Hot

الخميس، 29 أكتوبر 2015

هل نحن دولة مفلسة؟



في زحمة صراع التوانسة مع روح الاستبداد والقمع العائدة بسرعة، نشرت جريدة الصباح الصادرة اليوم الاربعاء مقالا شديد الاهمية والخطورة، قد لا يكون انتبه له كثيرون، يتعلق بوضع تونس المالي والاقتصادي.

ينقل المقال بعض ملامح ما سماه الصحفي خليل الحناشي "رسالة التسول الدولية"، التي أطلقها وزير المالية سليم شاكر، القيادي في حزب نداء تونس، وفيها حذر من أن تونس مقبلة على عاصفة اقتصادية، وأن العاصفة قد تتحول فجأة إلى إعصار.

وفي رسالته قال شاكر إن تونس محبطة من فشل المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته بدعم تونس اقتصاديا لانجاح انتقالها الديمقراطي، وهو موقف يتعارض مع طموح الحكومة بتحقيق نسبة نمو تعادل 2,5 بالمائة، ما يجعل طموح الحكومة يبدو أضغاث أحلام، بعد أن سقط وهم الطموح على صخرة الواقع، وبعد أن فشلت حكومة النداء على إنجاح برنامجها الانتخابي الذي كان محل ثقة عدد كبير من التونسيين، حسب قوله.

هذا وزير متسول يتوهم أن "المجتمع الدولي" مهتم بأن "يبذر" أمواله من أجل الديمقراطية والانتقال الديمقراطي.. وليس الوزير وحده متسولا، فحزبه أقام برنامجه الانتخابي الكاذب على أوهام أن الغرب سيعطيه 125 مليار دينار في خمس سنوات، وهو مبلغ خيالي لا يمكن أن يعطي لدويلة صغيرة من أجل عيون الديمقراطية، التي لا تعني الغرب إلا في دياره.

وفي ما يلي نص المقال:

بعد التصريحات الاخيرة لوزير المالية .. هل نحن أمام دولة مفلسة؟

قال سليم شاكر وزير المالية إن "تونس ستعيش أوقاتا صعبة، والعاصفة قد تتحول إلى إعصار إذا أحجم المجتمع الدولي عن برنامج اقتصادي كبير لمساعدة تونس."

موقف وزير المالية الذي يحضر فعاليات قمة دولية للاستثمار في الشرق الأوسط يؤكد ان تونس ربما دخلت الأمتار الأخيرة من الأزمة وان الحل لم يعد بيد الداخل.

كما يضيف وزير المالية " أن تونس محبطة من فشل المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته لدعم الاقتصاد المنهار في تونس" ودعا بالمناسبة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى "إلى تمويل برنامج إنقاذ اقتصادي تبلغ تكلفته 25 مليار دولار على مدى خمس سنوات".

وقال شاكر "رسالتي للمجتمع الدولي لأنه لم يف بتعهداته بدعم تونس اقتصاديا لإنجاح انتقالها الديمقراطي"، وهو موقف يتعارض مع طموح الحكومة بتحقيق نسبة نمو تعادل2.5 بالمائة. ما يجعل سقف الطموح السياسي لحكومة الحبيب الصيد يبدو أضغاث أحلام بعد أن سقط وهم الطموح على صخرة الواقع وبعد أن فشلت حكومة النداء بالأساس على إنجاح برنامجها الانتخابي الذي كان محل ثقة عدد كبير من التونسيين.
ولم تستطع الحكومة تجاوز أزمتها والخروج بالوضع الاقتصادي والاجتماعي مندائرة الاختناق ليعلق الجميع في عنق الأزمة لتعجز كفاءات الحكومة عن الخروج بحل وبناء أفق يعيد الأمل للناس.

رسالة "التسول الدولية" التي أصدرها وزير المالية تبعث عن التساؤل عن أسباب غياب رؤية اقتصادية واضحة للحكومة .وتطرح مخاوف جدية من أن يكون موقف وزير المالية هو إعلان عن بداية انهيار المنظومة الاقتصادية لتونس يسبق الإعلان المحتمل بان بلادنا دولة مفلسة على غرار ما عرفته اليونان والأرجنتين خلال العقدين الأخيرين.

ومن المتوقع ان يكون هذا التصريح أيضا مدخلا لخوصصة بعض القطاعات في إطار التوصيات التي أطلقها صندوق النقد الدولي وهي إشارات تضمنها زيارة مديرة الصندوق كرتسين لاقارد التي دعت بلادنا في زيارتها الأخيرة إلى مواصلة ورشة الإصلاحات الكبرى التي لن تمر إلا من خلال التخلي على مؤسسات الشعب لفائدة رؤوس الأموال.

خليل الحناشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق