أبو يعرب المرزوقي
تونس في 2015.01.10
تيسيرا للقراءة صغنا هذه المحاولة في شكل تغريدات مفصلة تتضمن الاستدلال الذي يجيب عن سؤالي العنوان بجمل قصيرة لعلها تكون السبيل إلى إزالة العذر الذي يحتج به عادة في قراءة المحاولات.
1-سألنا الأستاذ مازحين هل ما يجري في العالم له صلة بعلامات الساعة؟ أجاب بجد: الساعة من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله. ما يجري هو من علامات الوضاعة.
2- وذكر لنا من هذه العلامات خمسا: طفل يموت جوعا في مخيم.طفل يموت تجمدا في خيمة.طفل يموت اختناقا بالكيمياوي. مستعمر يمول احتلاله عبيده.حاكم يحارب شعبه.
3-ثم طلب منا أخذ هذه العلامات في ترتيب معكوس: فالحاكم يحارب شعبه لأنه مفروض عليه. وتلك عله تمويله احتلال بلاده مقابل تمكينه من الاستبداد.
4- والاستبداد أداة للتمكن من "نعيم" الفساد بامتصاص دم العباد. والرافضون: يخنقون كيمياويا أو يحاصرون ليموتوا جوعا أو يهجرون ليموتوا تجمدا.
5-ولا تظنن ذلك خاصا بسوريا: بدأ يعم في العراق واليمن وليبيا ومصر وهلم جرا. وحماة هذه الأنظمة بنفس الآليات يستدعون الأمر إليهم عربيا ودوليا.
6-فإذا لم يرعو أصحاب الثورة المضادة وسندهم الغربي فإن ما يحصل في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا آت إليهم لا محالة: نفس العلل=نفس المعلول.
7-والعلل صنفان: قريبة وبعيدة. والقريبة داخلية وخارجية.دفالداخلية=محرك الطائفية التابع=إيران وإسرائيل. والخارجية=المحرك الأول للإرهاب=أمريكا+أوروبا.
8- والعلل البعيدة كذلك داخلية وخارجية: فالداخلية هي ثقافة المنطقة الخاضعة للانحطاطين الذاتي والاستعماري. والخارجية هي تفتيت مكان الأمة وزمانها.
9-وتفتيت المكان يجعل الأمة=كيانات هزيلة الحجم مضطرة للتبعية المادية اقتصاديا وعسكريا. وتفتيت الزمان يجعلها كيانات هزيلة القيمة تابعة ثقافيا وروحيا.
10- فكل جماعة تقتطع من دار الإسلام قسما يحتمي بالمحتل ويحمي عصابة تتملك الأرض
وأهلها لتقاسم خيراتها من حاميها فتكون هي وهو حراميها.
11- ولتأسيس ذلك الاقطاع لا بد من اختلاق شرعية: فيصبح التونسي قرطاجنيا
والمصري فرعونيا والعراقي ما بين نهرينيا واللبناني فينقيا إلخ..شرعية زائفة.
12-ذلك أن التونسي لا يمكن أن يكون قرطاجنيا: فهل يستطيع مناطحة روما الجديدة (أوروبا المتحدة) كما ناطحت قرطاح روما القديمة أم هو تابع لها؟
13-والمصري هل يمكن أن يكون فرعونيا وهو ذليل وحقير لم يبق له من الفرعونية إلى بيع الفرجة على آثارها؟أين قوة مصر المستولة من سلطان الفراعنة؟
14- والعراقي ماذا بقي له من النهرين قوة وإبداعا كونيا في العلوم والأديان غير اللطم والهذيان والهيجان وعبادة الدجالين من الإنس والجان؟
15-واللبناني هل له من الفينيقيين غير التجارة مع فرق كونها تابعة بدلا من أن تكون متبوعة؟كيان هزيل ليس فيه إلا عنتريات العربي من مليشيات إيران وخدمة آل ساسان؟
16- ولا فائدة من المواصلة للكلام على ما هو أكثر من ذلك هزالا من الدويلات العربية التي لا تعدل حيا في مدينة متوسطة من المدن الحية والمبدعة.
17- ثم طلب منا أن نتكره. فالسيل تجاوز الزبى. ولعله من الضروري أن نضيف إلى أصناف العرب البائدة والعاربة العرب الخاربة: فما رأيت أمة تدفعها نخبها إلى الانتحار مثلنا.
18-كل النخب تعتبر مراحل تكونها صفائح يستمد منها الثراء الروحي لتكوين شروط ما يحقق الندية مع أسماها شرطا في تجاوز أعلاها إلا نخب العرب: فهم من عبدة النكوص.
19-ما جدوى أن يفاخر التونسي بقرطاجنيته والمصري بفرعونيته والعراقي بباليبته واللبناني بفينيقيته إذا كان لا يستطيع النظر إلى نفسه في المرآة؟
20- ما كان سبب عظمة تحول إلى حائل دونها لسخف محييها تبعية لمن لا يرى فيه إلا عبدا يأتيه سائحا أو غازيا أو مستعبدا أو مستغبيا بدعوى التحديث؟
21-ولا يمكن فهم هذه الظاهرة المرضية إلا بالصنف الثالث من الأعداء في الآية 60 من الأنفال: "وأخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم":النخب المجرمة.
22- محددات الخِلقة والخُلق قوانين من عالم الشهادة نعلمها بالتجربة وقوانين من عالم الغيب نفترض وجودها ولا نعلمها وسنة الاستبدال تابعة لهذه.
23-لكن القوانين الشاهدة تمثل علامات تمكن من فهم شروط الاستبدال: فأمتنا انحطت فانتقل السلطان على الأرض لغيرها فقدنا أهلية الاستخلاف وأمانته.
24- ودار التاريخ دورته وها نحن الآن في بداية الاستئناف لأننا شرعنا في استرداد الأهلية للاستعمار في الأرض والاستخلاف عليها. والأعداء واعون بذلك ومستعدون لمنعه.
25-فالعدو يدعم معوقات الاستئناف بما حصل من تشوهات خلقية سببهما الانحطاط الذاتي ودعمهما الانحطاط الموروث عن الاستعمار: علاقة النخب المرضية بالذات.
26- والنخب خمسة أصناف: نخب الفعل الرمزي(المربون والمثقفون) ونخب الفعل المادي(الحكام والاقتصاديون) ونخب التأصيل لكل ذلك (المبدعون فكريا وروحيا).
27-فنخب الرمز مربين ومثقفين إذا لم يتحرروا من شوائب الانحطاطين يهدمان كيان الأمة الروحي. ونخب المادة ساسة واقتصاديون يهدمون كيانها المادي.
28- ذلك أن التشوهات الخِلقية يمكن اعتبارها من مصادفات البايولوجيا. لكن التشوهات الخُلقية من استراتيجيات التربية والثقافة والسياسة والاقتصاد.
29- ذلك أن التشوهات الخِلقية يمكن اعتبارها من مصادفات البايولوجيا. لكن التشوهات الخُلقية من استراتيجيات التربية والثقافة والسياسة والاقتصاد.
30- أهم هذه التشوهات الخُلقية وأصلها جميعا=النخب تصبح بمنطق الاستبطان ذات مواقف تحقق أهداف الأعداء بوعي أو بغير وعي=التهديم الذاتي النسقي.
31-وتتجلى مظاهر التهديم الذاتي النسقي في ظاهرتين بدعوى الإصلاح: أولاهما الحرب على رموز الكيان=إرهاب رمزي ضد الذات. والثانية حرب على الكيان=الحرب الأهلية.
32-وتتجلى مظاهر التهديم الذاتي النسقي في ظاهرتين بدعوى التحديث: أولاهما الحرب على رموز الكيان=إرهاب رمزي ضد الذات. والثانية حرب على الكيان=الحرب الأهلية.
33-لذلك فالأمة تعيش مرحلة الصراع الوجودي: لكأنها جسد فاقد للجهاز العصبي المركزي. فوضى روحية لفقدان وحدة الزمان وفوضى مادية لفقدان وحدة المكان.
34-لكن الفقدانين ما كانا ليكونا كذلك لو لم يكونا مقصورين على الأعيان لأن الوجودين حاصلان في الأذهان: فزعة الشباب بجنسية تثبت وحدة الأذهان وتجاوز تشتيت المكان وتفتيت الزمان عند الشباب بجنسيه بدليل قدومه من كل صوب وحدب.
35-لذلك كانت الحرب النفسية تركز على أساسي هذه الوحدة أعني رمزيها المطلق والنسبي: أي القرآن والرسول. وكل النخب المريضة أعراضها ذات صلة بالحرب عليهما.
36-لذلك فالدواء بات في المتناول: التربية القرآنية استراتيجيا والسياسة المحمدية تكتيكيا (عنوان تفسير القرآن) لتحقيق شروط الاستئناف مهما تغول الأعداء وتهاون الاصدقاء.
37- نحن أمة وعدها الله بأن تكون شاهدة على العالمين. وستكون. فالله لا يخلف وعده أبدا. لم يبق إلا أن نحقق الأسباب. لهذا نذرت نفسي مع الصادقين.
38- أرى النور في غاية النفق: عدد المتعلمين المؤمنين بهذه الرسالة والوعد بالملايين. فلنفهم استراتيجية القرآن التوحيدية ومنطق السياسة المحمدية (عنوان التفسير).
39-فباستراتيجية القرآن نتخلص من فوضى الفكر والروح. وبمنطق سياسة محمد نتخلص من فوضى الفعل والعزم. عندئذ يصبح الاجتهاد مبدعا والجهاد بأخلاق القرآن.
40- من يحتاج إلى الإرهاب؟ ليس المسلم الذي يجاهد لتحرير وطنه: فالمعلوم أن كل مقاوم يحتاج إلى عكسه لانه يريد عزل الحاكم المعتدي عن رأيه العام.
41-مجرد تصوير الشناعات التي يباهي بها من يقدم بصفة الإرهابي يشكك في اللعبة كلها: المقاوم يطلب النصر فكيف يساعد بشناعاته وتصوريها لتكمين العدو من تجنيد رأيه العام معه؟
42- إذن من يحتاج إلى الإرهاب لتشويه المقاومة؟ خمسة أعداء يعلمهم الجميع: المستعمر+الحاكم غير الشرعي+ المثقف المستلب+الطائفية+بعض الأقليات الكافرة بالنعمة.
43-فكيف يحتاج المستعمر للإرهاب؟ الأمر بين: شعوبه لا تريد الحرب أو هي تعبت منها: من ثم صناعة الإرهاب لغايتين: تخريب امكانات العدو وتحصيل تأييد الرأي العام.
44-وكيف يحتاج الحاكم غير الشرعي للإرهاب؟ لغايتين كذلك: تبرير البطش المؤسس للاستبداد والفساد وترضية المستعمر الذي يبرر الاستعمار بالحرب عليه,
45-وكيف يحتاج المثقف المستلب للإرهاب؟ لغايتين كذلك: ليثبت احتقاره لشعبه "المتخلف" في نظره شرطا لنجوميته في الغرب وليحصل على قسطه من الفساد ويخدم المستعمر في آن.
46-وكيف يحتاج الطائفي للإرهاب؟ لعلتين كذلك: حتى يبرر تسلحه وإرهاب الأكثرية وحتى يرشح نفسه لخدمة الاستبداد والفساد وسندهما إقليميا أو دوليا.
47-وكيف تحتاج الأقليات الدينية أو العرقية ناكرة جميل الحضارة الإسلامية للإرهاب؟ مثل الطائفية مع غاية أخرى أعمق: الارتباط بالغرب دينيا والطموح القومي عرقيا ولهما معا نكرانا.
48-مستعملو الإرهاب:1-أمريكا 2-جل الحكام العرب 3-النخب التي تحالفت معهم 4-أذرع إيران أو مليشياتها العربية+5- الأقليات الدينية والعرقية مشرقا ومغربا.
49-هل يصدر الإرهاب عن بعض مقاومي التحرر والحرية؟ ممكن. لكنه يكون دليل غباء استراتيجي لأن الاستفزاز الإرهابي يزيد الكلفة ولا يحقق النصر بل يمنعه.
50- وهذا كاف لمعرفة صادق المقاومين من كاذبهم: فالمجاهد لا يجاهد إلا باستراتيجية الإسلام وأخلاقه: أدنى كلفة لأعلى ثمرة لأن الحياة عزيزة.
51- وعزة الحياة عامة: لذلك ينهى القرآن العظيم والرسول الكريم عن قتل غير المقاتل ما دام مقاتلا وإكرام الأسير وإسماعه القرآن ليكون سفير المقاومة لدى قومه.
52- فالنصر في أي حرب له شرطان: الغلبة الخلقية بأن تكون أسمى من العدو خلقا وعزل العدو عن رايه العام حتى لا يجد منه تأييدا في جهده الحربي.
53-أما الشناعات فهي من أغبي وسائل الردع: فالحرب بسببها لا تبقى مع حكم العدو الظالم بل هي تتحول إلى إرادة انتقام من شعبه المستفزلذلك هو يصنع الإرهاب لتحقيق هذا الغرض. ولا يفعل ذلك من المقاومين إلا جاهل.
54-. وتصنيفنا للمحتاجين إلى الإرهاب استقرائي ومفهومي في آن. استقرائيا: يكفي النظر من حولنا. ومفهوميا: فاعل الجرم=المستفيد. أولئك هم المستفيون من الإرهاب.
55-لذلك فلا فائدة من التفصي من الجهاد أو من محاولة بيان شرعيته. فمهما فعلت لن يتوقف الاتهام بالإرهاب واستعمال صناعته لوجود المستفيدين منه.
56-بل ينبغي التركيز على الشناعات=فهي تبين الفرق بين المجاهدين والمندس بينهم لإفساد الثورة التحريرية المقدسة ماظل الاستعمار والاستبداد موجودين في أرضنا.
57- حددنا المستفيد من صناعة الإرهاب. لكننا لم نحدد مقومات هذه الصناعة. فهي تنقسم إلى صنفين بحسب صنفي الحرب أي الصنف النفسي والصنف المادي. وكلاهما مضاعف مع أصل الصنفين. فتكون خمسة أصناف.
58- فالنفسي إما اسفزازي مباشر بالحرب على الرموز المقدسة (مثل كاريكاتور النبي) أو تخريبي غير مباشر بالتدخل في مقومات روح الأمة وحصانتها بدعوى المساعدة في إصلاحها (مثل التدخل في أنظمة التربية الإسلامية).
59- والصنف المادي كذلك: مباشر بالتخريب المخابراتي السري (مثل كل عمليات التخريب للمنجزات الدفاعية أو الصناعية) أو بتوظيف النخب والمجتمع المدني للتهديم الذاتي المخرب من أهل البلد بوعي أو لاوعي.
60-وأصل أصناف التخريب الأربعة هو تخريب الحصانة الروحية. وذلك هو جوهر الاستشراق والاعلام اللذين يدعيان المعرفة العلمية والإعلام الذي يدعي الموضوعية.
61- الأمثلة الأكثر وضوحا كما أسلفنا: النفسي المباشر للاستفزاز حملة الكاريكاتور على الرسول. النفسي غير المباشر: التدخل في المنظومة التربوية وفرض فهم للإسلام علينا,
62-. والأمثلة من الإرهاب المادي: المباشر التخريب المعلوماتي كتهديم أوزيراك. التخريب غير المباشر: فرض مجتمع مدني ممول أجنبيا لصنع عملاء.
63-مثال الأصل:من استشراق ماسينيون الذي هو عميل من المكتب الفرنسي الثاني والمحيي لفكر النصيرية وكل المذاهب المنحرفة ليس للعلم بل للتخريب, من الإعلام لا حاجة للتمثيل الغالبية الساحقة من الإعلام الغربي وتابعه العربي.
64- وهذه الأصناف من الإرهاب لم يعد المستعمر بحاجة لإنجازها بنفسه: فمستلب المثقفين يتكفلون بالنفسي منها ومستبد الحكام يتكفلون بالمادي منها.
65-وسخفاء المفكرين وسطحيوهم من جنس أدعياء الإصلاح الديني والفلسفي يتكفلون بتخريب الحصانة الروحية مع علم لا يتجاوز الكاريكاتور من الحضارتين.
67- فجل المتفلسفين في إصلاح الدين الإسلامي أو ثقافته ليسوا فلاسفة ولا علماء دين: من جنس أركون في فرنسا وناصر حامد أبي زيد في مصر والشرفي في تونس والبليهي في السعودية إلخ.
68-أربعتهم لا صلة لهم بالفلسفة: هم خريجو آداب عربية لهم عقدة إزاء التفلسف يريدون أن يتقمصوا شخصية المفكر المتفلسف في الأديان وفي الحضارة بزاد الصبيان.
69-ولنختم بنظرية الأنصاف التيمية: نصف النحوي ونصف الفقيه ونصف الطبيب ونصف المتكلم ونصف الفيلسوف تنتج= فساد اللسان وفساد البلدان وفساد الأبدان وفساد الأديان وفساد الفرقان.
70-فأركون لا يعلم من العلوم إلا أسماءها هيدجرية غير مهضومة. وأبو زيد ماركسية مخرومة والشرفي دونهما زادا والبليهي أبله. النجومية جزاء جرأتهم على الإسلام.
71- فكم من تافه وغبي جعلوه نجما لزعمه محاربة ظلامية الإسلام والجرأة على ما لا يفهم من القرآن الذي هو أول كتاب لنقد التحريف الديني والظلامية في تاريخ البشرية.
72- ويكفي القرآن ريادة أنه حرر الإنسانية من أسطورة "الخطيئة الموروثة Die Erbsünde والحاجة إلى الشفيع وسلطان الكنيسة=تلك غاية الحرية الروحية.
73-ويكفي القرآن أنه شرط الإيمان بالحرية وتبين الرشد. يكفيه تحرير متع الدنيا واعتبار وجود الإنسان فيها استعمارا له فيها واستخلافا عليها وليس عقابا.
74-وليس مهما رأي من عميت لديهم البصائر والأبصار من فاقدئ الضمائر والأغرار الامـة استأنفت مسيرتها.فشبابها آمن بأن الحياة إرادة يستجيب لها القدر.
75-والثورة التي كان شعارها بيتي الشابي ترجمة شعرية لآية قرآنية حول شروط التغيير هي فجر الاستئناف. والثورة المضادة لن تستطيع المحافظة على الانحطاطين اللذين تستمد منهما بقاءها: انحطاط ماضينا وانحطاط الاستعمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق