Hot

الأحد، 6 يناير 2013

أعداء الثورة من هم ؟ وكيف يمكن أن نفسد عليهم خططهم ؟ 04 من 04

أعداء الثورة من هم ؟ وكيف يمكن أن نفسد عليهم خططهم ؟ 04 من 04 - أبو يعرب المرزوقي عملاء الاستعمار ونفاقهم الوطني لما كانت أمريكا قد يئست من احتلال الجغرافيا الطاقية وأهمها موجود في العالم الإسلامي دون كلفة تفوق الحصول عليها بمقتضى العلاقات السلمية مع أهلها كما تبين من تجربتها في البلاد التي استعملت فيها القوة الخشنة (العراق وأفغانستان) وكانت لا تزال محتلة لها في البلاد التي خرج منها المجاهدون الذين هزموها (المقاومة الإسلامية القادمة من كل بلاد العرب عامة والخليج خاصة) فإنها مضطرة لاستعمال القوة الناعمة لأن الحرب في هذه البلاد تجعل المطلوب يصبح ممتنع الاستعمال: فلا يمكن احتلال الطاقة بالقوة في شعوب الجهاد أصل من أصول فكرها فيحول دون نقلها المشروط بالسلم. لكنها حتى هذه الحرب الناعمة خسرتها بفضل الربيع العربي وخسرها كل من يعول عليها في خوضها. فالربيع العربي قام بما يمكن أن يسمى حربا استباقية فحال دونها وكل إمكانية لربحها: وقد حصل ذلك في مركزي المغرب والمشرق العربيين أي في تونس وفي مصر وعلينا استكماله لئلا تخسر الأمة هذه الفرصة الثانية في تحقيق أهداف الاستقلال بكل أبعاده السياسية والاقتصادية لتربوية والثقافية وكل ذلك رهن ما بقي لنا من عدم تبعية روحية هي التي يحاربه أذناب الاستعمار عندنا وفي كل بلاد العرب ممن يزعمون الكلام في الحداثة وهم أكثر تخلف حتى من الهنود الحمر لأن هؤلاء على الأقل بقوا محافظين على المناعة الروحية وقاوموا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا فماعشوا أشرافا وماتوا كراما. لذلك فأعداء الثورة أُسقط في أيديهم وهم يحاولون تشويه هذا النفس الثاني من تحرير الوطن العربي والعالم الإسلامي بعد اليأس من ربح الحرب الناعمة التي خسروها بمجرد حصول ثورة الربيع العربي التي يتهمونها بالعمالة للغرب رغم أنهم هم الذين يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الحرب العسكرية بإحياء كاريكاتور الإرهاب الإسلامي وتلك هي قمة العمالة للغرب: وهذا الإحياء فاشل لا محالة لأن الحرب بين صفوف الإسلاميين لن تقع. فالسلفية الصادقة ستقبل بقواعد العمل السياسي السلمي في تونس كما فعلت في مصر وهي ستتخلص ممن اندس في صفوفها من مجرمي النظام السابق وبقاياهم الحاليين. وإذا كانت أوروبا عامة وفرنسا خاصة يوجد فيهما بعض ممن لا يزال يميل إلى إمكانية هذه العودة إلى الحرب الخشنة فإن أمريكا التي هزمت في هذه الخطة أصبحت يائسة من منها. وهي مضطرة بعقلها البراجماتي للبحث عن حلول سياسية تراعي مصالحها بشروط التعامل بين الشعوب كما هو شأن العلاقات الدولية التي تصبح ممكنة بعد الاختبار الكوني لعلاقة القوى بعضها بالبعض. فأمريكا جربت المسلمين وقياداتها أدركت بعد طول تجريب أننا أمة شديدة المراس وأن مصلحتها تقتضي التعاون معنا بدل الصدام خاصة والأخطار التي تهددها ليس مصدرها المسلمون بل هي صادرة عن الأقطاب الجديدة التي يمكن أن تنافسها على ما في أرضهم من ثروات فيكون من مصلتها التعاون مع أصحابها بدلا من تأليبهم ضدها فيتحالفوا مع الأقطاب الأخرى. لكن ذلك لا يعني أن أمريكا سياستها بريئة أو هي تعمل لوجه الله (لم يعد المسلمون سذجا كما كانوا في بدايات القرن الماضي) بل هي ستحاول تلغيم الربيع العربي حتى تقايضه أفضل مقايضة لصالحها. وهذا أمر شرعي بين القوى. ولسنا بالغافلين عن التعامل معه بما تقتضيه مصالحنا. فالحيل السياسية ليست حكرا على الأعداء. أما سخافة العداوة بين بقايا الأنظمة الفاشية التي أفسدت الدعوة العروبية بينهم وبين الأمريكيين العداوة التي يدعيها من نعلم أنهم عملاؤها بدليل تمويلها لحلفائهم من بقايا الفاشية الشيوعية أو من صار منهم ليبراليا فهي من المزايدات الصبيانية التي تجعل البعض يزور إسرائيل ويطالب بكتابة تجريم التطبيع في الدستور. المهم هو أن أمريكا لم يعد بوسعها أن تستعمل إلا فنيات الحرب الناعمة من أجل تحقيق ما تسعى إليه من المكاسب. وأداتها الوحيدة هي تخويف العرب الذين بيدهم الثروة الطاقية من عرب الربيع العربي حتى تستفرد بالفريقين: دعوى حماية أغنياء الخليج من طمع فقراء الربيع ودعوى مساعدة فقراء الربيع للمحافظة على الرمق. والغريب أن عملاء الاستعمار في تونس وبنفاق لا يخفى حتى على الغافلين يوهمون الرأي العام أن دوافعهم في التحقير من العرب الآخرين والهجوم على التعاون بيننا وبين أخوتنا في الخليج هو الغيرة على استقلال الوطن من استعمار بدوي ووهابي يرونهما أخطر على تونس ممن يحتمون بهم من مستعمري الأمس. والغريب كذلك أن من يعيش منهم على فتات هؤلاء العرب يدعي أنهم متخلفون بالقياس إليه وهو أجير عندهم أو عند من هو أجير عندهم: وهو لا يدري أن نخبه الحديثة التي تعملت في الغرب المتقدم وليس في الغرب المتخلف الذي تعلموا هم فيه أكثر منه انفتاحا على العالم كله شرقيه وغربية العالم الذي لا يرى منه هو إلا فرنسا التي لم تعد تمثل أفضل ما في الغرب حتى في ما يتعلق بالديموقراطية وقيم حقوق الإنسان فضلا عن التقدم العلمي والتقني والاقتصادي. لم أر أسخف من هؤلاء الذين يحاولون بكل الطرق تشويه التعاون العربي فتصبح مساعدة تونس لقطر بالخبرة العسكرية ارتزاقا تهمة توجه إلى أهم مؤسسة من مؤسسات الوطن أعني الجيش الوطني الذي لولاه لكانت تونس كالحال في بعض البلاد الأخرى غارقة في حمام من الدم. ومثل هذا الكلام ينبس به أساطين الارتزاق الإعلامي والفكري استهانة بكرامة جيشنا الوطني. كما أن كل مساعدة اقتصادية لتونس عربية عامة وقطرية خاصة صارت تعتبر احتلالا وهابيا لكأن قطر صارت إمبراطورية العصر التي لا تغيب عن أساطيلها شمس. لكني أراهم يرقصون فرحا بتمتين التبعية للغرب عامة ولفرنسا خاصة ولمافية المال القذر بالأساس المافية التي تجعلهم هم المرتزقة في الحرب التي تخاض على قيم الأمة مدعين الدفاع عن المرحوم بورقيبة بعد سكوتهم عن إهانته لمدة أطول من مدة أهانته الاستعمارية إهانته من النظام البائد الذي يعملون بكل قواهم لصالح قياداته الخفية والعلنية دون احترام لشرف المهنة الإعلامية والمصلحة الوطنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق