أبو يعرب المرزوقي - تونس في 2015.03.27
1-سألنا أستاذنا رأيه في “عاصفة الحزم” إذ سبق أن دعا إلى قيادة بلد الحرمين مهمة التحجيم الضروري لدور إيران في الوطن العربي ودار الإسلام.
2-فأجاب: “عاصفة الحزم” لها معنيان:1-كيف الفعل.2-رسالة تبين قصده المحرك أو علته الغائية. العصف ليس موضع سؤال. المشكل هو الرسالة ونوع الحزم.
3-فالعصف ليس موضع سؤال لأنه يتعلق بفعل واحد محدد هدفه التدمير الحاسم.أما الحزم فيصف الإرادة وهي إما عزم أمور أو نار هشيم: مضمون الرسالة.
4-المضمون تحدده متانة القوى المتصارعة.فحزم القوة المتحدة يكون أقوى من حزم القوة المتعددة غير المتحدة: فهل المرسل واحد مثل المرسل إليه؟
5-مشاركة عشر دول تطرح مشكل القيادة الموحدة: تلك هي التي ينبغي معرفة حزمها. وهنا فالقيادة ينبغي أن تكون للمتعرض للتهديد المباشر الأول.
6-فالحزم بما هو تعبير عن الإرادة يمكن أن يتبدد إذا تعددت مصادر القرار فيه.والمهدد المباشر هو بلد الحرمين وإذن فالمفروض أن تكون القيادة له.
7-وإذن فالمرسل هو بلد الحرمين. والحزم أصبح ذا معنيين: 1-القدرة على توحيد الصف 2-والقدرة على التصدي للمرسل إليه وهو مباشر وغير مباشر.
8-المرسل إليه المباشر=أذرع إيران أو مليشياتها العربية. وغير المباشر=إيران. ولا يمكن للرسالة أن تكون بالغة إذا لم يكن للمرسل فعل مباشر.
9-أوضح: حلف الدول التي تدير عاصفة الحزم لا يستطيع أن يكون ذا حزم طويل النفس إذا لم يكن له مثل المرسل إليه سهام حاملة للرسالة على الأرض.
10-فلنفرض أن الحلف يصمد.لكن إيران لا تفعل مباشرة : ليست حربا بين دول بل هي بين دول (الخليج) ومليشيات (أذرع إيران) وهذا قد يهدد صمود الحلف.
11-استراتيجيا: خطة العصف الحازم لا تصلح إلا لفعل واحد بشرط ألايطول. لذلك فلا بد من التعجيل في وضع استراتيجية ضمان النفس الطويل : المشكل.
12-وأخطر ما يهدد هذه الاستراتيجة هو القضية المصرية: فما لم يحسم الخليج موقفه من تحديد القوة الحقيقية في الحروب الطويلة لن يحل المشكل.
13-فلا يمكن الاطمئنان إلى جيش انقلبت قياداته على الشرعية في بلده ليحمي الشرعية في غير بلاده. وإذن فجيش مصر بهذه القيادة أخطر من إيران.
14-ذلك أن إيران عدو واضح وخداعه لن ينطلي. أما جيش بقيادات انقلابية فإنه سيتحول إلى مبتز دائم وخطر قائم إما بالعدوى أو مباشرة على الأنظمة.
15-ولست بهذا الكلام اقدم دروسا في الاستراتيجيا لأني لا أشك في أن القيادات الشابة في الخليج دارية بذلك كله. مجرد جواب: العاصفة لا تكفي.
16-والقوة العربية المشتركة وهم: فما دام القرار السياسي ليس واحدا لا يمكن أن توجد قوة مشتركة.لذلك سبق أن بينت أن الأمر كله في قوة المركز.
17-الحرب هي على الهوية العربية الإسلامية السنية. والمستهدف الأول هو رمز عروبتها وإسلامها وسنيتها : بلد الحرمين. فمن حازها حاز قيادة الامة.
18-لذلك تحاول إيران الإحاطة ببلد الحرمين من الجهات الأربع. ومن ثم ضرورة عكس الأمر فتصبح إيران محاطة من الجهات الأربع: حل يتجاوز الجامعة العربية.
20-ما يمكن بلد الحرمين من قلب العلاقة = حلف إسلامي سني قلبه عربي خليجي اساسا ومن يطمئن إليه الخليج من العرب ما يستثني القيادة الانقلابية.
21-بصورة أوضح : لا بد من تركيا وباكستان واليمن والخليج وبعض العرب مع تقوية القوى السياسية العربية التي تقاوم أذرع إيران في الوطن العربي.
22-استراتيجية ذات مستويين: – شعبية بتقوية القوى السياسية التي تقاوم التمدد المليشاوي الشيعي ودولية بحلف يجمع ما يحيط بإيران من دول سنية.
23-الحزم عاصفا ليس فعلا دائما. المطلوب عزم أمور: دائم بالقوى السياسية الشعبية في كل الوطن ومستعد للصدام الممكن بالحلف المحيط بالعدو.
24-وأفهم جيدا حساسية الموقف الخليجي من مصر خلطا بين مصر كشعب ودور مصر كقيادة عسكرية خانت شعبها وانقلبت على شرعيته: الخطر= نسيان الفرق.
25-ومن له ذرة من عقل لا يمكن أن يطمئن لمن خان شرعية بلاده وحالف عدو الأمة وحارب الإسلام ليكون حاميا لبلد الحرمين = يريد تقاسمها مع العدو.
26-لذلك فحسم الموقف في المشكل المصري شرط ضروري وكافي لعلاج مشكل الاستراتيجية التي تحمي الوطن العربي عامة وقبله بلد الحرمين خاصة : لا يؤجل.
27-عدم حسم هذا المشكل قبل بلوغ النظام الانقلابي إلى الاستقرار سيكون بداية تقاسم المنطقة بين 3 : إسرائيل وإيران ومصر المغتصبة من عميلهما.
28-ولا حاجة لكبير العناء لتقديم الدليل: فقيادة حركة التمرد التي بدأ بها الانقلاب كما يعلم الجميع شيعية صهيونية. وتجاهل ذلك سلوك نعامة.
29-والقوة العربية الموحدة وهم لعلتين : مبدئية وهي عدم وجود سلطة شرعية يمكن أن تتكلم باسم كل العرب وظرفية قيادة الجيش المصري لايعتمد عليها.
30-والعلة الثانية لا يمكن تجنبها : مصر الحالية ستدعي أنها صاحبة الجيش الأقوى ومن ثم فهي التي تقود القوة المشتركة. ستقودها لصالح الأعداء
31-يمكن بناء قوة عربية موحدة بشرطين:أن تصبح الجامعة العربية جامعة الشعوب وأن يكون لها برلمان ممثل لإرادتها التي تحارب وتسالم باسم الأمة.
32-لكني مطمئن لعلتين:1-بداية العاصفة قبل القمة دليل على عدم رهن القرار بموقف النظام الانقلابي. 2-كون 90 في المائة سعودي دليل على الجدية.
33- فـ1-يبين أن قيادة بلد الحرمين صارت صاحبة مبادرة شجاعة بفضل التشبيب.2-اطمئنان القيادة لشعبها وثقتها به بدليل الإقدام الحازم والحاسم.
34-كما أسلفت في بحث سابق فإن الشعوب تعجب بالقيادات المبادرة والشجاعة وتلتصق بها كلما شعرت بأنها تعبر عن إرادتها وتطمئن إليها:سر الشرعية.
35-وبلد الحرمين له شرطا تحقيق شرعية النظام بصورة لا مثيل لها: فقد من الله عليه بأساسها المادي والروحي: الثروة والتراث يجعلانه قلب الأمة.
37-تحرك القلب بنبض يدل على القوة والمبادرة المعبرة عن إرادة شعبه أولا وعن إرادة الأمة ككل (أكثر من 90 في المائة من المسلمين)=الاستئناف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق