أبو يعرب المرزوقي
تونس في 2015.03.31
1-بعد علاجنا مسألة الإرهاب مفهوما ومظاهر وطرق علاج نخصص اليوم بعض التغريبدات إلى طوائف الاستئصاليين في تونس: من هم أولا؟ وكيف يريدون جر تونس إلى الوضعية المصرية فالوضعية السورية ثانيا ؟ ومن ينبغي أن يتصدى لهم ثالثا وبأي طريقة تحافظ على السلمية والديموقراطية أخيرا ؟
2-الجواب عن سؤال من هم هو الايسر: لانهم عرفوا أنفسهم بأنفسهم وذلك بطريقتين:1-تأييدهم لبشار ثم للسيسي ثم لحفتر ومحاولتهم نقل التجربة.
3-لم يتكفوا بذلك بل أضافوا إليه تجريب نفس النهج بلعبة الإرهاب التي تؤدي إلى تخويف الشعب لإعادة ممارسات نظام لاستبداد والفساد بالقانون.
4-وجمعوا بين الطريقتين من خلال اشتراط مقاطعة الإسلاميين في الحكم وفي التضامن ضد الإرهاب واستحثاث العودة التدرييجية لسياسة تجفيف المنابع.
5-وبعد هذا الوصف لا يحتاج أحد أن نسمي من هذا مسلكهم. لكن تعريفهم بجوهر مرجعياتهم أساسي: إنهم الطائفيات الثلاث المنتشرة في بلاد العرب.
6-وهذه الطائفيات:دينية (سلبا لأنهم لم يجرأوا بعد على إعلان تمسحهم وتهودهم) وعرقية (بدأ البعض يعلن عن ذلك) ودعوى حداثة تحارب حضارة الأمة.
7-وهذا التعريف بالمرجعية الجامعة: طائفية دينية وعرقية وحضارية يجمع بينها تبعية مطلقة للاستعمار لحكم الانديجان بمنطق الأقلية التنويرية.
8-السؤال الثاني: يكف يريدون جر تونس إلى وضع مصر وسوريا؟ بعمليتين:الإرهاب الصناعي وتعميم التهمة على كل متدين لفرض حكم الأقلية للأغلبية.
9-ومن ثم فهم لا يمكن أن يقبلوا بالديموقراطية. ويبررون ذلك بأن الشعب "حمار" و"أمي" و"متخلف" ومن ثم فلا بد من حكمه بالتنوير الاستبدادي.
10-وهم بذلك يعرفون أنفسهم سياسيا بكونهم نواب الاستعمار في مهمته التحضيرية للأنديجان:هم مطمئنون إلا أن الاستعمار يساندهم في سعيهم وخدمته.
11-وهذا التعريف ينتج عنه بالضرورة تعريف طبيعة المعركة والصف المقابل:المعركة هي الجمع بين التحرير من نواب الاستعمار والتحرر من الاستبداد.
12-وبهذا فالصف المقابل لهذه الطائفيات هو الإسلام السياسي الذي بدأ حرب التحرير فراوغ الاستعمار ليصبح غير مباشر بترك البلاد لنوابه هؤلاء.
13-وبذلك نفهم لم كان الرد على الثورة محليا وإقليميا ودوليا حربا على الإسلام السياسي بل وعلى الإسلام بتهم هي حقيقة تلك الطائفيات الثلاث.
14-وبذلك نصل إلى السؤال الثالث: من يردعهم. هم عينوه: الإسلام عامة والإسلام السياسي خاصة.ومحاولة خلطهما بالإرهاب والتكفير فقدت بريقها.
15-فقدت بريقها حتى عند سندهم الاستعماري الذي رأى أنه بهذا الخلط سيفقد كل إمكانية للاستقرار لا يمكن أ يعادي ربع الإنسانية لاتباع الحمقى والمراهقين.
16-فالمسلمون والإسلاميون حريصون على كشف خدع الإرهاب والتكفيروعزلهما لتجنب تشويه الثورة بخلطها مع حركات هامشية صنعتها مخابرات أعداء الأمة.
17-وهم بذلك يواجهون الأعداء ويبطلون حججهم إذ يقبلون قواعد اللعبة الديموقراطية: لذلك فكل الانقلابات قد صدرت عن صف هذه الطائفيات الثلاث.
18-وهنا نصل إلى بعض الإشارات التي ينبغي لهذه الطائفيات الثلاث ان تفهمها وخاصة للحكم الحالي في تونس: لا تجربوا ما فشل فيه أسيادكم قبلكم.
19-فبورقيبة وهو من هو فشل في تركيع الإسلاميين السلميين رغم ما له من شرعية تاريخية ورغم محاولاته تغليف حربه بدعوى الإصلاح والتحديث.
20-وابن علي لما حاول تكرار التجربة مع دوزة أكبر من العنف رايتهم مصيره:فالشعب الذي ثار عليه هو الشعب الذي انتخب من يعتبره بديلا لا أنتم.
21-وما أظن السبسي بغر حتى يقع في هذا الخطأ فيتبع بعض الاستئصاليين في حزبه أو حوله: لا أظنه يغامر فيقدم على ما فشل فيه من هم أقوى منه.
22-الحرب على الإرهاب-الإرهاب الحقيقي لا المصطنع-مهمة الامة كلها وهو بدافع نهوضها وليس بدافع الحرب على حضارتها مثل النزعة الاستئصالية.
23-فالنزعة الاستئصالية تصنع الإرهاب وأداتها تجفيف المنابع قتلا للروح وتعنيف المواطن أي فرض إرهاب دولة الاستبداد والفساد على العباد.
24-ولست بحاجة للتذكير بأن لصبر الشباب حدود:هو ثار ليحقق شروط الكرامة وحقوق الإنسان.وأهمها:الحريات المادية والروحية. فلا تتجاوزوا الحدود.
25-وليس هذا تهديدا لأحد بل هو نصيحة من أجل حماية تونس وتحصينها ضد المعارك العبثية: فالغرب قد أدرك أن المسلمين لا يريدون إلا العيش بسلام مع الجميع. لذلك فلا تطمعوا في مساندته. انتهت اللعبة.
26-فالشعب صدق دعايتكم وما تظاهرتم به من ندم على الاستبداد والفساد واستفادتكم منه ليعطيكم فرصة ثانية. فلا تستغفلوه مرة أخرى لأنه لن يقبل ان يلدغ من جحر مرتين.
27-لكنكم من "المرسى بدأتم التجديف" فعادت حليمة لعادتها القديمة بعد أن ادعيتم أن كل ما حصل في ستة عقود ليس هو المسؤول عن الوضع الحالي لتحميل من حكموا سنتين مآسيها.
28-ثم ها أنتم الآن تزعمون أنكم لا تملكون عصا سحرية لعلاج ما تكشف بعد أن انكسرت "فترينة الدعاية" الحداثية التي خادعتم بها الشعب والعالم.
29-وها أنتم تستأنفون العلاج بنفس البلاسم المخادعة بل وتدعون نفس المفسدين لقيادة الإصلاح في سياسات الحكم والتربية والاقتصاد والتربية التي أصحبت جميعها توابع لما تريدون التحكم بواسطته: الإرهاب.
30-وها أنتم تزعمون أن لكم حلولا سحرية لمعضلات حارت في الولايات المتحدة وكل المجتمعات التي عانت من نتائج الظلم والقهر والاستبداد والفساد وتحاول حلها بالزيادة من عللها.
31-وأخيرا فبدلا من علاج العلل-كما بينت في بحثي حول مفهوم الإرهاب ومظاهره وعلاجه-تلاحقون الأعراض بما سيقويه لأنه سيصبح أداة يستغلها من تلكفوه بالقضاء عليه ليجعله علة بقائه في سدة الحكم كما يفعل بشار والسيسي وحفتر وكل المستبدين بشعوبهم باعتماد الخوف والترهيب لوضعهم في الخيار الصعب بين إرهاب الدولة وإرهاب الجماعات التي صارت صناعات مخابراتية بالأساس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق