أبو يعرب المرزوقي
تونس في 2015.04.22
تنبيه :
هذه محاولة لفهم مرض الطائفية الحداثية التي أدت إلى التخلف المتزايد في نهضة العرب عامة والعرب الذين يتصورون أنفسهم رواد التحديث. ومما يثبت ما سنبيه بالتحليل الدقيق ضربان من الحلف الدال على التخلف : فهم حلفاء الاستبداد والفساد العسكري وخدم الاستبداد والفساد القبلي فضلا عن مشاركتهم الفعلية بوصفهم مليشيات قلم في الحرب على الهوية الإسلامية السنية بالذات مع الطائفيات الأربع الأخرى : 1-بقايا الباطنية (شضايا دولتهم الفاطمية في الشام) 2-وبقايا الصليبية (شضايا المستعمرات الصليبية في الشام) 3-وبعض المنتسبين إلى الأديان المنزلة الذين حمتهم حضارة الإسلام ولا يزال لديهم حقد على المسلمين الذين حرروهم من استعمار بيزنطة وفارس (بعض أقباط مصر وبعض مسيحيي العراق)4- وبقايا الشعوبيات والنزعات القومية العنصرية في الحضارة الإسلامية). والتركيز هنا على طائفية الحداثيين لأنها هي الأخطر رغم قلة عددهم : فهم رأس جسر الاستعمار الأخطر أي الاستعمار الثقافي والروحي.
المحاولة :
1-ما سر كراهية أصحاب الموقف الاستئصالي لكل ما هو عربي وإسلامي في مجتمعاتنا ودورها في تجنيد مليشيات القلم والسيف لخدمة الاستبداد والفساد؟
2-ولم نلاحظ أن ذلك بلغ الذروة في مستعمرات فرنسا أو حيث سادت ثقافتها حتى دون استعمارها (مصر) خاصة سواء كانت مشرقية أو مغربية؟ما العلاقة وهل هي تواصل دورها في الحروب الصليبية وموقف الكاثوليكية الكامنة حتى في اليعقوبية موقفها من الإسلام؟
3-وللقضية غرابة أكبر في مصر: ذلك أن فضل الاخوان على طبقات الشعب المصري الدنيا لا ينكره إلا جاهل. لكن الشعب نسي ذلك واغتر بفجور الصحافة فبات التنكيل بكل من يتهم بالانتساب إلى الإخوان أقرب إلى موقف الكاثوليك من الإصلاحيين في أوروبا.
4-النخبة المصرية متأثرة بقشور الثقافة الغربية في صورتها الفرنسية المشوهة سواء كانت منتسبة إلى الماركسية أو إلى التنوير المتخلفين مثل شيوعيي العرب وتنويرييهم. وما رايت في حياتي أكثر سطحية منهم مع تقليد قردي في الإتيكات وخاصة عند المتؤربات من نسائهم.
5-في آخر لقاء لي في الجنادرية مع بعض متفلسفي الدستور الانقلابي من المصريين (أحدهم عرف بدعوى إن مصر علمانية بالجوهر وهو قد توفي مؤخرا رحمه الله) سمعت كلاما قالوه في الإخوان لا يستطيع حتى هتلر قوله في اليهود. ورغم أني لست من أي طائفة أو مذهب لرفضي ما يتجاوز الآية 177 من البقرة فإني اعتبر الأخوان أكثر الفرق قربا من السنة كما صاغها ابن تيمية بخلاف أوهام من يعاديهم من الوهابيين.
6-حيرني الأمر: كيف ينسبون إلى أنفسهم الثورة بفكر ليبرالي وعلماني ثم يربطون نجاحها بالعسكر الذي أنزل مصر إلى أسفل سافلين فأخرجها بحق من التاريخ لأنها بعد ستين سنة من حكم العسكر أصبحت دون ما كانت عليه في حكم الملكية منزلة ووزنا؟
7-بل هم بهذا السلوك الذي يمزق المجتمع بعد تحويل الدولة إلى منظومة مافياوية سيخرجون مصر من الجغرافيا: ذلك أن سلوكهم لا يهدف إلى تجفيف منابع الروح بل هم بما أوصلوا إليه مصر سيجعلون اثيوبيا قادرة على تجفيف منابع الحياة المصرية: النيل.
8-مصر باتت يستهان بها حتى من أثيوبيا رغم أنها لولا غباء العسكر وبلادة العلمانيين والليبراليين الذين جردوا مصر من سر قوتها الروحية لكانت قيادة أثيوبيا الروحية مصرية لأن غالبية سكانها مسلمة: العسكر اعتمد سخافة فلسفة الثورة لهيكل بعقلية استعمارية فاعتبروا العرب والمسلمين والأفارقة مجالا حيويا أي مستعمرات بإيديولوجيا وهمية تابعة للاتحاد السوفياتي ما يعني اختيار الصف الخاسر في العلاقات الدولية.
9-الغريب أن الذي يمنع أن يكون الإسلام قوة مصر اللطيفة ويتوهم أن توريد السلاح قوة عنيفة كافية يخافر بقوة إيران التي ليس لها من قوة لطيفة غيره حتى وإن كان محرفا لخداع شيعة العرب. وما رأيت في حياتي أغبى من شيعة العرب: يمولون بمالهم ودمهم عودة الاستعمار الفارسي لبلادهم ويسعادون إيران في التوسع على حساب قومهم وحتى دينهم لو كانوا يفهمون: فالتشيع الذي يتبعونه لا علاقة له بعلي رضي الله عنه بل هو توظيف له لتهديم الإسلام من الداخل.
. 10-وكل النخب السطحية التي تدعي العلمانية والليبرالية معجبة بإسرائيل وإيران وكلتاهما تؤسسان تمددهما بل ووجودهما على ما يرفضونه في مصر : العقائد الدينية التي هي دون الإسلام عقلانية وروحانية لأنها محرفة. ولا عجب فهم أيضا يؤمنون بحداثة محرفة: يخلطون بين قيمها وقيم الاستعمار.
11-لذلك تراهم جميعا لا يحاربون الدين عامة إلا تقية لحربهم على الإسلام الذي هو الوحيد المعتبر عدوا لديهم. فهم لا ينبسون ببنت شفة ضد اليهودية والمسيحية والبوذية وحتى الزرادشتية بل هم يستمدون نجوميتهم بإرادة تسميح الإسلام وتهويده وتبويذه بدعوى التسامح ما يفيد بأنهم لم يقرأوا كتب هذه الأديان : فالإسلام أكثر الأديان السماوية والطبيعية تسامحا لو كانوا بحق منصفين.
12-إذن ما السر؟ لو قست مصر على تونس-والقيس وجيه كما سنرى- فسنجد أن العلة شديدة البساطة: عقدة المبتعثين هي البداية في حالتي مصر وتونس ثم تطور الابتعاث غير المؤطر بمنطق كرة الثلج حتى صار تكوينا لأدوات الغزو الثقافي والروحي للأمة.
13-فعقدة هؤلاء مع عقدة الخواجة لدى الباشوات في مصر والبايات في تونس ولدت التحديث المقلوب بمعنى أن المبتعث لم يذهب ليتعلم سر النهوض بل تعلم سر الانحطاط لأنه بات سهم الاستيراد الانفعالي: استيراد نماذج العيش بدل شروط الانتاج والإبداع.
14-لذلك فمصر وتونس اللتان بدأتا التحديث قبل اليابان وقبل جنوب شرق آسيا أصبحتا مضر الأمثال في التخلف والفقر بخلاف ما تظهره الفترينات المخادعة التي كسرتها الثورة فبينت ما كان مخفيا وراءها: حتى الأعمى يرى الفارق السحيق. اليابان وجنوب شرق آسيا يزدادون تقدما ومصر وتونس تزدادان تخلفا وفقرا ودعوى الريادة التحديثية في القشور التي ليس لها من بذور عدى تحويل البلاد إلى مرتع للسياحة والمخابرات تحويلا يهد إلى جعل الشباب نوادل وقوادة وخدما للبيادة.
15-وحتى تغطي النخب السطحية عن فشلها هذا رغم أنه لم يحكم مصر وتونس سواهم ينسبون التخلف والفقر إلى الإسلام الإسلاميين. لكنهم هم المتخلفون وفكرهم هو سبب التخلف : لأنه ليس فكرا بل تقليد بليد لحداثة غير مفهومة.
16-وتوجد علتان أخريان لهذه الكراهية: الأولى هي غرقهم في الاستبداد والفساد جعلهم يخلطون بين الحداثة كواقع والحداثة كإيديولوجي فخلطوها بقشورها.
17-وهذه العلة الأولى بينة في أمرين: قيادات الحركات الإسلامية مثقفة وشعبية. الحكام يدعون الحداثة:عسكر ونخبهم أميون ولا حظ لهم ديمقراطيا لأن الشعب بخلاف أوهامهم يدرك حقيقتهم ويعلم أنهم أجانب الهوى وخدم الاستعمار أكثر منهم رعاة لمصالح الشعب.
18-والعلة الثانية لكراهيتم شعبهم أهم: فالموقف المعادي للعروبة والإسلام "جزية" يدفعونها للمستعمر حتى يمدحهم ويزكيهم بكونهم متقدمين وحداثيين ويوليهم علينا رعاة لمصالحه ونهبة لرزق الشعب الذي يحولوه إلى بنوك سويسرا أو يبذروه في فنادق الغرب أو تستثمره إسرائيل واخطبوطها فيه.
19-وما رأيت في كل لقاء لي معهم وخاصة مع كبارهم من يمكن أن يقال عنه إنه بحق مثقف أوعالم في مجال معين بصورة تتجاوز الطلاء الخارجي والقشور الذي يمكن أن يزين المجالس عندما تدور بينهم الكؤوس وتتخدر الرؤوس.
20-وليكن مثالنا كبارهم المتفلسفون في الإصلاح الديني:جلهم من الآداب في تونس ومصر ولا صلة لهم بمضمون العلم ولا بأدواته لسانا ومنطقا ولا تصدقوا ما ترونه في بعض مصنفاتهم من إحالات لمراجع وعلوم لا يعرفون منها عدى أسمائها رواية لا دراية.
21-فمن مصر ناصر حامد أبو زيد (ماركسي متكلس) ومن الجزائر أركون (مابعد حداثي متفلس) ومن تونس الشرفي (ماركسي متمسح) وتلاميذهم أو بعض المختصين في النقد وعلم الكلام مع تطفل فلسفي يغزون الساحة بمبتذلات الفلسفة التي تجاوزها الفكر الإنساني منذ عقود.
22-أما مليشيات القلم أي الصحفيين وادعياء التحليل السياسي والاستراتيجي فاختصاصهم الوحيد الكذب ونشر الشائعات وتلميح موميات الساسة والعسكر فمثالهم ما نراه في اعلام مصر وتونس : أدعياء تحليل استراتيجي وإصلاح ديني من أميين في الأمرين لأن أغلبهم قوادة مخابرات.
23-والشعب المصري والتونسي يعاني من هذه الآفات التي أفسدت شروط النهوض الفكري (عقم يمضع الكليشيهات) والمادي (تطفل يبيع خردة الصين): والثورة بالديموقراطية مسحتهم فكانوا وقود الانقلاب.
24-لوكانوا أذكياء لرضوا بالمسح السلمي قبل بلوغ الثورة إلى مرحلة المحاكمات الثورية. فـحلفهم مع العسكر الانقلابي والعنيف سيجذر الثورة فتمسحهم مع حماتهم من مليشيات السيف مسحا ثوريا ليتهم ينظروا في التجارب التاريخية ليعلموا هول المصير.
25-ولعل مآلهم الوحيد سيكون مآل حركيي الجزائر ومآل الفارين في القوارب من فياتنام: فهم من بقايا الانحطاط الموروث عن الاستعمار يتصورون شعوبهم أنديجان.
26-لم كان مآل النخب المتغربة هذا المآل؟ نقترح تفسيرا تربويا حضاريا: فقد مر تكوين هذه النخب بخمس حقب هي حقب الابتعاث غير الخاضع لاستراتيجية تنمية ثقافية واقتصادية هادفة إلى النهوض: فالابتعاث الأول في القرن التاسع عشر هو الوحيد الذي كان من أجل النهوض قبل الاستعمار المباشر. وهو قد اثمر مرحلة مكنت من تحقيق شيئا مفيدا من الإحياء الذاتي.
27-لكن حقبة الابتعاث الثاني بداية من سيطرة الاستعمار إلى سقوط الخلافة بعد الحرب الأولى مثلت بداية الانتقال إلى الحل الزائف المتمثل في ربط النهوض بالبديل الحضاري المعادي للذات ولعل رمزها طه حسين وعقدة النسب الغربي للثقافة المصرية (وهو نفسه كتب كاريكاتور ذات في قصة"الأديب").
28-وحقبة الابتعاث الثالث خلال حرب التحرير مترددة بين خصائص الأولين: ابقت على الهوية ومقوماتها لتستعملها مجرد أدوات مقاومة بنية الاستغناء عنها بالبديل الحضاري الغربي: رمز الحقبة بورقيبة
29-ورابعة حقب الابتعاث جيل الاستبدال الحضاري الذي حقق ما عجز عنه الاستعمار: فرنسة تونس والمغرب والجزائر بدعوى بناء الدولة الوطنية الحديثة التي يراد لها التخلص النهائي من مقومات هويتها واستبدالها بالهوية الفرنسية وأهمها اللغة في التعليم والإدارة والحياة العامة.
30-وآخرة حقب الابتعاث هي تكوين أبناء الأجيال السابقة من المبتعثين ومهمتهم تحضير الشعب بوصفه أنديجان بالاستبداد والفساد وبالتبعية التامة والمزدوجة: تبعية لحكم تابع لمستعمر الأمس الذي يحمي الأنظمة ونخبها العميلة ضد الشعوب المستعبدة بدعوى تحضيرها: لعل أفضل صورة توضح العلاقة هي صورة حكومة فلسطين في الضفة ونخبها التي صارت حياتها مشروطة بخدمة أمن إسرائيل وخاصة أولئك الذين تآمروا على عرفات فاغتالوه.
31-لكن خلال ذلك حصل ما لم يتوقعه المتغربون: فالمحافظون على الهوية أبعدهم الاستعمار عن الحياة العامة في الدولة والمجتمع وحاصرهم بالقمع والحرمان. فكانوا إذا واصلنا القياس على الحالة الفلسطينية من جنس أبطال حماس المحاصرين والمبدعين لفنون المقاومة وأدواتها بالاعتماد على النفس.
32-فجمعوا بين الثقافتين جمعا متينا متجاوزين اقتصار العملاء على الشعارات والقشور: لذلك ترى كل الحركات الإسلامية ذات قيادات متعلمة تعلما جامعا بعمق بين الثقافتين الإسلامية والغربية. وقادرة على الاجتهاد والجهاد في آن ولم تستسلم للاستعمار أو على التيار الغالب فيها ما يزال صامدا (لأن البعض أغرتهم مطامع الحكم فهرولوا هرولة هددت الثورة بحق ومكنت الثورة المضادة من العودة السريعة. لكن الموجة الثانية آتية لا ريب فيها).
33-ذلك أن الابعاد والحرمان مكنهم من الفراغ للمعرفة والتعلم وكذلك من ممارسة المقاومة الاجتماعية والسياسية مع تهجير أطلعهم على الغرب دون أن يفقدهم أو على أن يفقد غالبيتهم روح الفداء وطلب شروط الاستئناف بالنسبة إلى الأمة ككل.
34-فمكنهم -قطع الصحراء كما يقال سياسيا- من الاستعداد الحقيقي للوصل بين الحافزين الأصيل والدخيل للمصالحة بين قيم الإسلام وقيم الحداثة بصورة مبدعة: هي جوهر مطالب الثورة بوعي عند البعض وبصورة شبه غريزية عند غالبية الشعب وصلا بين التزامهم ودوافعهم في ثورة التحرير وفي ثورة التحرر.
35-أما الذين نوبهم المستعمر في إدراة مستعمراته بحضوره وبعده فإنهم استمرأوا العيش الغربي بالاستيراد والتبعية مكتفين من الحداثة بقشورها. لذلك فهم لن يتجاوز أفق خدم العسكر والقبائل والقوادة لمخابراتهما التي هي بدورها قوادة لمخابرات الغرب.
36-وذلك هو المطلوب منهم مقابل ما تقتصر الحريات عليه والتقدم عندهم: أي عادات الحياة الغربية التي لا يقبلها الشعب والتي بمقتضاها يعتبرونه متخلفا وبحاجة لسلطانهم عليه.
37-لذلك فليست الحريات السامية ولا الكرامة هما ما يعنيهم وإلا لما حالفوا الاستبداد والفساد:ما يعينهم كحداثة: هو العيش بالطريقة الغربية دون علم بشروط الإبداع النظري والعملي في الغرب. هم من جنس من يتصور الغرب من خلال السينما كما يتصور الكثير مصر من خلال السينما أو تونس من خلال الفترينة الساحلية.
38-احتقارهم للشعب يقاس بما ليس فيه من تقليد للغرب مثلهم: الحديث عندهم هو من يعيش مثل الغرب دون عادات العمل والإبداع الغربية يكفيهم التبعية.
39-لذلك فهم لا يدركون أن النهوض والحداثة لم يبنها الغرب الحالي بل غرب كان أشبه بالإسلاميين:خريج مدارس دينية مع ثقافة علمية وعمل جاد.
40-بناة الحداثة الغربية أجيال تعملت وكدت بحق للسيادة على العلوم والتقنيات والعمل المضني والابداع وليست أجيال بثقافة الاستهلاك الحالية.
41-الغرب وصل إلى حاله الراهنة بفضل خمس ثورات:1-دينية روحية 2-وفلسفية علمية 3-وتقنية اقتصادية 4-وسياسية اجتماعية 5-أخيرا رفاهية استهلاكية
42-نخبنا المتغربة لأنها كسلى تتصور أن ذلك ممكن وتقوم به من دون ما يقتضيه من شروط.فتحلب الشعب وتجوعه وليس بالجهد والعمل. من هنا الحاجة إلى الاستبداد والفساد والعسكر حتى يمكنهم من ثمرات الاستبداد والفساد.
43-ما يطلبونه من حريات دنيا ممكن بشرط أن يستغلوا الشعوب باستعبادها بدلا من أن يخدموها.وذلك يقتضي أن يخدروها وأن يجهلوها وأن يهينوها
44-الظاهرة عامة لكنها في مصر بلغت الذروة:كلما زرت القاهرة يشدني التقزز فالبعض أنفسهم اسيادا يهينون من يعتبرونهم عبيدا ودون الكلاب منزلة
45-فكم سمعت البعض منهم في حضور مستشرقين أو حتى ضيوف أجانب تقربا منهم وتميزا عن الشعب يقولون فيه ما لم يكن المستعمر يجرأ على قول مثله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق