Hot

الجمعة، 8 مايو 2015

النظام العسكري ذو السيادة المستقلة لمالطا


دولة معترف بها رسميا من قبل 98 دولة , ليس لها وجود على خارطة العالم !!
هل سمعتم من قبل بدولة عضو في الأمم المتحدة وليس لها وجود على خارطة العالم ؟؟. وهل تصدقون أن تلك الدولة ليس فيها شعب أو سكان, وبلا ارض أو حدود ؟؟. . 
أليست هذه المعلومة ضربا من ضروب المستحيل المطلق. ويرفضها العقل والمنطق ؟؟. .
بل الأكثر غرابة أن تلك الدولة معترف بها رسميا من قبل 98 دولة. ولها في تلك الدول سفارات, وتمثيل دبلوماسي, وتقيم معها علاقات متينة. من بينها 16 دولة إسلامية, وتسع دول عربية ؟ . 
وهل تصدقون إذا علمتم أن هذه الدولة تأسست قبل 927 عاما ؟؟. وان لها دستورها وكيانها المستقل ؟؟. وان لها أيضا ثلاثة أعلام رسمية. لكل علم استخداماته ودلالاته ؟؟. وان القانون الدولي ينص على سيادتها ؟؟. 
والآن. وبعد أن تشوقتم إلى معرفة حقيقة تلك الدولة الغامضة. يحق لكم أن توجهوا الأسئلة التالية : ما اسم تلك الدولة؟ وكيف تأسست؟, وأين؟, ومتى ؟ وهل لها مكان معروف؟ وما سر هذا الغموض الذي يكتنف نشاطاتها؟ وما هي أجندتها الحقيقية ؟ وما سر قوتها واستمراريتها ؟ وما حكاية سفاراتها؟؟ وماذا تعمل في البلدان العربية؟ ومنذ متى؟؟. وهناك علامات استفهام كثيرة تحوم حول الأهداف الغامضة لنظام تلك الدولة. . واليك الجواب :
ما اسم تلك الحكومة ؟ : 
اسمها حكومة ( النظام العسكري ذو السيادة المستقلة لمالطا ). ويكتب باللغة الانجليزية هكذا : SOVEREING MILITARY ORDER of MALTA ) ) 
وتختصر إلى ( سموم SMOM ). وهي فعلا سموم, بل أنها مشبعة بالسم. ويطلق عليها أحيانا : ( مسلك مالطا العسكري السيادي ). أو ( المستشارية السامية العسكرية لفرسان مالطا ). . 
ولا علاقة لها بدولة (جزيرة مالطا) الموجودة في البحر الأبيض المتوسط. وان اكتسبت اسمها عندما منحها الملك (شارل الخامس. ملك اسبانيا) إلى مجموعة من المقاتلين باسم (فرسان مالطا) في 24/3/1530.
متى تأسست ؟ : 
بدأ ظهور هذه الدولة المثيرة للجدل عام 1070 ببيت المقدس في فلسطين, كهيئة داعمة لرعاية مرضى المسيحيين, أسسها بعض الايطاليين. . 
وعندما قامت الحروب الصليبية الأولى ضد الإسلام عام 1097. وتم الاستيلاء على القدس. انشأ (جيرارد دي مارتيز) تنظيما منفصلا اسماه (فرسان القديس يوحنا الأورشليمي). وقد انبثقت عن الجماعة الأم الكبيرة. والمشهورة باسم ( فرسان المعبد KNIGHTS OF TEMPLAR ). . وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال فلسطين, قدموا للصليبيين مساعدات كبيرة في حروبهم مع المسلمين. وبخاصة بعد أن تحولوا إلى (تنظيم عسكري للفرسان) على يد (ريموند دو بوي) الذي قام بتشكيل التنظيم على أساس عسكري مسلح . وذاع صيتهم بسبب نزعتهم العدوانية وقسوتهم ووحشيتهم
ومازال التاريخ شاهدا على الحملة الدموية التي قام بها ( جودفروي Godfroi of Boullion ) في العام 1099 . عندما احتل بيت المقدس, ونكل وقتل وهتك أعراض المسلمين. وشرب من دمائهم حتى الثمالة. فالرقاب قطعت, والبيوت دمرت. وجثث وأشلاء المسلمين نساء ورجال وأطفال تناثرت. ونثرت في كل مكان .. .
وكان ذلك التنظيم القتالي ينقسم إلى ثلاثة فئات :
• (فرسان العدل) وهم من طبقة النبلاء. 
• (القساوسة) الذين يقومون على تلبية الاحتياجات الروحية للتنظيم. 
• (إخوان الخدمة) وهم الذين ينفذون الأوامر الصادرة إليهم.
فضلا عن المتبرعين الذين يطلق عليهم تسمية (الجوّادين Danats ). وكانوا يساهمون بتقديم الأموال والأملاك . . وبفضل عوائد هذه الأملاك, وكذلك الهبات والإعانات. اخذ نفوذ ذلك التنظيم العسكرية ينمو ويتطور. حتى تحولوا إلى قوة قتالية فاعلة. لكنهم اضطروا إلى الفرار من فلسطين عام 1291. وذلك بعد تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي. فلجئوا إلى أوربا. وتنقلوا بين جزيرتي قبرص ورودس. ثم استقروا في جزيرة مالطا عام 1530. ومنها استمدوا اسمهم (فرسان مالطا Knights of Malta ). . وقد تميز هذا التنظيم منذ إقامته في مالطا بعدائه الشديد للإسلام. وقرصنته لسفن المسلمين. وغاراته البحرية على سواحل المدن الليبية والتونسية في شمال أفريقيا. حتى كونوا من عمليات القرصنة والغارات الساحلية ثروات كبيرة. وتوسع هذا التنظيم كثيرا تحت حماية الدولة الرومانية . . 
ثم ساءت أحوالهم عام 1798 حين غزا نابليون بونابرت جزيرة مالطا. وأجبرهم على مغادرة الجزيرة. ففقدوا ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وايطاليا. ودخلوا في مرحلة الشتات والتفرق. واتجهت مجموعة منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وصادف وصولهم فترة الحروب الأهلية هناك. وشهدت تلك الفترة ظهور منظمة الـ ( كو كلوكس كلان Ku-Klux-Klan ) الإرهابية العنصرية. التي تطالب بسيادة الرجل الأبيض, ومنع مساواة المواطنين السود مع البيض في الحقوق. .
وتوثقت علاقة تنظيم (فرسان مالطا) الفارين إلى أمريكا بهذه المنظمة الإرهابية السيئة الصيت. وكانت تربطهم أهداف وأواصر عقائدية وعنصرية مشتركة. يمكن تلخيصها في ما يلي :-
- التشابه الكبير في الطقوس الاحتفالية بين (فرسان مالطا) وعناصر منظمة (الكو كلوكس كلان). إذ كانوا يرتدون ملابس بيضاء عليها صليب احمر. ويضعون على رؤوسهم أقنعة لا يظهر منها سوى العينين والأنف والفم. ويشعلون المشاعل النارية .
- ممارسة الاضطهاد الديني ضد السود والآسيويين المنحدرين من بلدان كانت تدين بالدين الإسلامي قبل نشر الحملات التبشيرية المسيحية.
- ممارسة التعسف العنصري الظالم ضد كل الملونين. وترسيخ فكرة تفوق الرجل الأبيض. 
- إشاعة التطرف الديني الأعمى. والمطالبة بالعودة إلى أصول الدين المسيحي. والمذهب الكاثوليكي تحديدا. .. .
أما الذين طردوا من جزيرة مالطا ولجئوا إلى أوربا. فقد انتهى بهم المطاف بالحصول على مقر لهم في روما عام 1834 . 
واختفت أخبار (فرسان مالطا) منذ الحرب العالمية الأولى. ولم يعد يسمع عنهم بعدما استقر بعضهم في روما, والبعض الآخر في أمريكا. لكنهم عادوا إلى الظهور من جديد بقوة, منذ تسعينات القرن الماضي. عندما حشدت الولايات المتحدة الأمريكية كل قدراتها, العسكرية والاقتصادية, لمحاربة الإسلام والمسلمين. كعدو جديد بدل الشيوعية التي اندثرت. وإعلانها عن حتمية خوض ما أسمته بـ (صراع الحضارات). فأدرجت تنظيمات دولة (فرسان مالطا) ضمن الأساليب التعبوية. التي يمكن توظيفها ضد العرب والمسلمين في ذلك الصراع المحتوم. والاستفادة من احتماء (فرسان مالطا) خلف ستار المقاصد الخيرية والأهداف الإنسانية النبيلة. .. 
والتحقت بالتنظيم في فترات زمنية لاحقة كل من المحافل الماسونية, وعصابات المافيا, ومرتزقة بلاك ووتر ( Black Water ). وهذا ما أكدت عليه الصحف والمنشورات العالمية المشار إليها إزاء كل فئة من الفئات التي ارتبطت عقائديا وتعبويا بتنظيم دولة (فرسان مالطا). وهي حسب الترتيب الزمني : 
• المحافل الماسونية Mason . 
• عصابات المافيا Mafia Families ) ..
• مرتزقة (جيش البلاك ووتر (Black Water ). ..
أين يقع مقرها ؟ : 
يقع المقر الرئيسي لحكومة (فرسان مالطا) حاليا في العاصمة الايطالية. ويحمل اسم (مقر مالطا). وهي دولة ذات سيادة بموجب أحكام القانون الدولي. ولها حكومتها الخاصة. ولها صفة مراقب دائم في المنظمات الدولية, مثل منظمة الأمم المتحدة. ولهذه الحكومة 47 جمعية وطنية, موزعة على خمسة قارات. وتقوم بإصدار جوازات السفر, وطباعة الطوابع المعترف بها دوليا. ولها عدة سفارات حول العالم. وعملتها هي الـ ( سوكو ) . .
من هو رئيسها ؟ : 
يلقب رئيس الحكومة بـ ( السيد الأعظم The Grand Master ). .
وهو الآن الأمير ( اندرو بيرتي Andrew Willoughby Ninian Bertie ). وهو من أصل بريطاني. ومن مواليد لندن 15/5/1929 . وينحدر من القبائل الانجلو ساكسونية القديمة. وتخرج في جامعة الاكسفورد. وتخصص بالتاريخ الحديث للكنائس المسيحية. وحصل من جامعة لندن على شهادة عليا بالدراسات الشرقية والأفريقية. وخدم في الجيش البريطاني للفترة (1948 – 1950), ضمن صفوف الحرس الاسكتلندي. والتحق بصفوف (فرسان مالطا) عام 1956 . وحصل على الحزام الأسود بالجودو. وتم انتخابه رئيسا للحكومة, مدى الحياة عام 1988. وهو الرئيس الثامن والسبعين لحكومة (فرسان مالطا). ويعاونه أربعة من كبار المسئولين, وقرابة عشرين من المسئولين الآخرين. ويعامل دوليا كرئيس دولة بكل الصلاحيات والحصانات الدبلوماسية التي يتمتع بها الرؤساء في العالم . ..
ما علاقتها بالبلدان العربية ؟ :
في وسط العاصمة الأردنية عمان. وفي شارع المدينة المنورة. افتتحت حكومة (فرسان مالطا) سفارة لها في الأردن. ويحمل سفيرها ( وليد الخازن. وهو لبناني الأصل ) صفة مستشار عسكري. ومن الملفت للنظر, أن هذه الرتبة العسكرية تتنافى تماما مع ما تتظاهر به حكومة (فرسان مالطا). بأنها تسعى لتقديم مساعداتها كجمعية خيرية تعمل في المجال الطبي ؟!؟. وسفارة (فرسان مالطا) في الأردن هي احدث سفارة دبلوماسية لتلك الدولة في البلدان العربية (لغاية الآن). . 
أما أقدم سفاراتها في الوطن العربي. فتقع في وسط القاهرة. داخل مبنى قديم, في : 20 / شارع هدى شعراوي. وباشرت عملها هناك منذ عام 1980 . ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي (شمعون بيريز), طلب من مصر الاعتراف بدولة (فرسان مالطا). ومما يثير الدهشة هنا. أن إسرائيل نفسها ليست فيها سفارة لفرسان مالطا ؟؟. .. 
وما بين تاريخ افتتاح احدث وأقدم سفارة في الوطن العربي. انتشرت سفارات دولة (فرسان مالطا) من لبنان إلى المغرب. مرورا بالسودان والصومال وارتيريا وموريتانيا وجزر القمر. .
ما علاقتها بالماسونية ؟ : 
الماسونية لغز غامض يتصل بالدين والسياسة والحرب والتاريخ . وعالم من الأسرار والاتهامات. وغابة من التعقيدات المبهمة. حيث المكر والتمويه والإرهاب. . 
تنسب إليها جميع المؤامرات والدسائس الخبيثة. فقد كانت وراء قيام الحروب الصليبية, ولعبت دورا كبيرا في إثارة الحروب العالمية. وإقامة الكيان الصهيوني. ومناهضة الدين الإسلامي الحنيف. 
كانت تسمى (القوة الخفية). لكنها سميت منذ بضعة قرون بالماسونية. لتتخذ من نقابة البنائين ستارا تلوذ به, ولافتة تعمل من خلالها. ..
وارتبطت نشأتها بمن كانوا يعرفون بـ (فرسان المعبد). التي كانت عبارة عن قوة عسكرية مبنية على أساس ديني متعصب. . وان فرسان المعبد, كما هو معروف, هي الجماعة الأم التي انبثقت عنها تنظيمات (فرسان مالطا). . والمنظمتان وجهان لعملة واحدة. وتهدفان إلى التسلط على العالم بشتى الوسائل. وتسعيان إلى استقطاب زعماء الدول العظمى, وكبار رجال المال والسياسة. وبالاتجاه الذي يجعل منهما قوة هائلة تستحوذ على كافة عناصر صناعة القرارات الدولية. فترى أقطاب السياسة العالمية موزعين منذ زمن بعيد بين هاتين المنظمتين. . . 
إذا لا فرق في الانتماء لأي منهما. فالمنظمتان تنبعان من زريبة واحدة وتصبان في مستنقع واحد. . ويفسر أيضا الحقد الكامن وراء إطلاق البيت الأبيض تصريحات دينية توراتية بين الحين والآخر, عبر مكتب جورج بوش الابن, المعروف بمواقفه اليمينية المسيحية حول السياسة الأمريكية العدوانية في الشرق الأوسط . ولم تكن كلمات جورج بوش الابن عن ( الحروب الصليبية ) مجرد زلة لسان. كما لم يكن وصفه للمقاومة اللبنانية في الجنوب بـ ( الفاشية الإسلامية ) مجرد هفوة. أو سوء تعبير. بل كان جزءا من التفكير التنظيمي المتطرف الذي يؤمن به وينتمي اليه هذا الزعيم الأمريكي المتهور. وجاءت تصريحاته منسجمة مع المشاعر المكبوتة لفرسان مالطا ولعناصر الحركة الماسونية. ومطابقة لعقيدة التطرف الكاثوليكي الغربي المتعصب . ولم يكن جورج بوش إلاّ مُعبِّرًا عن الوجدان الصليبي - الصهيوني، حينما قال: ( إن الحرب على العراق حربٌ صليبية ). . 
وكان لهذا الزعيم الأمريكي المجنون الدور الفاعل في إدخال تغييرات جذرية على السياقات التعبوية العسكرية. والتي لم يسبق لها مثيل من قبل. . كما سنرى في الفقرة التالية:
التغيرات والتحولات الجذرية في السياقات التعبوية الحربية :
شهد العالم تحولا جذريا في السياقات العسكرية التقليدية على يد الإدارة الأمريكية. بعد قيامها بإشراك جيوش المرتزقة في غزواتها ومغامراتها. وصارت جيوش المرتزقة تعرف اليوم بـ (الشركات العسكرية الخاصة). أو (الشركات الأمنية). أو (شركات الحماية). وعرف العالم لأول مرة اصطلاح (خصخصة الحروب والعمليات العسكرية). فظهرت إلى واجهة الأحداث العالمية مجاميع متخصصة في خوض المعارك الساخنة, ومعززة بكافة الأسلحة والمعدات الثقيلة وفوق الثقيلة. وبتشجيع البنتاغون, ومباركة دولة (فرسان مالطا). التي سارعت إلى منح عناصر المرتزقة جوازات سفر. تتيح لهم حرية التنقل عبر القارات. 
ورصد المحللون انحرافا خطيرا في النهج السري القديم الذي سلكته دولة (فرسان مالطا), ومحافل الحركة الماسونية. تمثل بالخروج العلني من دهاليز التعتيم والكتمان إلى فضاءات العمليات القتالية المفضوحة والسافرة. وجاءت تشكيلات جيوش المرتزقة منسجمة تماما مع النوايا والتطلعات العسكرية العدوانية الهجومية للإدارة الأمريكية. ولم تعد أمريكا تكترث كثيرا بعدم كفاية أعداد الجنود والمحاربين. ولم تعد بحاجة إلى قوانين للتجنيد الإلزامي. كما لم تعد بحاجة إلى التأييد الشعبي المحلي العام. ولم تعد بحاجة إلى دعم الدول الأخرى ومساندتها في خوض حروبها العدوانية. واستغنت نهائيا عن تشكيل التحالفات الدولية. بعد أن وجدت ضالتها في استخدام جيوش المرتزقة. .
واستعانت أمريكا لأول مرة بالشركات العسكرية الخاصة, وعناصرها المعبئة بالشر. في بناء إستراتيجيتها العسكرية الهجومية الجديدة. وباتت شركات المرتزقة هي البديل المناسب لتجاوز كل العقبات التي قد تقف بوجه المخططات الأمريكية التوسعية غير المحدودة . .
وفيما يلي ابرز نقاط التحول في السياقات التعبوية التقليدية :-
- أصبحت قرارات الحروب الدولية من أيسر وابسط القرارات. خصوصا إذا كانت الدولة الغازية تمتلك ما يكفي من الأموال لتغطية نفقات جيوش المرتزقة. التي ستتكفل بجميع العمليات الحربية. . . 
- أصبحت الحروب والانقلابات العسكرية استثمارا تنفرد به شركات متخصصة بخوض الحروب على النطاق الدولي. وتمتلك من العتاد ما لا تمتلكه دول كثيرة مجتمعة . .
- لم تعد الحروب الدولية مقتصرة على الدفاع عن الوطن. بل من اجل الاستحواذ على الثروات. وتحقيق المزيد من المكاسب المالية. . . 
- أصبح واضحا للشعوب أن هناك من يدير كوكب الأرض في الخفاء. ويتستر وراء مظاهر خادعة. ومشبعة بالحقد, والكراهية المنبعثة من رماد الحروب القديمة. فظهرت علينا جيوش قادمة من العصور الوسطى. تحمل في أجندتها أهدافا انتقامية سوداء. وتسعى إلى نشر الصهيونية - الصليبية في العالم . . .
حقائق مذهلة, وتساؤلات مشروعة, وإجابات غامضة : 
ما زالت دولة (فرسان مالطا) تعترف بتاريخها الصليبي. وتتفاخر بالحروب التي خاضتها ضد المسلمين. وتتباهى بغاراتها على مدنهم الساحلية, وقرصنتها على أساطيلهم البحرية. .. 
وبالتالي فان خطر الفرسان الحالي ليس اقل خطرا من الماضي. ويكفي أن نعرف أن منظمات الإغاثة التبشيرية المرتبطة بدولة (فرسان مالطا), والمرسلة إلى المناطق الملتهبة في جنوب السودان. كانت وما تزال عنصر الدعم للمتمردين على الحكومات العربية. وهم الذين فصلوا إقليم (تيمور) عن اندونيسيا الإسلامية. والأخطر أن دورهم التبشيري لا ينفصل عن الدور الطبي. والأموال لا تدفع بغير مقابل تبشيري. أو بغير غايات انتقامية. . 
ويعتقد المحللون أن هذه الأفكار الكاثوليكية المتطرفة تشكل خطرا كبيرا على الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية. مثلما هي خطرا على الأمة الإسلامية. فقد كانوا يقتلون أتباع الكنيسة الشرقية. ويخطفون أطفالهم ويعيدون تعميدهم على أسس كاثوليكية. . 
ثم إن دولة (فرسان مالطا) متهمة بدور مشبوه. تحدث عنه إعلاميون وباحثون كبار. حيث قال كل من كبير الصحفيين العرب (محمد حسنين هيكل ), والمفكر الأمريكي ( جيرمي سكاهيل ) بأن معظم الجنود المرتزقة في العراق يحملون جنسية دولة (فرسان مالطا). مما اكسبهم مسحة تبريرية لا سابق لها. . 
وان قادة ( منظمة بلاك ووتر ). وعلى رأسهم الجنرال المتقاعد ( جوزيف شميتز ). يتبجحون كثيرا بعضويتهم في مسلك فرسان مالطا العسكري السيادي. التي كان وما يزال هدفها المعلن هو إعادة بناء هيكل سليمان في القدس. وفي مكان المسجد الأقصى. . 
وإذا كانت دولة (فرسان مالطا) تدعي بأنها منظمة خيرية. فما الغاية من التمثيل الدبلوماسي الواسع في هذا العدد الكبير من البلدان ؟؟. وما هو المغزى من منح بعض السفراء درجة (مستشار عسكري ) ؟؟ . . وهل يعني ذلك مثلا. أن باستطاعة (نمور التاميل), أو (الخمير الحمر), أو (الجيش الايرلندي السري) أن يقدموا طلبا للحصول على سفارات لهم تتمتع بالحصانة الدبلوماسية أيضا ؟؟. .
ولو راجعنا السجل التاريخي لدولة أو منظمة (فرسان مالطا). سنستخلص منه حقائق مدهشة. تجعل الشبهات تحوم حول ماهية الأهداف الحقيقية التي تسعى إليها هذه الدولة :- 
- أن هذه الدولة (المنظمة) كانت قادرة على التحول الكامل من العمل الخيري إلى العمل العسكري وبالعكس. وحسب الظروف السياسية الملائمة. .
- أنها مارست العمل العسكري ضد المدن الإسلامية, وضد الملاحة العربية منذ قرون. ..
- تمتعت بدعم ورعاية واعتراف الدول الأوربية للقيام بغاراتها المتواصلة على السواحل الإسلامية شمال أفريقيا, وسفن المسلمين في البحر الأبيض المتوسط. . 
- تستبطن بداخلها على آلية عقائدية وتنظيمية متطرفة تجعلها قادرة على مواصلة نشاطاتها إلى فترات زمنية طويلة. . 
- أن تواجدها الحالي في السودان وتيمور الشرقية بصفتها الخيرية يأتي في سياق دعم الحركات الانفصالية هناك . .
- إنها تقوم بدورين متناقضين في آن واحد. فهي منظمة تقوم بدور دولة. وهي أيضا دولة تحمل ملامح منظمة. . . 
- إنها آخر الفلول الصليبية المسيطرة على صناعة القرار في أمريكا . . . 
حكومة العالم الخفية. . هل هي حقيقة أم خيال ؟؟؟ : 
دعونا نطرح هذا السؤال المهم. ونحاول الإجابة عليه بسلسلة متعاقبة من الأسئلة الاستيضاحية. استنادا إلى المعلومات المتوفرة لدينا. .. 
السؤال:- 
من هي الحكومة الخفية ؟؟. ..
الجواب :- 
أليست هي الحكومة المتسترة خلف لافتات غامضة وتنبعث منها رياح الشك والريبة؟. . . 
أليست هي الحكومة التي ينتمي إليها معظم ملوك ورؤساء الدول الكبرى والدول الصناعية. من الذين استفردوا بالقرارات الدولية واستتباع باقي الأمم ؟. . 
أليست هي الحكومة التي ينتمي إليها رؤساء الدول الكبرى الذين تحركهم أحلام وأوهام إمبراطورية متطرفة ؟. . . 
أليست هي الحكومة التي ترتبط عقائديا وروحيا بالمنظمات الدولية السرية. كالماسونية, والمافيا الروسية, والمافيا الايطالية ؟. . .
أليست هي الحكومة التي ينتمي إليها قادة جيوش المرتزقة الذين استباحوا العالم ؟. . .
أليست هي الحكومة التي تمنح جوازات السفر لكل من ينخرط في صفوف جيوش المرتزقة ؟. . 
أليست هي الحكومة التي منحها القانون الدولي كيانا دوليا مستقلا. ومنحها حق السيادة, وحق التمثيل الدبلوماسي. على الرغم من عدم امتلاكها لأية حدود. أو أرض. أو شعب. وعلى الرغم من عدم وجودها على الخارطة ؟. . .
أليست هي الحكومة التي تصر على أن يرتبط اسمها بعبارة ( السيادة العسكرية ). . . 
أليست هي الحكومة التي تحمل كل التطلعات العدوانية البالية. وتسيطر على مراكز صناعة القرار في أمريكا ؟. . . 
إذن هي دولة (فرسان مالطا). . ومثل هذه الأسئلة وغيرها. هي اليوم مثار نقاشات واسعة على مستوى العالم كله. بعد أن أصبحت الأضرار المترتبة على المشروع الإمبراطوري. الذي تبناه رؤساء الدول المنتمين إلى تنظيمات (فرسان مالطا). لا تقتصر على العالم العربي, والعالم الثالث. بل أصبحت الأضرار تشمل الدول الصناعية الصغيرة في أوربا وآسيا. والتي أصبحت تعيش قلقا بالغا من تداعيات هذه السياسة المريضة. . 
وقد أصبح واضحا لدينا. أن صانعي القرار ومهندسيه ومروجيه ايدولوجيا واستراتيجيا يتمحورون في عصبة واحدة. تتمثل بمجموعة من المبشرين من اليمين الكاثوليكي. المعروفين بالإنجيليين الجدد. وهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك. لأنهم يعودون في جذورهم إلى العام 1070 . أي إلى أكثر من 927 عاما, وينتمون إلى عصر الحروب الصليبية التي أكل عليها الدهر وشرب. . ويخطئ من يتصور أن الحروب الصليبية قد توقفت في يوم من الأيام. ونقصد بالصليبية : المسيحية الأوربية. . وهي مسيحية لا تمت بصلة للمسيحية الشرقية الأرثوذكسية بأي صورة من الصور .
ويمكننا القول أن تنظيمات هذه الدولة الخفية التي أصبحت الآن معروفة. هي التي تصنع رؤساء الجمهوريات في الدول الكبرى. وهي التي ترسم البرامج والسياسات لكل الإدارات المتعاقبة. . 
وخير مثال على ذلك نذكر أنه. في عام 1961 ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق ( أيزنهاور ) خطاب الوداع. حذر فيه المجتمع الأمريكي من وحش شيطاني كاسر ينمو في أحشاء الولايات المتحدة الأمريكية. .
وقال بالحرف : (( أن مواقع القرار الأمريكي يجب حمايتها من هذا التحالف العسكري – الصناعي الرأسمالي. وإلا ستكون العواقب كارثية. لأننا بذلك نضع سلطة القرار في أيد غير مسئولة, لأنها غير مفوضة. وبالتالي لا يصح أن تؤتمن عليه.)). . 
وتابع محذرا : (( أود أن ألفت النظر إلى أنه. إذا وقع القرار الأمريكي رهينة لمثل هذا التحالف العسكري – الصناعي وأطرافه. فإن الخطر سوف يصيب حرياتنا وممارساتنا الديمقراطية. كما أنه قد يصل إلى حيث يملك حجب الحقائق عن المواطنين الأمريكيين. وبالتالي الخلط بين أمن الشعب الأمريكي وحرياته من جهة. وبين أهداف أطراف هذا التحالف ومصالحهم. )). . . 
ختاما نقول لدهاقنة الدولة الخفية وزبانيتها. إن الأرض ليست معبدة أمام مشروعكم (الاستعماري – الكهنوتي) الذي يرتدي عباءة الديمقراطية الملفقة. ويرفع شعار الإصلاح المبطن بالأفكار العدوانية الدفينة. .. 
--- 
د مايا صبحى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق