Hot

الأحد، 6 يناير 2013

أعداء الثورة من هم ؟ وكيف يمكن أن نفسد عليهم خططهم ؟ 03 من 04

أعداء الثورة من هم ؟ وكيف يمكن أن نفسد عليهم خططهم ؟ 03 من 04 - أبو يعرب المرزوقي طبيعة الخطة التي يتبعها أعداء الثورة كانت خطة أعداء الثورة وسياستهم المحكمة بعد فشلهم الذريع في الانتخابات التي لم تفد فيها كل المناورات لتحجيم إرادة الشعب متمثلة في تفجير تلك الألغام التي وضعتها حكومتا الغنوشي وحكومة السبسي (من ذلك مثلا أن جل الاتفاقيات التي وقعت بين وزارة التربية والنقابات تمت بين غرة ديسمبر ومنتصفه أي بعد معرفة نتائج الانتخابات أقول من أسبوعين قبل تنصيب الحكومة الجديدة تمت من دون اتباع الإجراءات القانونية التي تجعلها اتفاقات ينطبق عليها مبدأ تواصل الدولة: وهي لو اتبعت الإجراءات القانونية لتبينت استحالة تطبيقها من دون مضاعفة ميزانية وزارة التربية) تفجيرها الواحد بعد الآخر مع مواصلة السيطرة على أداتي كل فعل سياسي خاضع لخطة سياسية محكمة أداتيه المضاعفتين كلتيهما والمدعيتين كلتاهما بأنهما من قام بالثورة ومن يدافع عن قيمها مع عمل كل ما في الوسع لإفشالها: الأداة الأولى هي التحالف بين المافيتين المتحكمتين في ثروة البلاد ليواصلوا امتصاص دم الشعب: 1- مافية رجال الأعمال 2- ومافية رجال العمل والطريقة مفضوحة كما يدركها الجميع: هي تأزيم الوضع الاجتماعي بتعطيل الآلة الاقتصادية استثمارا وإنتاجا ومنعها من العودة إلى سالف نشاطها حتى لا يتمكن الحكم من تحقيق مراحل الانتقال الديموقراطي بشرطيه العادلين أعني المحاسبة فالمصالحة. والأداة الثانية المصاحبة لها والممولة من المافية الأولى والمعضودة من المافية الثانية هي أداة صنع الصورة الكاريكاتورية للحكم الجديد. وهذه الأداة هي بدورها أداة مضاعفة إذ هي عين الحلف بين المافيتين الأخريين أعني: 1- بعض ما يسمى بالمجتمع المدني الممول من الخارج 2- وبعض ما يسمى بالإعلام المحلي والأجنبي المتحالف مع المضادين للثورة والخائفين من خروج تونس وليبيا ومصر وكل الوطن العربي من التبعية وتحقيق شروط الاستقلال الحقيقي بمستوياته العميقة أعني الاستقلال الاقتصادي والثقافي. ولا يتصور أحد أن هذه المافيات على وزنها الظاهر تمثل بقواعدها لقدر مهم من الشعب التونسي أو لوزن حقيقي لو أن أصحاب الثورة لم يصبهم شيء من الجبن أمام ضوضاء الإعلام وكثرة الابتزاز بالأزمة الاقتصادية التي هي من صنعهم بما عطلوا الآلة الإقتصادية إما مباشرة بالتحركات المريبة أو بصورة غير مباشرة بالشائعات التي تخيف الاستثمار: إنما هم أقلية تمثل بطانة النظام البائد التي بقيت بعد سقوط رأس المافيات وأصلها الظاهرين وبقاء الرأس والأصل الخفي الذي صار الجميع من أصدقائه بمن بدأوا يفقدون شرف المقاومة الماضية طمعا في كرسي مقبل مع أصحاب هذه الاستراتيجية. وبذلك فقد اجتمعت أربع مافيات يحركها الرأس والأصل الخفي في ما يسمى بالمافيات العميقة وكلها متآلبة على الثورة وأهلها من أبناء الشعب المسحوقين ومتآمرة تآمرا لا يخفى عن أي تونسي مهما كان عديم الثقافة السياسية. ولو كان في قيادة الثورة من لهم الحزم الكافي من جنس ما أقدم عليه رئيس مصر لما بقي للمتآمرين ذكر. فأغلبية الشعب لا تقبل بمثل هذه التصرفات الرعناء بل هي مستعدة لمقاومتها إذا كان لمباشري الحكم الحزم الكافي في إدارة الشأن العام والشجاعة الكافية للتصدي للتلاعب بمصير الأمة فيتحملون المسؤولية التاريخية دون اعتبار للمصالح الحزبية. لذلك فعلينا أن نحلل آليات عمل أصحابها حتى نتمكن من التغلب عليهم قبل أن يصلوا إلى جوهر غايتهم المتمثلة في إيصال الشعب إلى اللامبالاة بما يجري أو إلى التحسر على ما فات غايتهم التي يعتبرون مصيرها مترددا بين الحلين التاليين وكلاهما يعتقدون أنه يعمل لصالحهم: فإذا لم ينجحوا في فرض حرب أهلية بين الإسلاميين أي بين النهضة والسلفية تريحهم منهم جميعا بأقل التكاليف. فوضع الحكم الحالي بين خليتين: 1- إما ترك البلاد نهبة لسلفية اللحى الاصطناعية التي اختلقوها مواصلة لما بدأ به النظام السابق للحصول على التأييد الدولي تشويها لكل ما هو إسلامي بتجنيد مجرمي الحق العام وبقايا مافيا المخدرات والمسكرات 2-أو استعمال قوة الدولة لمحاربة ما يسمى بالسلفية "بوه على خوه" ودون تمييز لعل ذلك يكفي هؤلاء "السفهاء" شر القتال. فإنهم لن يترددوا في جر البلاد إلى أزمة لا مخرج منها إلا بحرب أهلية يتصورونها في الغاية لصالحهم حتى لو أتت على الأخضر واليابس. ذلك أنهم يعتقدون أن التوكيد على أن أصلها هو الإرهاب الإسلامي بما يخلقون له من كاريكاتور سيفرض على الغرب: 1-خنق الثورة بالابتزاز الاقتصادي وشح المساعدات 2-وإذا لم يفلح بذلك في إيقاف المد الثوري التدخل ليحسمها لصالحهم بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان قيم الحداثة. لذلك تراهم الآن يعجبون من عدم تجند الغرب لهذه الفرضية بل هو يشددون النكير على كل باحث غربي يحاول تخليص أصحاب القرار من هذا الفهم المغلوط للعلاقة بين الغرب والإسلام. وهذه الاستراتيجية التي اتبعها الاستئصاليون من جنرالات الجزائر مقلدين فيها بغباء خطط جنرالات أمريكا الذين برروا بها محاولاتهم لاحتلال جغرافية الطاقة في العالم الإسلامي لم تعد مثمرة لو كانوا يعلمون. فأمريكا هزمت في كل حروبها الخشنة وهي تحاول بعملائها في الحرب بالقوة الناعمة أن تحقق ما فشلت فيه بالقوة العسكرية. والتآلب على الربيع العربي علته أن أصحابه أنهوا كل إمكانية لهذه الخطة: فهم قد تبنوا بناء الدولة المدنية والحقوقية والديموقراطية لئلا يتركوها وسيلة بيد العملاء الذي أعدتهم أمريكا فتصنع على مقاس من تستعمله أمريكا لاحتلال البلاد العربية بالقوة الناعمة. الربيع العربي قلب السحر على الساحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق