Hot

‏إظهار الرسائل ذات التسميات السيسي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السيسي. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 8 نوفمبر 2015

كاتب سلمان يبشر بإنهيار السيسى

نوفمبر 08, 2015 0

الكاتب الصحفى جمال خاشقجي

من المحبة لمصر والحرص عليها إزالة ذلك الحظر المتوهم من تناول ما يجري فيها من الإعلام العربي الوحيد المؤثر، وأعني به السعودي أو المدعوم من السعودية.

لا أتوقع أن مقالة هنا أو تقريراً صريحاً هناك ستكون فيه الحكمة التي تهدي إلى إصلاح المسار المتعثر، ولكن سيُلغي ذلك الانطباع المتوهم أن "افعلوا ما شئتم فإننا سنتحمّل أخطاءكم".

حتى الآن لا نزال نراعي الظرف القائم، لأننا حريصون على نجاح مصر وخروجها من عنق أكثر من زجاجة، فنسكت ونأمل بأن تمضي سفينتها إلى مرفأ السلام، نلمح ونغمغم، خشيةَ أن نخدم بصراحتنا خصوم النظام، ولكن جاء العزوف الهائل للمصريين في الانتخابات البرلمانية إشارة صريحة إلى أن ثمة خطأ ما هناك، إنه ليس إلا صيحة احتجاجية صامتة، ليست ثورة، ولا اعتصام ميادين، لأن النظام قبضته غليظة، فاختار كثير من المصريين من دون توافق حزبي، ولا دعوة من "الإخوان المسلمين" أو غيرها ألا يتوجهوا إلى صندوق الاقتراع.

تفنن بعضهم في تقديم مبررات، ولكنها تنهار أمام صور أرشيفية للمصريين أنفسهم، يصطفون طوابير طويلة، تحت المطر في انتخابات سابقة، ومثلها صور ناخبين في أكثر من بلد، يخرجون بنسب عالية تتجاوز 80 في المئة، بينما تواضعت النسبة في مصر إلى أصابع اليد الواحدة، ولم يقتنع أحد حتى بنسبة 26 في المئة، التي حتى لو صحت فإنها متدنية جداً بالنسبة إلى انتخابات برلمانية مصيرية تعقب ثورتين شعبيتين، وتؤسس للجمهورية المصرية الثالثة، على افتراض أن الثانية قضت بثورة 30 (يونيو) 2013.

التقيتُ أخيراً قيادات مصرية، ليسوا من "الإخوان"، وإنما ممن شاركوا في مشهد "30 يونيو"، وكانوا يأملون بتصحيح مسار الثورة، ولكنهم محبطون، أقلهم تشاؤماً وصف الوضع بأنه "مستقر فالدولة لم تنهرْ. أصبحنا نرى ذلك بحد ذاته إنجازاً، من كان الماء يصل إلى شقته قبل الثورة فلا يزال الماء يصل إليه، ومن لم يكن يتمتع بوصول الماء فلا يزال على حاله". سخرية ذكية تشرح واقع الحال.

الأكثر تشاؤماً يرى أن مصر متجهة إلى أزمة اقتصادية، عجز في ميزان المدفوعات، الانخفاض مستمر في احتياط النقد الأجنبي، وليس هذا حديث معارضة وإنما قول محافظ البنك المركزي المصري، ونشرت تلك التقارير في صحف مصرية. لا إصلاحات اقتصادية حقيقية، لا مبادرات تبحث عن حل، بل أجواء تخوينية في الإعلام تحول دون فتح حوار مجتمعي للخروج من الأزمة.

يقدم الأكثر تشاؤماً قصة قناة السويس الجديدة نموذجاً، والتي سمّتها وكالة "بلومبرغ" "هدية مصر للعالم الذي لا يحتاج إليها". فيقول: "لو كان العالم يحتاج إلى هذا المشروع لاصطفت الدول المستفيدة من القناة والمؤسسات المالية تعرض قروضاً أو مشاركة لتنفيذ المشروع، إنه هدر لمال شحيح لن يجود الزمان مرة أخرى بمثله في غير موضعه".

تركنا الصحافة العالمية والمعارضة المصرية التي تنمو باضطراد في الخارج، ولم تعد قاصرة على "الإخوان" وحدهم يتحدثون، وبالطبع حديث المعارضة مشكوك فيه، إذ إنه مسيس، ولكننا لسنا معارضة عندما نناقش أمر مصر، إنما أشقاء يريدون الخير لها إذ نراها جناحاً آخر في مسيرة إصلاح العالم العربي، وبالتالي نريدها قوية عزيزة.

لنترك الإعلام يتحدث عن مصر بحرية، ليس رداً على الصحافة المصرية التي ما فتئت تنتقد المملكة، ولا احتجاجاً على تجاوز رئيس مجلس إدارة "الأهرام" أحمد النجار على السفير السعودي لدى القاهرة الديبلوماسي الصبور المحب لمصر أحمد القطان. المملكة تاريخياً لا تحب المهاترات الإعلامية، وإنما نتحدث نصحاً لمصر، لأنها تهمنا.

لنناقش أوضاع المصانع المصرية المتعطلة عن العمل، إما لنقص في الوقود وإما لإضراب عمالها، نناقش كيف تتحقق الوعود بتوفير الغاز للمصانع بنهاية الشهر الجاري، وهل هناك دلائل على إمكان ذلك؟ ووعد آخر بخفض أسعار السلع بنهاية الشهر نفسه، وماذا يمكن أن يحصل لو كان مصير تلك الوعود، مصير مشروع القاهرة الجديدة نفسه، والمليون وحدة سكنية، وارتفاع دخل قناة السويس؟

لنحاول أن نفهم الموقف المصري المتباين مع موقف المملكة حيال الأزمة السورية، ولماذا يؤيدون بقاء بشار الأسد ومعه الغارات الروسية؟ لماذا لا يرون خطر خروج بشار منتصراً بأسنة حراب الإيرانيين، وهو ما يعني هيمنة إيرانية على سورية، الإقليم الشمالي لمصر؟ ليس في زمن عبدالناصر فقط وإنما في كل أزمنة قوة مصر، منذ صلاح الدين الأيوبي فالمماليك، فمحمد علي باشا، معارك مصر الكبرى دفاعاً عن مصر وعن الأئمة كانت كلها في الشام، فكيف تقبل أن تقع في يد إيران؟ لماذا لا ترى ما تراه السعودية، وكلتاهما تتشارك في الشام؟ فما من عاصمتين تعتبران سورية جزءاً من أمنهما الاستراتيجي مثل الرياض والقاهرة!

إننا لا نخدم مصر ولا قيادتها بهذا الصمت، فهي تحتاج إلى كلمة حق، لقد حان الوقت لأن نقرأ الصورة المصرية كما هي، ليس كما نتمنى..
Read More

السبت، 7 نوفمبر 2015

السيسي من السفاهة إلى التفاهة الشرعية لا تستمد من زيارات الغرب

نوفمبر 07, 2015 0

أبو يعرب المرزوقي
تونس في2015.11.06

1-يمكن للسيسي أو من يماثله من السفاحين أن يزور كل بلاد الغرب فينزل ضيفا مبجلا ومكرما. فهل يحقق له أدنى شرعية؟ الأولى أن نسأل : هل لمستقبليه صفة خلقية تستمد منها الشرعية؟
2-مم العجب من استضافة حكومات الغرب للمجرمين من حكام الاستبداد والفساد؟هل يغفل المتعجبون عن كونها هي التي اختارتهم وتنصبهم ليخدموها؟ وأي معنى للكلام على تناقضها إذ تفعل؟
3-المتناقض ليس الحكومات الغربية فذلك دأبها بل النخب العربية التي منذ القرن التاسع عشر تتصور الغرب إذ يحمي بعضها ضد البعض هدفه خدمة الحق والخير.
4-فبريطانيا لم تشعر بأن استضافتها للسيسي مكلفة. هي رابحة مرتين: ترضي من يبتزها (إسرائيل ولوبياتها) ومن يدفع لها (عرب الثورة المضادة).
5-ونفس الأمر يقال عن تهمتي الإرهاب والتكفير: فأنظمة العرب المستبدة تستمد منهما مبررا لدوام النعمة فلم تريدون من الغرب أن يفعل العكس؟
6-الغرب يحكم العالم بالإرهاب والإرهابيين الذين هم مجرد أداة لديه ولدى من نصبه من الحكام غير الشرعيين. وإيران وإسرائيل استهوتهم اللعبة.
7-أعجب من الإسلاميين المصريين الذين ينتظرون من الغرب نصرة وهم يعلمون أنه هو الذي نظم الانقلاب ضدهم ويحاولون أن يثبتوا أنهم سلميون.
8-منطق الغرب ضد محاولي إثبات سلميتهم هو منطق الأعرابي الذي خان الأمانة وقال لصاحبها الذي حاول إثبات هويته: والله لو نزعت جلدك ما عرفتك.
9-ونعلم أن كل انظمة الاستبداد والفساد تدعي أنها تطبق القانون وأن كل من يرفض اجرامها إرهابي أو خوارج. والإرهابيون والخوارج هم هم. إذ لا خروج إلى على الحكم الشرعي. الحاكم غير الشرعي هو الخارج عن الشرعية. 
10-وإذن فهو الخارجي والإسهابي ومعه حاميه الاستعماري. والكل يعلم أن جميع حركات التحرير اتهمت بالإرهاب. لكنها لما فرضت إرادتها صارت حبيبة الأنظمة التي كانت تتهمها بالإرهاب. الإرهابي هو المحتل.
11-الإرهاب هو الظلم والعدوان سواء بنفي حقوق المواطن في السياسة الداخلية أو حقوق الأوطان في السياسة الدولية: الثورة عليهما حق وواجب خلقي.
12-أذكر أنه مباشرة بعد حادثة 11-9 طلبت جريدة الحياة من بعض المثقفين أن يبدو رأيهم- وصادف أن كنت من بينهم- فكتبت أن هذه فرصة ستستغلها الأنظمة أكثر من الغرب وستتحالف مع المسيحية الصهيونية وإسرائيل وإيران ضد شعوبها.
13-فالأنظمة العربية أصبح بوسعها أن تحيد حتى بقية النفاق الغربي المتعلق بحقوق الإنسان لأنها ستسم كل من يدافع عن حقه بأنه إرهابي فيمر كل شيء . كانت أهم موضوعات الدبلوماسية العربية : ألم نقل لكم؟
14-ذلك ما حصل: فقد باتت الأنظمة تعتبر الغرب محجوجا لأنه لم يسمع رأيها ولم يتعلم منها كيف يعامل هؤلاء المتنطعين واللاجيء بعضهم إليه. سمع الغرب فأطلق أيديهم.
15-بل أكثر من ذلك صاروا يجمعون له كل ما يطلب من المعلومات حول أي إسلامي حتى لمجرد أن يتعبد. وخففوا عليه مهمة التعذيب والسجن فنهضوا بها.
16-وقد أمد ذلك في عمر الكثير من الأنظمة إلى أن حصلت الثورة في تونس. فبدأت الأنظمة تتهاوى. وحينها شعر الجميع بالخطر فالتحم مجرمو العالم.
17-بطبقاتهم الخمس: الغرب وذراعاه ومليشياتهم والممولون ونخب الدول العميقة في كل الوطن العربي. ولولا خطأ إيران في اليمن لتواصل الرز للسيسي.
18-لذلك ولعلكم تذكرون شكرت إيران التي كانت مضطرة للكذب على شعبها بأنها تنتصر بالاتفاق النووي فأعلنت أنها حققت انتصارات في 4 عواصم عربية.
19-وصادف وهذا من نعم الله أن السعودية حصل فيها تغير سعيد: جاءها ملك مؤمن وصادق وصالح فحل مشكلتين: أزمة النظام بالتشبب وإيقاف تمدد إيران.
20-لهذه العلة وحدها اعتبرته أجدر ملك سعودي بابيه: فالأب وحد الجزيرة أو جلها وهو حماها مما كاد يفرط عقدها بتمادي إيران من الإحاطة بها لخنقها.
21-أملي الوحيد أن يكون الشابان اللذان اختارهما لإحداث تواصل الأجيال والتشبيب متصفين بطموح الجد وبحكمة الأب ومؤمنين حقا بالقرآن والسنة. فقد يخرج منهما من يسترد كرامة الأمة.
22-فإذا توفر هذان الشرطان فلا إيران ولا إسرائيل ولا الغرب ولا أي خروج على الامة يمكن ان يفت في عضد من يرجع إلى شباب الأمة طموح العظمة: فمن دون رسالة سامية لا معنى للوجود.
23-فالشباب بجنسيه لا يجنح للثورة فيخرج على الحكام إلا بسبب الظلم والقهر وعدم المشروع الذي يملأ جوانحه بحب العظمة التي تحمي الأمة وترعاها. هم اليوم أكثر من كل الأجيال السابقة وعيا بالرسالة.
24-هل كان الشباب يجتذبه العمل غير المنظم ودون استراتيجية تحقق تحقق مشروع الاستئناف لبناء أمة بحجم ما كانت لو وجد لذلك صدى عند الأنظمة؟ جربوا وسترون كيف توجه كل سهامهم إلى الأعداء.
25-هل كانت الأمة تخسر كل هذه الدماء الزكية لو كانت بحق في إطارخطة بناء بالاجتهاد والجهاد الهادف إلى تحقيق مشروع يشبع طموح الشباب المؤمن.
26-أما كان العرب في الجاهلية يتقاتلون ويتناهبون ويتغازون ويعتدي بعضهم على بعض أرزاقا ودماء وأعراضا؟ ما الذي أوقف ذلك؟ مشروع الرسالة.
27-فليعد المشروع وسترون أن كل الشباب مهما عبتم عليه من تنطع سينضوي فيه وسيكون عمله بحق اجتهادا وجهادا من أجل رسالة كونية تشبع طموحه ليكون جديرا باسم خلف أحسن سلف.
28-هل يعقل أن تصبح نخب الأمة-ترضية لمن يحتل أرضها وينتهك عرضها-أبواق دعاية ضد خيرة شباب الأمة الذين يضحون بحياتهم لحماية الدار من العار والدمار.
29-قد يكون بعضهم طائشا وقد يكون بعضهم خاضعا لتغرير من مخابرات أعداء الامة. لكن المسؤولية عندئذ تقع على الأنظمة ومخابراتها العاجزة إلا في خدمة المستعمر وأذنابه.
30-أنا واثق من هؤلاء قلة من هؤلاء الشباب لو وجدوا من يثق فيهم ويعاملهم باعتبارهم من شروط قوة الأمة سيكون فعلهم من جنس البناة الأوائل: فشباب الأمة يسترد معاني البطولة والرجولة.
31-شباب الأمة عامة وشباب العرب خاصة يقاومون في كل اصقاع الأرض من جنوب شرق آسيا إلى غرب العالم الإسلامي. وهذا فضل من الله فلا تدنسوه بجوقة الدعاية التي تشاركون فيها الأعداء وعملاءهم من مليشيات إيران وإسرائيل العربية.
32-ولا تصدقوا ما يقال عن أنظمة التعليم والقيم القرآنية. فهي أكثر سلمية من أي نظام في العالم: عنف السينما الأمريكية وفسادها أكبر دليل على التربية العنيفة وثمراتها في المدارس معلومة للجميع.
33-مهما قيل عما يسمى إرهابا فهو لم يجرم واحد في المليون من الاجرام الغربي حتى في ما بينهم حربا وسلما: فقتلى انفلات السلح في أمريكا أضعاف ما يتهمون به الشباب الذي يقاوم الاستبداد والاحتلال داعمه الإيراني والروسي.
34-أعداد القتلى في الصراع الطائفي سببها استعمال أمريكا للطائفية التي لم تكن موجودة أصلا قبل استقدام الخمييني من فرنسا بطائرة خصصها له جيسكار داستان -رئيس فرنسا-لإفساد ثورة إيران المدنية.
35-وقبل التدخل الأمريكي والإيراني لم يكن العراقيون والسوريون يعرفون مثل هذا العنف الذي سببه النظامان وايران ومليشياتها وليس الشعبين.
36-وها نحن نرى الشعب العراقي في ثورته الحالية ضد الملالي وإيران يريدون التحررمن الطائفية لكن النظام وإيران وأمريكا يقنصون قياداتهم قنصا.
37-وها نحن نرى أن الأنظمة العربية الأخرى لا تمد لهم يد المساعدة في ثورتهم المدنية لتحقيق الصلح واستئناف ثورة الربيع العربي في العراق.
38-الخوف هو أن تتحالف إيران مع الأنظمة التي تخاف الربيع: لكنه آت آت ولن يستثنيى إيران. فشباـبها بجنسيه لا يمكن أن يقبل بالملالي والمافية وهو يتوق لنفس ما تاقت إليه أنفس شبابنا.
39-شباب الشرق كله لم يعد يقبل أن تحكمه مافيات من جنس الجيش المصري والسوري والعراق والحرس الإيراني ومليشيات الحشد يريد الحرية والكرامة.
40-فلنكن نحن العرب كما فعلنا أول مرة حررنا كل الشعوب التي صارت مسلمة من لعبودية كما قال رسول الفاتحين:اسياد لا رب لنا إلا رب العباد.
41-لنكن منبع المعايير القيممية فنتحرر من الخضوع لمعايير زائفة تفرض علينا: فلو قبل المسلمون أول مرة بمثل هذا الموقف لصاروا كلهم مناذرة وغساسنة بدل استئناف التاريخ البشري من رأس.
42-الأمم الحرة لا تنتظر من غيرها أن يلطف بها أو أن ينجدها بل تعمل بالآية 60 من الأنفال حتى تكون مهابة الجانب لا يجرؤ أحد على العدوان عليها.
43-لن يقبل الشعب بأن يحكمه حمار مثل السيسي. كنا جميعا في هذا الوضع قبل الثورة فكنا نهان ممن فرضهم الاستعمار علينا من "البهائم". موجة الثورة القادمة ستحرر مصر من الحمير وعملائهم من النخب الأمية التي تسيطر على الشعب ومعها بقية العرب.
Read More

الخميس، 25 يوليو 2013

الآن حصحص الحق - أبو يعرب المرزوقي

يوليو 25, 2013 0

منزل بورقيبة في 24 - 07 - 2013

دعا السيسي في خطابه اليوم شعب مصر العظيم إلى الفتنة. فكان ذلك البرهان الحاسم على الخيانة والمؤامرة. وهو يظن أن الحرب الأهلية التي دعا إليها ستحمي انقلابه والعملاء الذين يساندونه فيصبحوا قادرين على الصمود أمام فزة شرفاء مصر. لذلك فالواجب على كل شريف أن يحي شعب مصر العظيم وأن يترحم على شهداء الميادين سادة وسيدات وأن يعتبر نفسه جنديا في هذه المعركة الحاسمة في تاريخنا الحديث. 

وينبغي ألا نعجب من المشنعين على مسطري ملحمة الاستئناف التاريخي العربي خاصة والإسلامي عامة تشنيعا يقلب كل الحقائق إذ يقتل الصامدون في الميادين ويتهمون بالإرهاب ممن لم تمس منهم شعرة. لكنهم سيهزمون حتما بإعلامهم وبلطجيتهم وبعض الخونة من قيادات الجيش والأمن. فبقيادة لها كل هذه الغباوة لن يكون مصيرهم إلا بين اثنتين: 

فإما أن يهزموا في مصر وكفى الله شر القتال وهذا شبه مؤكد وهو ما يمكن أن يقلل كلفة المعركة التي لا بد فيها من انتصار نهضة العرب والمسلمين والخروج من عهد الفاشيات والحكومات العسكرية التي رأينا ما أحدثته من دمار في جل أقطار الوطن.

وإما أن المعركة ستعم أقطار الربيع العربي المتجاورة الثلاثة على الأقل فتكون بداية وحدتها التحريرية الحقيقة ومن ثم التأسيس الملحمي لنواة الأمة القادرة التي ستحرر كل الأقطار العربية الأخرى لتعيد الأمة إلى دورها التاريخي في قلب العالم. 

فاطمأنوا أيها الشباب المجاهد لأن النصر آت لا ريب فيه. فما ترونه من العملاء الآن يا شبان الثورة وشاباتها رأينا مثله وأكثر قبلكم نحن الذين عاصرنا حروب التحرير رأيناه من آبائهم وأشباه آبائهم: فهم أبناء عملاء الاستعمار وأحفادهم وأبناء كل المستعمرين ذهنيا وروحيا أو الطامحين للتشبه بهم تحقيقا لغاية العبودية عبودية المغلوبين روحيا ووجوديا. 

فالاستعمار لما تبين له قرب الهزيمة على أيدي الأبطال الذين حاربوه وهم جميعا من الإسلاميين بمعنى المؤمنين بالانتساب إلى أمة الإسلام والساعين إلى تحريرها ممن كانوا لا يرون فيه إلا مواصل حروب الصليب تحالف مع عملائه-وهذه تجربة المغرب العربي وقد خادعوا شعوبهم فاستعملوا الخطاب الإسلامي للاندساس في المقاومة حتى ينقضوا عليها بمساعدة المستعمر-لينوبهم في إتمام مهمته الساعية لمسخ روح الأمة عله يحقق بذلك آخرة مراحل الانتصار في الحرب على المسلمين: الهزيمة الروحية المتمثلة في التخلي عن الحصانة الذاتية وتقمص نموذجه نهاية حتمية في التبعية الروحية (المرحلة الأخيرة من مراحل الحرب حسب نظرية كلاوسفيتس الاستراتيجية: الجيش فالأرض فالروح).

أما سلوكه في المشرق العربي لتحقيق نفس الغاية فكان عن طريق الانقلابات العسكرية التي أعطت الحكم للأقليات العميلة وخاصة في الشام وحتى في العراق أو من المنبهرين بالخواجات كما في مصر الخمسينات أعني النخب العميلة التي تعادي الإسلام والمسلمين ويحولون دونهم واستئناف رسالتهم في التاريخ الحديث. فكان استعمال القومية العربية وجعلها صراحة معادية للإسلام حصان طروادة لإدخال الفوضى في روح الأمة و الدفع بها في الطرق المسدودة الحائلة دون كل تطور حضاري الذي يتنافى مع الفاشية العسكرية التي يريدون إبقاء العرب خاضعين لها في المشرق والمغرب على حد سواء.

لذلك فميادين مصر وكل من يوجد فيها لمقاومة الانقلاب والدفاع عن الدولة المدنية والشرعية الدستورية يمثلون المعركة الحاسمة لتحديد رسالة الربيع العربي وقياداته (الأمرين اللذين ما كانا ليتبينا لولا هذا الانقلاب الذي سبق أن قلنا إنه علينا أن نشكر أعداء الثورة عليه). وتلك هي العلامة الصادقة على استعادة المبادرة التاريخية بعد أن أتمت الأمة شرط شروط إحياء الحصانة الروحية: إحياء يتضمن بالضرورة المشترك الكوني من القيم التي تقوم بها كل حضارة وتتجاوزها بفضل تحريرها من توظيفها الاستعماري. 

وشاهد هذا التوظيف هو هذه النخب العميلة التي هاجر بعضها معه عند جلائه وبقي بعضها الآخر. ويكفي أن تسمع ما في خطابهم من كراهية بلغ حد العنصرية وحرب على الهوية لكأن الإسلامي ليس من أهل البلاد فتسمح بعض المتفيقهات مفاخرات بأنهن قد قلن إنهم ينبغي أن يرحلوا والبعض الآخر يصفهم بكونهم جرذان وكلاب. 

لكنهم بفعلهم هذا مازوا أنفسهم فباتوا هم الغرباء بإطلاق في أوطاننا تماما كما حصل في أكثر من بلد عربي عندما انحازت بقايا الحروب الصليبية للاستعمار لما حل ببلداننا لظنهم أنه مخلد فيها واضطروا للجلاء معه لما هزم في أكثر من معركة. والمعركة الجارية حاليا هي الحاسمة. لذلك فقد كان من الواجب أن تحدث في مصر حتى وإن كانت شرارتها قد حدثت في عاصمة الفتح في الغرب الإسلامي.
Read More