Hot

الجمعة، 13 مارس 2015

لماذا ينبغي لبلد الحرمين ان يتصدر معركة التحرير؟


لماذا ينبغي لبلد الحرمين أن يتصدر معركة التحرير؟

 ابو يعرب المرزوقي
تونس في 2015.03.10

1-تكلمنا أمس في كيفية إنهاء التوسع الإيراني مقتصرين على قوة عربية واحدة ومفترضين أن قادتها من جيل الأحفاد مؤهلون لذلك تكوينا وإمكانات.

2-وعللنا حق أي مسلم مؤمن بدور بلد الحرمين أن يبدي رأيه من باب واجب لتواصي.فمن دستوره القرآن الكريم يسلم بمبادئ الاستثناء من الخسر الـخمسة (الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر (العصر) والخيرية الجامعة بينها (آل عمران 104-110).

3-ويبقى أن نعلل اعتقادنا بأن السعودية هي التي ينبغي أن تتصدر المعركة وأنها حتى وحدها كافية للجم إيران وإرجاعها لحجمها الطبيعي: أمران.

4-فالسعودية ينبغي أن تتصدر المعركة: أولا لأنها هي المستهدفة في الغاية لعلتين: ثروتها المادية وتراثها الروحي شرطي الحلم الإيراني المفقودين.

5-وثانيا لأن الاعتماد على غيرها حائل دون النجاح. فمجلس التعاون يعوق بدلا من أن يساعد والخطأ الاستراتيجي الأكبر يكون لو تواصل وهم الاعتماد على السيسي: فهو يحلم بتقاسم الخليج مع إيران إن لم ينل ما يفرض بالابتزاز.

6-لكن أليس من التفاؤل والوهم ظن السعودية وحدها كافية؟ ذلك ما أريد البرهان عليه بأدلة مفحمة لمحاربي المقاوم الوحيد منذ قرنين: فكر ابن تيمية.

7-هذا الفكر شوه من أعداء الامة وخاصة من أدعياء الاجتهاد والجهاد: فحركة الإصلاح مطلباها من فكره: التخلص من الاستبدادين الروحي والسياسي.

8-وهو المقصود بالدستور القرآني: التحرر من الوسطاء وأن يكون أمر الأمة شورى بينها. فكان إحياء الاجتهاد والجهاد: وذلك هو أساس حرب التحرير.

9-فمن ينكر أن تحرير المغرب العربي من الحضور الفرنسي كان بهذا الفكر الثائر على الاستسلام للخرافة (اجتهاد) والمقاوم للاستعمار (الجهاد)؟

10-فليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا شبابها المسلم وقياداته المؤمنة هو محررها من الاستعمار الفرنسي ولا فائدة من ذكر الأعلام.

11-مفاد الحجة أن المشرق العربي الذي بدأ يعرف الحضور الاستعماري شبه الاستيطاني بدأ يدخل مرحلة التحرير بمعناه المغربي: ملجؤه شبابه المؤمن

12-والمعضلة تكمن هنا:لم تدرك الأنظمة علل سلوك الشباب المقاوم: فعندما تهمل حيويتك تمكن عدوك من استعمتالها ضدك بأن يسقطك في حرب أهلية.

13-أمريكا وإيران -إسرائيل تستفيد دون حاجة لجهد- جعلوا كل الأنظمة العربية من الخليج إلى المحيط في وضع يؤدي حتما التآكل الداخلي: جاهلية.

14-وغاية أمريكا وإيران إعادة العرب إلى ما كانوا عليه في الجاهلية:قبائل تتفاخر وتتقاتل خلال التنفاس على إرضائهما لكي يختاروا منهم ولاة.

15-والسعودية إذا لم يتدارك جيل الأحفاد ليكونوا في مستوى جدهم الذي وحد الجزيرة فيحافظوا على ما ورثوه بشروطه فالعرب على موعد مع الجاهلية

16-والشروط صنفان: داخلي في 1-السعودية 2-والخليج وخارجي في: 3-الوطن العربي 4-ودار الإسلام وبذلك يصبح5-مهمة عالمية. 1-فالداخلي السعودي وصفنا في تغريدات الأمس شروط الوحدة الصماء

17-والخليجي فرصته توفرت: 2-فقطر لها نفس العقيدة واليمن قبائله بحاجة لنفس العلاج الذي وصفنا في السعودية. والجمع بينهم ثلاثتهم يساوي جل الخليج ثروة تعدادا.

18-الوطن العربي الفرصة لم تضع بعد: 3-يكفي إيقاف الحلف مع الانقلابيين على الثورة. فهذا وحده سيعيد للسعودية الحضور الفاعل في جل بلاد العرب.

19-في دار الإسلام:4-الحضور الشامل. فكثير من شبابها ذي التعليمين الديني والحديث يمكنها من سفارة أتم في جل بلاد الإسلام: إسهمام في نهضة الأمة وقضاء على بطالة الشباب السعودي الذي يكلف بمهمة عالمية إنسانية.

20-فتكون السعودية5- إمبراطورية خير عالمية منبثة في كل دارالإسلام وحيثما وجد مسملون في العالم -وهذا هو الضديد الخير للانتشار التبشيري الشيعي الشرير-فلا تحد بجغرافيتها بل بتاريخ الحرمين والدين والحداثة بفضل شبابها المتعلم.

21-وتمثيلا فلنذكر أن سر قوة فرنسا في إفريقيا رغم أن مسعاها استعماري وليس إحيائيا وخيرا كالذي نقترحه على السعودية وتفرضه الرسالة الإسلامية: مجموعة الفرنكفونية أداة حضور استعماري ثقافي فرنج افريقيا وحتى المغرب العربي أكثر من الحضور المادي للاستعمار.

22-وينبغي لرجال الدين ألا يتخلفوا على قائد فكر الأمة والمقاوم الأول منذ عصر الانحطاط ابن تيمية فيقصروا مهمة الرسالة التحضيرية في التعليم الديني وحده. فالمبدأ الذي يعتمده شيخ الإسلام هو الجمع بين القوتين الروحية والمادية بل يحدد الأفضلية بينهما عند الضرورة بحسب الحاجة: قائد الجيش لا تقدم فيه الخصال الدينية على الخصال العسكرية رغم ضرورة كلا النوعين.

23-وليعلموا أنه لا بد لحضور بلد الحرمين في العالم من كلتا القوتين بمقتضى فلسفة القرآن:استعمار الإنسان في الأرض يحتاج للعلمين الديني والدنيوي وللقوتين الروحية  والمادية في الداخل والخارج.

24-فإذا فرضنا كل ما أسلفنا قد أصبح مشروعا واعيا وذا خطة تحقيق واستراتيجية انجاز برزنامة واضحة فإن الأحفاد يكونوا قد فهموا القصد من مشروع الجد فيكونوا خير خلف لخير سلف.

25-ذلك أنه لا معنى لتوحيد الجزيرة إذا لم يتحقق أمران: 1-أن يصبح التوحيد غير قابل للرجع فلا تتفكك الوحدة. 2-وأن يتحول التوحيد إلى منصة لغاية أبعد هي استناف الأمة لدورها في التاريخ الكوني لتحول دون أحلام الإمبراطوريات المتقدمة على الإسلام انتقاما من العرب الذين أزالوها لتحرير البشر من شرورها ونشر رسالة الإسلام.

26-وفهم ذلك هو الذي يفهمنا أن الخطر الفارسي يتهدد هذا المشروع ببعديه: وحدة الجزيرة قاعدة الإسلام ومركز مشاعره والاستئناف شرط بقاء الرسالة حية بقيامها بدورها لأن العضو الذي لا يعمل قد يموت. وحديثهم عن الامبراطورية الفارسية ضميره الذي لم يعد مضمرا هو ضرورة إعادة العرب إلى الجاهليةقبائل تتناحر يهزأ منها آل شروان فيعجبون من قاهمرهم الذي تعجبوا من جعله “الكلاب” اسيادا. ولا تزال نظرة الفرس للعرب هي هي.

27-لذلك فهم يعلمون أن إمبراطوريتهم مشروطة بتفتيت الجزيرة أولا العرب ثانيا والمسلمين ثالثا بسند مغول الغرب رابعا وشطب الإسلام من العالم أخيرا. ولا يكفي إيماننا بأن الله يحمي دينه إذا لم يكن دافعا للعمل من أجل المشاركة في هذه الحماية : فهذا أول واجبات المؤمن حقا.

28-وقد خصصت جل وقتي لفهم هذا المشروع الشيعي الذي فشل في المرة الأولى عند تحالفهم مع مغول الشرق: ذلك أن مغول الشرق كاد يقضي على الرسالة لولا ثمالة من قوة الأمة واجتماع كلمتها في قاعدة صمودهما حينئذ بعد القضاء على دولتهم فيها (الفاطمية). وقد كانت قوة المسلمين حينها  مركزها ما أفسده السيسي وما يمكن استرجاعه بالتخلي عنه ومساندة المؤمنين من أبنائها في تحقيق مطالب شعبها في الحرية والكرامة وحماية الرسالة.

29-لكن لله مكرا خيرا لعله هو الذي أعادنا  إلى المركز وليس بالصدفة: فالأزمة بلغت ذروتها وكان لا بد من العودة إلى ذروة البداية لتكون منطلق الاستئناف: من الحرمين خرجت قوة الإسلام ومنهما تستأنف.

30-ولما كانت البداية أعسر من الاستئناف مبدئيا كانت بحاجة التدخل المباشر من العناية الإلهية بالوحي والرسول. كلن الاستئناف يكفيه  ما حققته البداية وما أنجزه التاريخ لذلك فهو سيكون أيسر إذا فهم الأحفاد مقاصد الأجداد فلم يخذلوهم وقاموا ما يفرضه الراي والحكمة والدين.

31-أقف عند هذا الحد وسأواصل لاحقا إن شاء الله فأحدد فنيات العلاج التي تجعل الاستئناف في متناول الأمة بقاطرة الحرمين اللذين أمدهما الله بشرطي النجاح: القوتين الروحية (المشاعر) والمادية (الامكانات الاقتصادية).

32-توقفنا أمس على وعد بالعودة لنبين أن الاستئناف في متناول من تتوفر لديه القوتان المادية والروحية خاصة إذا أدركت نخبه أنه هدف العدوان.

33-وقبل ذلك فلنعلل لجوءنا للتغريد الذي يبدو منافيا للعلاج النسقي ذي التعليل العقلي المتدرج بصورة تمكن القارئ من أن يكون فاعلا لا منفعلا.

34-فكل تغريدة تتضمن فكرة ووصلة: الفكرة تكون تامة والوصلة تربطها بما تقدم عليها وما تأخر عنها: إذن مضمون محدد مع روابط منطقية بينة نصا. وهي بذلك لا تختلف عن بيت الشعر التقليدي إلا بالوصلة المنطقية.

35-وهذه طريقة في التواصل والتعليم لأن المستهدف من التغريدات هو الشباب بجنسيه: كل ثورة حقيقية تحتاج إلى حماس الشباب وإبداعاته عقلا وقلبا.

36-وهذا الأسلوب مستمد من القرآن الكريم: فهو بالأمثال يحرك القلب والخيال وبالمثل يحرك العقل والسؤال. فيكون الشباب في آن مجاهدا ومجتهدا جمعا بين بعدي الفعل الإنساني أي العمل على علم. والشباب بجنسيه هو الذي سيستكمل ثورة الإسلام: الأجداد حققوا الشروط الروحية (تاريخ الأمة الأمة وتراثها) والشروط المادية (جغرافية الأمة وثروتها) الأحفاد عليهم تجديد حيويتها لتواكب روح العصر ببناء الدولة المدنية التي تحقق قيم القرآن وحقوق الإنسان.

37-وذلك هو المطلوب من شباب الأمة بجنسيه: رسالته أن يخرج الأمة من وضع جعلها نهبة كل ناهب وأكلة كل آكل ومسخرة كل ساخر ولعبة كل لاعب من الأعداء والعملاء.

38-ولنعد إلى مشكلنا: يكذب من يدعي أن العراق وسوريا ومصر والجزائر أُخرجت من المعركة المصيرية التي تهدد بقاء الامة ومنزلة الإسلام في العالم بفعل فاعل ما يضمر أنهم كانوا يريدون دخولها فحيل دونهم.

39-بل إن أساس فكرهم كان ولا يزال إلغاء شرط الاستئناف:1-إلغاء وحدة الجغرافيا بجعل الحدود حديدية تكاد تلغي كل تواصل وتكامل مادي وروحي2- وإلغاء وحدة التاريخ إذ جميعهم بات يبحث عن شرعية في ما تقدم على الإسلام تأسيسا لما يتصورونه تاليا له لكأنهم سلموا بمقولة هيجل: الإسلام خرج من التاريخ. وبغير وعي منهم باتوا أكبر داعم لقابلية الاستعمار لأن الكيانات التي يريدون بناءها على قتل الأمة كيانات فاقدة لشرط السيادة بنيويا: فلا هي قادرة على الحماية ولا هي مالكة لشروطة الرعاية هي محميات متسولة.

40- والعلة هي الغباء أو القياس دون فهم الفارق. فالدولة الوطنية الأوروبية لما تكونت في قرون النهضة كانت فكرة تقدمية لأن شروط السيادة حماية ورعاية بمقاس عصرها لم تكن تقتضي إمكانات كبيرة متجاوزة لقدراتها المتواضعة.

42-لكن فكرها الحي دفعها حاليا لتجاوز الدولة الوطنية دون إلغائها إلى ما يوفر لها شروط السيادة الحقيقية حماية ورعاية فأسست الوحدة الأوروبية التي تعطيها الحجم الضروري والكافي لتحقيق شروط السيادة في الحماية (عدم الحاجة للحامي) والرعاية (القدرة على المنافسة).

43-ونحن الآن أمام هذا التحدي بإلحاح أكبر لما سنرى من العلل: وقد كان مدشن الحل الأوروبي العدوان اللدودان أي فرنسا وألمانيا-والحروب التي دارت بينهما لا يجهلها إلا الأميون- لما التقى الجنرال دو غول وأدناور لوضع حجر الأساس رغم اختلاف الثقافتين والتاريخ العدائي المعلوم.

44-والسؤال هو من يمكن أن يقوم بهذه الخطوة من بين العرب؟ كنت أتصور أن يكون ذلك منطلقا من بلدي الثورتين أعني بلد الحرمين وبلد الكنانة. وقد حاولت تأسيس ذلك نظريـا من خلال الكلام على فرعي السلفية: فالمقابلة بين الفكر التيمي والفكر الكلامي تجاوزها عصر النهضة العربية عندما جمع بين شرطي النهوض أعني التحرر الروحي من الخرافة (التيمي) والتحرر السياسي من الاستبداد (ابن خلدون). وهذا هو جوهر الفكر الذي أصبح يحقر بوسمه بالإخوانية جمعا بين الثورة الروحية وتحقيق ما يترتب عليها في تنظيم الحياة السياسية للجماعة.

45-والثورتان يمثلهما من من الله عليه بأن يكون في خدمة الحرمين ومن من الله عليه أن يكون شبابه قد شرع في المرحلة الثانية من البناء الحديث: وطبعا فالثورة الثانية بدأت في تونس لكن حجمها لا يمكنها من أن تكون الطرف الثاني في تحقيق البداية التي تكون من حجم البداية الألمانية الفرنسية: لذلك نسبنا الأمر إلى مصر رغم أن الثورة الثانية لم تبدأ فيها لكن انتقالها إليها جعلها تصبح عربية بسب كون الشعب المصري يمثل ربع العرب.

46-لكن الرياح لم تجر بما تشتهي السفن: فالانقلاب في مصر سعيى لوأد الثورة الثانية وتأييد النظام السعودي قبل التغيير السعيد له لم يحقق شرط اللقاء بين الثورتين: فكاد الشباب يفقد الأمل في نجاح التكامل بين بلد البداية وبلد الغاية في استكمال الثورتين الروحية والسياسية.

47-لكن الله يرعى دينه الخاتم: لذلك فالأمل أن تأييد الانقلاب سيتوقف وأن الثورتين ستتجاوزان العداء الزائف بينهما لأن الثانية تكمل الأولى.

48-وسقوط الانقلاب في مصر سيساعد على نجاح الثورة في الهلال وفي القرنين (اليمن والصومال). وألمح علامات تؤكد أن بداية النهاية للانقلاب تطل علينا فجرا جديدا. وهو لن ينجح لأن ما كان يمكن أن يكون من جنسه في بلد الحرمين فشل: فالانقلاب كانت عينه على الاستحواذ على القرار في بلد الحرمين.

49-لذلك فما أن تستعيد الثورة الثانية دورها بعودة الشرعية في مصر حتى يحصل الشرط الضروري والكافي للقاء القطبين فيمكنا الأمة من الاستئناف.

50-فالثورة الأولى (عقيدة الإسلام) والثورة الثانية (دولته المدنية) إذ يلتقيان فيجمعا بين القارتين مشرق العروبة ومغربها يحققان المعجزة.

51-وهذا اللقاء أكثر ضرورة من اللقاء الأوروبي: ففي أوروبا كان اللقاء شرط دور عالمي أما عندنا فهو شرط بقاء قبل أن يكون شرط دور عالمي.

52-فدول أوروبا التي توحدت لم تكن مهددة في وجودها بل في دورها أما نحن فمهددون في وجودنا: فالغرب وإيران يريدان تفتيت مكاننا وزماننا في آن.

53والتفتيت الحالي لأرض العرب لم تعد كافية لخطة أعدائهم (جغرافية الاستعمار وتاريخه لاقطارنا أو ما يسمونه الدول الوطنية) لذلك فهم يريدون تفتيتا أعمق حتى يعيدوا العرب إلى حالهم التي كانوا عليها في الجاهلية: قبائل تتغازى.
54-وهذا ليس مجرد افتراض فهو مضمون مشروعات منشورة وخرائطة منظورة: وأداتا هذا التفتيت: مليشيات إيران العربية والاندساس في المقاومة السنية.

55-وبفضل الله وحمده: كل هذه الأعراض وصفتها منذ سبعينات القرن الماضي في كتاب الاجتماع النظري الخلدوني وواصلت دراستها وخاصة بعد حرب 2003.

56-والمكان والزمان هما الحيزان المقومان لوجود أي أمة: فالأول اساس القوة المادية (مصدر الثروة) والثاني اساس القوة الروحية (مصدر التراث).

57-ذلك أن وجود الأمم يتقوم من خمسة أحياز هي كيانها العضوي: المكان والزمان والدورة المادية (الاقتصاد) والدورة الرمزية (الثقافة) والحصانة الروحية الموحدة بينها وهي الفكران الديني والفلسفي وملتقاهما أعني فلسفة الدين وفلسفة التاريخ جوهر القرآن الكريم.

58-فمن يريد أن يستأنف دور الأمة فعليه أولا أن يحقق شروط بقائها أعني مقومات سيادتها حماية ورعاية وهي جميعا مفقودة في كل الأقطار العربية: كلها كيانات هزيلة لا تستيطع لنفسها حماية ولا رعاية جلها متسول وكلها محمي بقواعد أجنبية وبخضوع صريح أو خفي لعنتريات إيران ومليشياتها العربية العسكرية والفكرية.

59-الأقطار العربية تخاف من الوحدة على معدوم: السيادة معدومة بعد أن تحالف الحامي مع الحالم بالإمبراطورية الفارسية: سيكونون مجرد ولاة.

60-والغريب أنهم لا يردون أن يكونوا ولاة في "ولايات متحدة عربية" كراما وأحرارا كولاة الولايات المتحدة الأمريكية منتظرين اللحظة التي سيصبحون فيها ولاة أذلة ومحتقرين ممن يعتبر العرب كلابا علمهم الفاروق النظام.

61-فالـ"'و.م.ع" التي تنبني على مشروع الأمة وقيم القرآن لن تكون قومية شوفينية بل هي ستكون كما كانت في البداية نواة تعاون المسلمين لتستأنف الأمة دورها فتحرر العالم من الظلم والعدوان

62- والـ"و.م.ع."لا تحتاج لانتظار موافقة كل الأقطار لأن ذلك مستحيل بسبب تبعية أغلبها تبعيتها البنيوية بل ينبغي أن تبدأ كما بدأت أوروبا بالدولتين الأكبرين ممثلتي الثورتين: ثورة البداية وثورة الغاية: بلد الحرمين بعد أن عاد الوعي ومصر بعد عودة الشرعية قريبا إن شاء الله.

63-أما العداء المزعوم بين السلفية والإخوانية بمعناهما الحقيقي كما يقتضي ذلك فهم الإسلام الذي انطلقت منه النهضة جمعا بين فكر ابن تيمية ثورة على الخرافة وابن خلدون ثورة على الاستبداد فهي من أكبر أكاذيب أعداء الامة: كلامنا على السلفية المحدثة بين أن فكر الإصلاح جمع بينهما جمع الدين والدنيا في الإسلام عندما يعود إلى دوره التاريخي فيكون رسالة روحية ذات دولة تحمي بيضته.

64-ثورتا الإسلام هما ثورة بدايته التي ورثنا ثروتها وتراثها وثورة غايته التي تمكننا من شروط حمايتهما ورعايتهما وتطوريهما بما يمكن من أدوات التكيف مع العصر والاستئناف التاريخي الفعال: فإحياء الثورة الروحية هو السلفية المحدثة. وإحياء الثورة السياسية هو الثورة العربية الحالية: التحرر من الاستبدادين روحيا وسياسيا

65-ختاما: تطابق ما يحدث في الأسس النظرية (الثورتان) وفي الأحداث التاريخية (الحرب على مركز الثورتين) يعني أن الفرصة قد سنحت لتحول نوعي وأن الاستئناف بات قاب قوسين أو أدنى من الحصول. وفي ذلك للاستعمار الأمريكي والتبشير الإيراني دور يمكن وصفه بكونه إيجابيا : فهو جعل الاستئناف بالشروط التي وصفنا لم يبق اختيارا لأنه بات شرط بقاء ليس للأمة وحدها بل وكذلك للانظمة التي إن لم تفهم ضرورة التحول إلى ولايات سيدة تتداول قياداتها على رئاسة دولة عظمى سيدة هي إمبراطورية الإسلام السمحة ستصبح مستعمرات في إمبراطورية فارس وإسرائيل: وحينها سيكونون أقل من الخدم لأن من سيبقي عليهم سيعاملهم كما كانت فارس تعامل المناذرة وبيزنطة تعامل الغساسنة: وذلك هو الذل بعينه وهو معنى من اعتز بغير الإسلام أذله الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق