أبو يعرب المرزوقي
تونس في2015.11.06
1-يمكن للسيسي أو من يماثله من السفاحين أن يزور كل بلاد الغرب فينزل ضيفا مبجلا ومكرما. فهل يحقق له أدنى شرعية؟ الأولى أن نسأل : هل لمستقبليه صفة خلقية تستمد منها الشرعية؟
2-مم العجب من استضافة حكومات الغرب للمجرمين من حكام الاستبداد والفساد؟هل يغفل المتعجبون عن كونها هي التي اختارتهم وتنصبهم ليخدموها؟ وأي معنى للكلام على تناقضها إذ تفعل؟
3-المتناقض ليس الحكومات الغربية فذلك دأبها بل النخب العربية التي منذ القرن التاسع عشر تتصور الغرب إذ يحمي بعضها ضد البعض هدفه خدمة الحق والخير.
4-فبريطانيا لم تشعر بأن استضافتها للسيسي مكلفة. هي رابحة مرتين: ترضي من يبتزها (إسرائيل ولوبياتها) ومن يدفع لها (عرب الثورة المضادة).
5-ونفس الأمر يقال عن تهمتي الإرهاب والتكفير: فأنظمة العرب المستبدة تستمد منهما مبررا لدوام النعمة فلم تريدون من الغرب أن يفعل العكس؟
6-الغرب يحكم العالم بالإرهاب والإرهابيين الذين هم مجرد أداة لديه ولدى من نصبه من الحكام غير الشرعيين. وإيران وإسرائيل استهوتهم اللعبة.
7-أعجب من الإسلاميين المصريين الذين ينتظرون من الغرب نصرة وهم يعلمون أنه هو الذي نظم الانقلاب ضدهم ويحاولون أن يثبتوا أنهم سلميون.
8-منطق الغرب ضد محاولي إثبات سلميتهم هو منطق الأعرابي الذي خان الأمانة وقال لصاحبها الذي حاول إثبات هويته: والله لو نزعت جلدك ما عرفتك.
9-ونعلم أن كل انظمة الاستبداد والفساد تدعي أنها تطبق القانون وأن كل من يرفض اجرامها إرهابي أو خوارج. والإرهابيون والخوارج هم هم. إذ لا خروج إلى على الحكم الشرعي. الحاكم غير الشرعي هو الخارج عن الشرعية.
10-وإذن فهو الخارجي والإسهابي ومعه حاميه الاستعماري. والكل يعلم أن جميع حركات التحرير اتهمت بالإرهاب. لكنها لما فرضت إرادتها صارت حبيبة الأنظمة التي كانت تتهمها بالإرهاب. الإرهابي هو المحتل.
11-الإرهاب هو الظلم والعدوان سواء بنفي حقوق المواطن في السياسة الداخلية أو حقوق الأوطان في السياسة الدولية: الثورة عليهما حق وواجب خلقي.
12-أذكر أنه مباشرة بعد حادثة 11-9 طلبت جريدة الحياة من بعض المثقفين أن يبدو رأيهم- وصادف أن كنت من بينهم- فكتبت أن هذه فرصة ستستغلها الأنظمة أكثر من الغرب وستتحالف مع المسيحية الصهيونية وإسرائيل وإيران ضد شعوبها.
13-فالأنظمة العربية أصبح بوسعها أن تحيد حتى بقية النفاق الغربي المتعلق بحقوق الإنسان لأنها ستسم كل من يدافع عن حقه بأنه إرهابي فيمر كل شيء . كانت أهم موضوعات الدبلوماسية العربية : ألم نقل لكم؟
14-ذلك ما حصل: فقد باتت الأنظمة تعتبر الغرب محجوجا لأنه لم يسمع رأيها ولم يتعلم منها كيف يعامل هؤلاء المتنطعين واللاجيء بعضهم إليه. سمع الغرب فأطلق أيديهم.
15-بل أكثر من ذلك صاروا يجمعون له كل ما يطلب من المعلومات حول أي إسلامي حتى لمجرد أن يتعبد. وخففوا عليه مهمة التعذيب والسجن فنهضوا بها.
16-وقد أمد ذلك في عمر الكثير من الأنظمة إلى أن حصلت الثورة في تونس. فبدأت الأنظمة تتهاوى. وحينها شعر الجميع بالخطر فالتحم مجرمو العالم.
17-بطبقاتهم الخمس: الغرب وذراعاه ومليشياتهم والممولون ونخب الدول العميقة في كل الوطن العربي. ولولا خطأ إيران في اليمن لتواصل الرز للسيسي.
18-لذلك ولعلكم تذكرون شكرت إيران التي كانت مضطرة للكذب على شعبها بأنها تنتصر بالاتفاق النووي فأعلنت أنها حققت انتصارات في 4 عواصم عربية.
19-وصادف وهذا من نعم الله أن السعودية حصل فيها تغير سعيد: جاءها ملك مؤمن وصادق وصالح فحل مشكلتين: أزمة النظام بالتشبب وإيقاف تمدد إيران.
20-لهذه العلة وحدها اعتبرته أجدر ملك سعودي بابيه: فالأب وحد الجزيرة أو جلها وهو حماها مما كاد يفرط عقدها بتمادي إيران من الإحاطة بها لخنقها.
21-أملي الوحيد أن يكون الشابان اللذان اختارهما لإحداث تواصل الأجيال والتشبيب متصفين بطموح الجد وبحكمة الأب ومؤمنين حقا بالقرآن والسنة. فقد يخرج منهما من يسترد كرامة الأمة.
22-فإذا توفر هذان الشرطان فلا إيران ولا إسرائيل ولا الغرب ولا أي خروج على الامة يمكن ان يفت في عضد من يرجع إلى شباب الأمة طموح العظمة: فمن دون رسالة سامية لا معنى للوجود.
23-فالشباب بجنسيه لا يجنح للثورة فيخرج على الحكام إلا بسبب الظلم والقهر وعدم المشروع الذي يملأ جوانحه بحب العظمة التي تحمي الأمة وترعاها. هم اليوم أكثر من كل الأجيال السابقة وعيا بالرسالة.
24-هل كان الشباب يجتذبه العمل غير المنظم ودون استراتيجية تحقق تحقق مشروع الاستئناف لبناء أمة بحجم ما كانت لو وجد لذلك صدى عند الأنظمة؟ جربوا وسترون كيف توجه كل سهامهم إلى الأعداء.
25-هل كانت الأمة تخسر كل هذه الدماء الزكية لو كانت بحق في إطارخطة بناء بالاجتهاد والجهاد الهادف إلى تحقيق مشروع يشبع طموح الشباب المؤمن.
26-أما كان العرب في الجاهلية يتقاتلون ويتناهبون ويتغازون ويعتدي بعضهم على بعض أرزاقا ودماء وأعراضا؟ ما الذي أوقف ذلك؟ مشروع الرسالة.
27-فليعد المشروع وسترون أن كل الشباب مهما عبتم عليه من تنطع سينضوي فيه وسيكون عمله بحق اجتهادا وجهادا من أجل رسالة كونية تشبع طموحه ليكون جديرا باسم خلف أحسن سلف.
28-هل يعقل أن تصبح نخب الأمة-ترضية لمن يحتل أرضها وينتهك عرضها-أبواق دعاية ضد خيرة شباب الأمة الذين يضحون بحياتهم لحماية الدار من العار والدمار.
29-قد يكون بعضهم طائشا وقد يكون بعضهم خاضعا لتغرير من مخابرات أعداء الامة. لكن المسؤولية عندئذ تقع على الأنظمة ومخابراتها العاجزة إلا في خدمة المستعمر وأذنابه.
30-أنا واثق من هؤلاء قلة من هؤلاء الشباب لو وجدوا من يثق فيهم ويعاملهم باعتبارهم من شروط قوة الأمة سيكون فعلهم من جنس البناة الأوائل: فشباب الأمة يسترد معاني البطولة والرجولة.
31-شباب الأمة عامة وشباب العرب خاصة يقاومون في كل اصقاع الأرض من جنوب شرق آسيا إلى غرب العالم الإسلامي. وهذا فضل من الله فلا تدنسوه بجوقة الدعاية التي تشاركون فيها الأعداء وعملاءهم من مليشيات إيران وإسرائيل العربية.
32-ولا تصدقوا ما يقال عن أنظمة التعليم والقيم القرآنية. فهي أكثر سلمية من أي نظام في العالم: عنف السينما الأمريكية وفسادها أكبر دليل على التربية العنيفة وثمراتها في المدارس معلومة للجميع.
33-مهما قيل عما يسمى إرهابا فهو لم يجرم واحد في المليون من الاجرام الغربي حتى في ما بينهم حربا وسلما: فقتلى انفلات السلح في أمريكا أضعاف ما يتهمون به الشباب الذي يقاوم الاستبداد والاحتلال داعمه الإيراني والروسي.
34-أعداد القتلى في الصراع الطائفي سببها استعمال أمريكا للطائفية التي لم تكن موجودة أصلا قبل استقدام الخمييني من فرنسا بطائرة خصصها له جيسكار داستان -رئيس فرنسا-لإفساد ثورة إيران المدنية.
35-وقبل التدخل الأمريكي والإيراني لم يكن العراقيون والسوريون يعرفون مثل هذا العنف الذي سببه النظامان وايران ومليشياتها وليس الشعبين.
36-وها نحن نرى الشعب العراقي في ثورته الحالية ضد الملالي وإيران يريدون التحررمن الطائفية لكن النظام وإيران وأمريكا يقنصون قياداتهم قنصا.
37-وها نحن نرى أن الأنظمة العربية الأخرى لا تمد لهم يد المساعدة في ثورتهم المدنية لتحقيق الصلح واستئناف ثورة الربيع العربي في العراق.
38-الخوف هو أن تتحالف إيران مع الأنظمة التي تخاف الربيع: لكنه آت آت ولن يستثنيى إيران. فشباـبها بجنسيه لا يمكن أن يقبل بالملالي والمافية وهو يتوق لنفس ما تاقت إليه أنفس شبابنا.
39-شباب الشرق كله لم يعد يقبل أن تحكمه مافيات من جنس الجيش المصري والسوري والعراق والحرس الإيراني ومليشيات الحشد يريد الحرية والكرامة.
40-فلنكن نحن العرب كما فعلنا أول مرة حررنا كل الشعوب التي صارت مسلمة من لعبودية كما قال رسول الفاتحين:اسياد لا رب لنا إلا رب العباد.
41-لنكن منبع المعايير القيممية فنتحرر من الخضوع لمعايير زائفة تفرض علينا: فلو قبل المسلمون أول مرة بمثل هذا الموقف لصاروا كلهم مناذرة وغساسنة بدل استئناف التاريخ البشري من رأس.
42-الأمم الحرة لا تنتظر من غيرها أن يلطف بها أو أن ينجدها بل تعمل بالآية 60 من الأنفال حتى تكون مهابة الجانب لا يجرؤ أحد على العدوان عليها.
43-لن يقبل الشعب بأن يحكمه حمار مثل السيسي. كنا جميعا في هذا الوضع قبل الثورة فكنا نهان ممن فرضهم الاستعمار علينا من "البهائم". موجة الثورة القادمة ستحرر مصر من الحمير وعملائهم من النخب الأمية التي تسيطر على الشعب ومعها بقية العرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق