي دور الأخلاق : الأول خوف القاعدة والثاني يطمع القيادة والجمع بين الطمع والخوف هو قدم أخيل في كل قوة سياسية إذا لم تنتبه قياداتها فوقعت في الفخ. وكأني أرى بوادر الوقوع لذلك بادرت فكتبت حتى أذكرهم بأن عدم الروية في المرة الأولى إذا تكرر في هذه المرة فسيكون نهاية المطاف بالنسبة إلى حركتهم.
لكن كلا الرجلين انطلق من توظيف الكسرين الاجتماعي والحضاري لتكوين القوة السياسية الهشة التي يريد بها تحقيق شروط الزعامة :
فالمرزوقي أخذ الشق الأفقر والأقرب إلى الهوية.
والباجي الشق الأثرى والأقرب إلى الحداثة.
ولما كان جبر الكسرين مكلفا وقد يقضي على القوة السياسية الهشة المبنية عليه فإن السبسي سيضطر لاعتماد سياسة الصدام الحضاري والطبقي في الباطن. لكنه في الظاهر سيبدي العكس. لذلك فهو سيقنع حلفاءه وناخبيه بقبول الخطةبأن حكومة الوحدة الوطنية خدعة للقضاء على من يعتبرونه عدوهم الأول والأخير : حركة النهضة خاصة والإسلام السياسي عامة. ألم تلاحظوا أنهم جميعا صاروا جوقة تتكلم على ضرورة العمل المشترك حتى ابن بريك الذي قال ذات مرة إنه عدو للإسلام السياسي ولا يريده في تونس حتى لو نجح فجعل تونس جنة.
والمعلوم ان ابن بريك أفضل علامة فاضحة لهذه الخطة لأن صادق وصريح وهو ما يعجبي في الرجل الذي يمكن أن يعد تعينا شخصيا للكسرين اللذين وصفت. ولو تجند لعلاجهما إيجابيا وتخلص من الأسلوب الشعبوي لكان من قيادات بناء تونس الجديدة حقا. فهو بخلاف ابن بريك الفرنسي الذي يريد أن يتخلص من تخلفه بنسبة التخلف إلى العرب وبنسبة سيادته إلى الأمازيغية لكأن الأمازيغ غزوا الفضاء وليسوا متخلفين تجاوز الحقد البدائي وبدأ يربط القضايا بهذين الكسرين وهذا أمر يحسب له فيذكر ويشكر. و
ولا بد أنكم لاحظتم أن جوقة المطبلين للباجي لم يصلوا إلى درجة الوعي بالكسرين لأن أغلب أعضائها رغم كونهم من الأفاقيين المنتسبين إلى من يحتقرهم الباجي وحزبه ما زالوا يعانون من عقدة المستعمر ذهنيا الذي استبطن احتقار الاستعمار للأنديجان فينفي إنتسابه إلى المحيط الذي خرج منه لعل المحيط الذي يحتقره يعترف به : انظروا من شعراء الباجي ومثقفوه وفنانوه والمدافعون عنه في البلاتويات وفي الإعلام وستفهمون علاقة هذه الظاهرة بالكسرين وآثارهما المدمرة على شخصية التونسي وخاصة أنصاف المثقفين منهم.
ورغم أني لا أنتسب إلى أي حزب ووأني اعتزلت السياسة منذ أن استقلت من المجلس والحكومة وأني لا أنوي العودة إليها إلا بصفة الملاحظ عن بعد كما فعلت في حملة الانتخابات للمشاركة في تجنيب البلاد والسياسة الحديثة ذات المرجعية الإسلامية فإين مضطر لهذا التنبيه والتحذير من طمع بعض القيادات وخوف بعضها الآخر. ونصيحتي وليس غير النصح اقدمه لأني كما أسلفت ليست منتسبا إلى أي حزب لا إسلامي ولا غير إسلامي نصيحتي هي رفض الدخول في حكومة الوحدة الوطنية الكاريكاتور.
وهي لن تكون إلا كاريكاتور لأن كونها حكومة وحدة وطنية حقيقية بحسب الأوزان الفعلية للأحزاب المشاركة فيها ستؤدي إلى انفراط عقد النداء ولأن الباجي لا ينوي علاج الكسرين بل هو يستفيد منهما للإبقاء على حزبه : وهذا هو معنى التجمع أي الحلف بين مافية الحزب ومافية الاتحاد لحكم البلاد. والصراع هو بين مافيتين تحلبان البلاد ولا تهتمان بعلاج الكسرين :
الاقتصادي الطبقي الذي نراه في ترجمته الجغرافيا قسم تونس إلى تونسين مدقعة مترفة.
الثقافي الحضاري الذي نراه في ترجمته التاريخية قسم تونس إلى تونسين عربية إسلامية وفرنسية غربية.
ولما كانت النصيحة ذات وجهين سلبي بما تنفي وإيجابي بما تثبت فإني إضيف إلى النصيحة السلبية نصيحة إيجابية : هذه فرصة الإسلام السياسي لتوضيح مشروعه المدني خلال قطعه لصحراء المعارضة ولجمع المؤمنين بضرورة تحرير تونس من هذين الكسرين. ولعل فضل تهريج المرزوقي وخبث السبسي هو بيان هذا المجال الذي لم يكن موضوع علاج بخطة سياسية توحد القوى السياسية التي تؤمن بضرورة علاجهما من خلال الجمع بين القيم الأصيلة والقيم الحديثة جبرا للكسر الحضاري والنموذي وبين العدالة الاجتماعية والفاعلية الاقتصادية لجبر الكسر الاقتصادي الاجتماعي.
فتكون المعارضة المقبلة والتي ستتكون بالتدريخ خلال الخماسية المقبلة هي التي تحقق ما فشل فيه المرزوقي وما سيفشل فيه السبسي أعني صياغة مشروع سياسي يسترد وحدة تونس الجغرافية والتاريخية بجبر الكسرين الاقتصادي الاجتماعي والجغرافي التاريخي : فيكون هذا المشروع أساس جبهة أصيلة وحديثة في آن تصالح الشعب مع ذاته ومع شروط حياته الكريمة والحرة. وبذلك يصبح الإسلام السياسي المدني والحركات الديموقراطية الاجتماعية قوة فاعلية تخلصنا من الكسرين فتجبرهما بصورة سلمية تخلصنا مما بدأ يبرز من منبهات إلى مآل خطير قد يكون حربا أهلية ذات وجهين بمقتضى الكسرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق