Hot

الجمعة، 24 يناير 2014

من المسيح الدجال؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المسيح الدجال؟ والى اين سوف ينتقل بعد ان يقتله النبي عيسى عليه السلام؟

يرجى ملاحظة أن الاجتهاد التالي للشيخ عمران حسين حول "من الدجال؟ وما مصيره؟" هو بناء على دراسة للقرآن والسنة النبوية لسنوات طويلة، واجتهادٌ متفانٍ وبإخلاص إن شاء الله لمعرفة الحق، لمحاولة بلوغ مرحلة الإحسان، وقد يكون جزء من او كل التفاصيل التي توصل إليه صحيحًا وقد يكون خاطئًا، وهو من الاجتهاد المسموح به إن شاء الله، وليس لأي أحد أن يخوض في هذه المسائل بدون علم راسخ في الدين، وبالتالي معرفة نوعية الاجتهاد المسموح به في الإسلام وفهمها، وقد تمت ترجمته لغرض توسيع أفق التفكير، وإيضاح هذا الموضوع المعقد، مع اقتناعنا بأننا نحن عامة المؤمنين لا نحتاج إلى أي تفاصيل، ويكفي أن نعرف أننا نعيش عصر الدجال، حيث إن مظهر كل شيء أمامنا هو يختلف أو بعكس حقيقته، لذلك لا بد من معرفة كيف نتصرف للنجاة بأنفسنا وأهلينا من فتنة المسيح الدجال وجنوده وتابعيه، الذين أصبحوا الآن ليسوا من الغرباء فقط، وإنما من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وهم من حولنا في كل مكان.

التعليقات الوارده كتبها طلاب الشيخ عمران وهي ضروريه لتوضيح نقاط كثيرة في هذا المقال خصوصا لمساعدة من يعرف عن موضوع الدجال لأول مره، جميع التعليقات تحت عنوان تعليق وبين قوسين.

هذا مقطع مختصر من كتاب الدجال الذي يعمل على كتابته الشيخ عمران حسين، ولم يتم نشره بعد، وقد بعثه الشيخ عمران بناءً على طلبنا، ليتم نشره للمزيد من الفائدة والذكرى إن شاء الله تعالى.

من المسيح الدجال؟
عمران حسين

سوف نحاول في هذا المقال أن نجيب على سؤال "من الدجال؟" سوف تكون إجابتنا مأخوذةً من القرآن الكريم والحديث الشريف، ومن الكتب التي نزلت قبل القرآن الكريم، حيث يسمح للمسلم أن يتفحص المعلومات الموجودة في الكتب المنزلة السابقة، لأن القرآن الكريم نفسه في سورة البقرة يقول إنه تعالى يهدي من يؤمنون بالقرآن وبالكتب السابقة: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥﴾.

(تعليق: الشيخ عمران يقصد هنا هو الاطلاع من قبل الراسخين في العلم على ما تبقى من بيانات لم تحرف في الكتب السابقة - وهي التوراة والإنجيل - فيما يتعلق بآخر الزمان، والطريقة التي يعرف بها أنها لم تحرف إذا كانت متطابقة مع القرآن الكريم والسنة النبوية، والسبب في هذا أن هناك معلومات عن آخر الزمان خصوصا في التوراة لم تحرف، والمعرفة بها ضروري لتساعدنا بإذن الله على زيادة فهم هذه المرحلة النهائية الخطيرة جدا علينا من آخر الزمان، وبالإضافة إلى الاطلاع على المعلومات الصحيحة فإنه يتم الاطلاع على التحريفات الموجودة لمعرفة كيف يفكرون ومحاولة استنتاج كيف يتآمرون، وما خططهم وطرقهم الشيطانية للإفساد في الأرض، وطريقة عملهم لإخراج مسيحهم الدجال وذلك لتحذير المؤمنين، كما أنه بالطبع الاطلاع على الكتب السابقة بالصحيح والمحرف فيها يُترَكُ للعلماء الراسخين في العلم، وليس لأي أحد أن يحاول المغامرة للاطلاع على هذه الكتب ومحاولة التفريق بين الصحيح والمحرف بدون قاعدة صلبة من العلم والفهم بالدين الإسلامي، ومعرفة كاملة بالغث من السمين والصحيح من المحرف).

النبي محمد عليه الصلاة والسلام وصف لنا الدجال (المعروف لدى النصارى بعدو المسيح) أنه المخلوق الشرير الذي خلقه الله تعالى والذي سوف يولد في النهاية في عالمنا المادي الملموس على الأرض لأبوين يهوديين، والذي سيكون شابا قوي البنية يبصر بعين واحدة وهي اليسرى، وهو أجعد الشعر، وربما هذا يشير إلى جدائل اليهود الأرثوذوكسيين، وسوف يقول كذبا إنه هو المسيح الذي وعد الله اليهود بقدومه (تعليق: المسيح الحقيقي عيسى بن مريم الذي أتى إليهم وحاولوا قتله قبل نحو ألفين عام)، كما أن هذا المسيح الكذاب الدجال سوف تكون كلمة كافر مكتوبة بين عينيه على جبهته، وكل مؤمن يقرأ أو لا يقرأ سوف يستطيع قراءة كلمة كافر على جبهة الدجال، وستقوم طريقة عمله على اختبار الناس، وهو بعمله هذا يحاول أن يخدعهم ويدمر إيمانهم ويقودهم إلى نار جهنم، وهكذا فإن سلوكه وما يقوم به هو الشر. 

(تعليق: الشيخ عمران يقول إن عور العين اليمنى ليس حرفيا، وإنما رمز لانعدام الإيمان والبصيرة لدى الدجال وجنوده وتابعيه، لأن النظر بالعين اليمنى يرمز إلى بصيرة القلب، بينما الرؤية بالعين اليسرى ترمز إلى رؤية ظاهر الأشياء المادي وخارجها فقط، وهذا يعني انعدام البصيرة في القلب، أيضًا كلمة كافر المكتوبة على جبهته ترمز إلى أن المؤمنين الحق كما هو أنتم إن شاء الله تستطيعون أن تفهموا وتعرفوا من هو الدجال وجنوده، وتقرأون الكفر على جباههم، بينما الشعر الأجعد ربما يرمز إلى أنه سوف يكون يهوديًّا أرثودكسيًّا يطلق جدائل الشعر المجعدة على جوانب رأسه كما يلزمهم كتابهم بهذا).

ادعاء الدجال أنه هو المسيح سوف يكون باطلا، والقراء من مسلمين ونصارى يعرفون أن المسيح الحقيقي هو النبي عيسى عليه السلام والذي أتى لهذا العالم من أمه مريم العذراء. عندما أعلن النبي عيسى عليه السلام أنه المسيح رفضه أحبار اليهود الذين قالوا إنه ابن زنا ونعوذ بالله من قولهم هذا، لقد اتهموه بالتجديف والكفر، وحكموا عليه بالموت صلبا، ولكن الله سبحانه وتعالى أنجاه من ذلك ورفعه إلى السماوات، والتي سوف يعود منها في آخر الزمان ليحكم العالم من القدس. إن أكثرية اليهود اقتنعوا أنه فعلًا تم صلبه وقد مات، وهكذا تأكد لهم بلا أدنى قدر من الشك أنه لا يمكن أن يكون هو المسيح، لهذا فهم ما زالوا ينتظرون المسيح، وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يعترف اليهود بعد بأي أحد أنه المسيح الموعود، لقد ظهر أناس قالوا إنهم هم المسيح الموعود ولكنهم لم يحضوا بتصديق اليهود لهم.

إن أول شيء نعرفه عن الدجال هو في الكلمتين اللتين وصفه بهما النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهو أنه المسيح الدجال، إنه شخص سوف يدعي أنه المسيح، وبسبب أن القرآن الكريم يؤكد لنا أن المسيح هو النبي عيسى عليه السلام، فهذا يعني أن هذا الادعاء من هذا الشخص هو كذب، وهكذا فيكون هذا الشخص هو المسيح الدجال، ومن الواضح أنه خلقه الله تعالى خصيصًا ليتقمص شخصية المسيح الحقيقي ويخدع اليهود، ليصدقوا أنه هو المسيح الموعود.

إذا كان الدجال يجب عليه أن يظهر كرجلٍ في المستقبل ويدعي أنه المسيح هكذا بكل بساطة سوف يكون من الصعب أن ينجح في مهمته هذه، لأنه لن يصدق يهودي واحد ادعاءه أنه المسيح، ولكن حتى يحصل على قبول اليهود به أنه المسيح يجب أن يكون له سجل عام أنه ولد من أبوين يهوديين، والذي يجب أن يكون نسلهما من نسل يهودي أصلي، ويعود إلى بيت النبي داود عليه السلام، وذلك حسب الكتابات التي توجد لدى اليهود ( 2 صموئيل 29-7:1 )، وهذا يعني أن المسيح الدجال يجب أن يولد من أبوين يهوديين من بني إسرائيل، وهم اليهود الشرقيون وليس من اليهود الأوروبيين البيض، الذين لا يمكنهم الادعاء أنهم من نسل النبي داود عليه السلام، لأن الدليل العلمي يقول إن نسلهم وجيناتهم لا علاقة لها ببني إسرائيل أو النبي داود عليه السلام.

حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن قصة تميم الداريّ أخبرنا أن الدجال كان مقيدًا في جزيرة (والتي تعرفنا عليها أنها بريطانيا)، وعندما يتم إطلاقه فإنه سوف يعيش على الأرض أربعين يومًا، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع أو جمعة، وبقية أيامه مثل أيامنا، هذا يبين لنا أن هناك أربع مراحل في مهمته، المرحلة الأولى سوف تدوم خلال اليوم الذي كسنة، والمرحلة الثانية تدوم خلال اليوم الذي كشهر، والمرحلة الثالثة تدوم خلال اليوم الذي كأسبوع أو جمعة، والمرحلة الرابعة والأخيرة عندما تصبح أيامه مثل أيامنا. 

(تعليق: الشيخ عمران لا يحاول حساب المراحل الثلاثة الأولى كما حاول البعض، وإنما يقول إن المرحلة الأولى في بريطانيا هي فترة زمنية طويلة قد تصل إلى عدة قرون، والمرحلة الثانية في أمريكا فترة أقصر قد تصل إلى عدة عقود، والمرحلة الثالثة في الكيان الصهيوني في فلسطين عندما يصبح هذا الكيان حاكمًا على العالم وهي قصيرة، وقد تدوم فقط عددًا من السنوات قبل أن يخرج الدجال في المرحلة الأخيرة كبشر في أيامه التي كأيامنا، وهي ليست 37 يوما ما تبقى من الأربعين يوما، وإنما مدة لا يعلمها إلا الله سبحانه، ولكن يبدو أنها قصيرة جدًّا قبل أن ينزل النبي عيسى عليه السلام ويقتله).

عندما تصبح أيامه مثل أيامنا فهذا يعني أنه يصبح في عالمنا بفضائه ووقته، وعندما يصبح في عالمنا ببعدنا الفضائي والوقتي فإننا سوف نستطيع أن نراه بالشكل البشري، قبل هذا في مراحله الثلاثة الأولى عندما تكون أيامه ليست مثل أيامنا فإنه يكون معنا على الأرض مثل الجن والملائكة الذين على الأرض، كمثال الملكين الراصدين لأعمالنا عن يميننا وشمالنا، ولكنه مثلهم ليس في بعدنا الفضائي والوقتي، لذلك لا نشعر به ولا نراه، كما لا نشعر بهم ولا نراهم.

سوف يدعي الدجال أنه هو المسيح، وهكذا يدعي أنه نبي الله، وهذا معصية وذنب عظيم جدا، فمسيلمة الكذاب وغلام مرزا القدياني قالوا عن أنفسهم نفس الادعاء، وبهذا أصبحا دجالين وكذابين. 

هذا المقال الموجز يجيب على السؤال: هل الدجال بشر حقا؟ حتى ونحن نعرف أنه سوف يخرج كبشر؟

نحن نرفض الرأي المتعارف عليه وهو أن الدجال بشر من بني آدم، وهذا يعني أنه مثل بقية البشر سوف يتم بعثه وحسابه وعقابه يوم القيامة لأنه سوف يموت كافرا كذابا. ونحن نسأل بعض الأسئلة حول هذا والتي يجب أن يجيب عليها هؤلاء الذين يصرون على أن الدجال بشر من بني آدم. في الحقيقة نحن نقترح أن الدجال وجودٌ فريدٌ من نوعه خلقه الله تعالى خصيصا ليكون خلقا شريرا، والذي تمت برمجته منذ بداية خلقه حتى قبل أن يخرج لهذا العالم لكي يقوم بالشر، كأنْ يتقمصَ شخصيةَ نبي من الله وهو المسيح عليه السلام، وهكذا بسبب أنه تم خلقه خصيصا لهذا الغرض فلا يمكن أن يتم حسابه أو تحميله مسؤولية أعماله الشريرة ومن ثم عقابه يوم الحساب، هذا يصبح ليس عدلًا، والله سبحانه وتعالى لا يحكم إلا بالعدل. 

تعريف الإنسان ومكانته

دعونا في البداية نعترف أنه ليس لدينا أي دليل على وجود أي إنسان ليس من بني آدم، وهكذا فإن تعريفنا للإنسان: أنه الذي من بني آدم. 

أخبرنا الله تعالى في سورة الإسراء في القرآن الكريم أن كل إنسان من نسل آدم عليه السلام قد بارك الله له في مكانته كإنسان: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً".

وحيث إن الملائكة والجن وهو إبليس أمرهم الله بالسجود لآدم عليه السلام، فربما يكون هذا دليلا على أن مكانة البشر ربما تكون أعلى حتى من الملائكة وأيضا من الجن.

هل الدجال بشر؟

النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال لنا إن كل طفل من البشر يولد مسلما، وإن مات هذا الطفل قبل البلوغ يموت بدون ذنوب ويدخل الجنة، وهكذا فإن جميع بني آدم يولدون بدون أن تكون عليهم ذنوب، وسوف يدخلون الجنة بإذن الله إن ظهر في يوم الحساب أنهم كانوا مؤمنين، وكانوا يعملون العمل الصالح في حياتهم.

هل يمكن أن ينطبق هذا على الدجال؟ هل يمكن للدجال لو كان بشرًا أن يعيش حياة من الإيمان والعمل الصالح ومن ثم تتم مكافأته يوم القيامة بالجنة؟ إذا هذا لا يمكن، لماذا؟

القرآن الكريم يخبرنا أن الله تعالى أعطى الإنسان حرية الاختيار في قبول أو رفض الحق، الله سبحانه وتعالى لا يختار للإنسان على الرغم من أنه يعلم ما الاختيار الذي سوف يأخذ به هذا الإنسان، وهكذا فإن الإنسان يختار لنفسه، وبالتالي هو مسؤول عن اختياره هذا.

مع ذلك، وصف النبي محمد عليه الصلاة والسلام الدجال بأنه المسيح الدجال، وهو لم يولد بعد في هذا العالم. هذا الوصف يعني أنه دجال ومخادع كبير، وبالتالي فهو يقوم بسلوك شرير، يقول النبي عليه الصلاة والسلام إنه يأتي معه بشيئين: نهر من الماء، ونار، لكن ماءه نار وناره هي نهر الماء، ومن يدخل في جنة الدجال تزيد أوزاره وسيئاته، ومن يدخل ناره تنقص أوزاره وسيئاته، بمعنى آخر أن هؤلاء الذين يتبعونه يدخلون نار جهنم. إن السلوك الذي يسبب دخول الناس إلى نار جهنم هو سلوك شيطاني شرير، أيضا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كلمة كافر تكون مكتوبة على جبهته.

إنه من غير العدل عقاب الدجال بسبب سلوك شرير تم خلقه وبرمجته خصيصا للقيام به، وهكذا يجب أن نستبعد إمكانية أن الدجال سوف يعاقب في نار جهنم والله أعلم، وأيضا لا يمكن أن نتصور دخول الكافر إلى الجنة، حيث إن الدجال مكتوب على جبهته كافر، وذلك لأن القرآن يحرم الجنة على الكافر.

وحيث إنه من غير العدل أن يتم تحميل الدجال مسئولية العمل الشرير الذي تم خلقه وبرمجته خصيصا للقيام به، وهو أيضًا لا يمكن أن يدخل الجنة لأنه كافر وكذاب، فهذا قد يعني أنه لن يدخل الجنة ولن يدخل النار والله أعلم، وهذا يعطي نتيجة أنه لا بد أن يدخل مرحلة لا وجود عندما يقتله النبي عيسى عليه السلام والله تعالى أعلم.

إن كان الدجال بشرًا فهذا يتضمن أن الله تعالى قد كرمه ورفع منزلته كإنسان بمنزلة عالية أعلى من معظم مخلوقاته، على الرغم من أنه إنسان شرير ومكتوب على جبهته كلمة كافر، وأنه دجال كذاب من قبل أن يولد وبعد ولادته وحتى يقتله النبي عيسى عليه السلام. كاتب هذا المقال يرفض هذا الفهم على أنه لا يتطابق مع حكمة الله وعدله كما ذكرنا سابقًا حول أن الإنسان يولد مسلما بلا ذنوب، وقد كرمه الله، وسوف يكون من غير العدل بشكل واضح أن يتم خلق إنسان وبرمجته كإنسان شرير وكافر في أصله وحتى قبل مولده، ومن ثم يتم حسابه يوم القيامة والذي سوف ينتهي حتمًا بعقابه ككافر وبسلوكه الشرير هذا، فالله سبحانه وتعالى لا يتعامل إلا بالعدل مع جميع خلقه.

قال الله تعالى في سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ
في سورة الفلق القرآن الكريم يدعو المؤمنين أن يستعيذوا بالله خالق الفلق - والفلق هو الصبح وما انفلق عن شيء من مخلوقات الله تعالى والذي يقطع ويشق ويمزق - أن يستعيذوا بالله من شر قد خلقه، هذا يتضمن أن الله تعالى قد خلق مخلوقًا شريرًا سوف يقوم بمثل هذا بالضبط، أي انه سوف يقطع ويشق ويمزق إربًا كل شيء خلقه الله تعالى ليعمل بطريقة معينة، بكلمات أخرى فإن هذا المخلوق الشرير سوف يعمل على تغيير طبيعة كل شيء خلقه الله تعالى، هذا المخلوق الشرير سوف يعمل ويتسبب في فصل المؤمنين الحق وتمييزهم عن بقية البشر. 
رؤيتنا لهذا والله سبحانه وتعالى أعلم هو أن هذا الشر الذي خلقه الله وذكره في هذه الآية ودعانا إلى الاستعاذة به تعالى منه لا يمكن أن يكون غير المسيح الدجال، وهو المخلوق الشرير الذي خلقه الله تعالى وبرمجه ليتقمص شخصية المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. إذا كان الدجال هو فعلًا الشر الذي خلقه الله تعالى، وهو الذي تشير إليه الآية الكريمة أعلاه، فهذا يعني أيضًا أنه لا يمكن أن يكون بشرًا، لأن الله تعالى لم يخلق الإنسان شريرًا.

(تعليق: اختلف المفسرون على الشر الذي خلقه الله تعالى والذي أشار إليه تعالى في سورة الفلق، منهم من قال إنه إبليس، وآخرون ذكروا أنه جهنم أو مخلوقات الله الخطرة على الإنسان من حيوانات مفترسة وغيرها، بينما الشيخ عمران يرى أنه ليس هناك أي شيء في القرآن الكريم بالمصادفة، وبهذا فهو يربط ذكر الآية الكريمة للفلق وطبيعة عمل الفلق الذي يمزق الليل ويغيره الى نهار مع هذا الشر الذي تذكره الآية الكريمة، والذي فهمه الشيخ عمران على أنه الدجال، الذي يقوم بالتمزيق والتغيير في كل شيء عن طريق جنوده وتابعيهم، كما نرى التغير الهائل في كل شيء في عالما، وحتى الجينات الوراثية قاموا باللعب فيها وتغييرها وإنتاج مخلوقات جديدة، ويعملون على أسوأ من هذا بكثير في المستقبل، وهذا لم يحدث من قبل أبدًا في تاريخ البشرية، وليس هناك مؤشرات الى اي اشياء خارقه (مثل تلك التي ذكرت عن عصر الدجال ويأجوج ومأجوج) في الاحاديث الشريفه وذلك للعالم بعد نزول النبي عيسى، نزول النبي عيسى الذي يعني حتما نهاية الحضارة الغربية ومظاهرها واساليبها وأدواتها، ونهاية الدجال وأهل يأجوج ومأجوج).

لماذا يجب على الدجال أن يخرج كبشر؟

بسبب أن القرآن الكريم ذكر أن النبي عيسى عليه السلام هو المسيح الموعود لبني إسرائيل وبسبب أنه بشر ونبي فهذا يعني أنه ليس هناك أحدٌ سوف ينجح في تقمص شخصيته، إلا إذا ظهر بشكل إنسان رجل وقدم نفسه دجلًا وكذبًا أنه نبي من الله. وبسبب أن الله تعالى بحكمته خلق النبي عيسى عليه السلام وأيضا خلق الدجال وبرمجه ليقوم بأداء مهمة تقمص شخصية النبي عيسى عليه السلام فيمكن أن يكون هناك بعض التشابه في الخلق الفريد لهذين المخلوقين.

(تعليق: اليهود لا يعتقدون بألوهية مسيحهم المنتظر "بعكس رؤية النصارى للمسيح" وانما هم ينتظرونه على انه المسيح الموعود، عبادة الدجال تأتي ليس من انه سوف يقول انه اله ويركع له الناس ولكن من اتباع الناس للدجال ونظام الدجال وجنود الدجال يصبح هذا عبادة له من دون الله كما وصف الله تعالى اتباع اليهود لأحبارهم ورهبانهم انه عبادة لهم).

النبي آدم عليه السلام هو إنسان كامل على الرغم من أنه لم تلده امرأة ولم يكن له أب أيضًا، وكذلك النبي عيسى لم يكن له أب وولدته امرأة من البشر، وهكذا يصبح من الممكن بأمر الله أن يولد الدجال من امرأة من البشر والتي زوجها ليس والده، ومن الممكن جدا أن كلا الأبوين سوف يعتقدان ويثقان تماما أنهما الأبوان لهذا المولود، هذا مهم جدا، لأنه بانعدام الدليل على هوية كلا الأبوين أنهما يهوديان من بني إسرائيل لن يقبل أي يهودي بادعائه أنه هو المسيح.

لكن بجانب أنه سيولد لامرأة يهودية متزوجة، ما المعلومات الإضافية التي نعرفها عن خلقه وولادته؟

هناك حدود للمعرفة البشرية، وما اتضح لكاتب هذا المقال أن طريقة خلق الله تعالى للدجال هي أكبر من المعرفة المحدودة التي وضعها الله للعقل البشري، وهكذا لا يستطيع كاتب هذا المقال أن يعطي رأيه على قول البعض أن الجن أو إبليس هو والد الدجال، وبالتالي فهو من النوع من البشر المغربين، ولكننا نؤكد وجود الحديث التالي في سنن الترمذي الذي يخبرنا عن المخلوق الهجين من الجن والإنس: عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فيكم مُغَرِّبِين . قلت: يا رسول الله، وما المغربون ؟ قال: الذين يشترك فيهم الجن . رواه الترمذي الحكيم في (نوادر الأصول).

وأيضا لا يستطيع كاتب هذا المقال أن يعطي تعليقًا على ما يقوله البعض الآخر أن السامريَّ المذكور في القرآن الكريم هو الدجال.

(تعليق: على الرغم من أن الشيخ عمران يمتنع حاليا على التعليق بالصح او الخطأ على مثل هذه الآراء لمعرفته بعدم اكتمال المعلومات لديه ولدى غيره عن جوانب كثيرة عن الدجال وأن خلق الدجال وطريقة عمله هي وراء قدرة العقل البشري المحدودة إلا أننا نود أن نذكر للفائدة أنه سابقًا علق على القول أن الدجال هو السامري بأن قال إن الدجال كان مقيدا منذ خلقه الله تعالى حتى تم إطلاقه حسب حديث تميمة الداري، بينما السامري كان طليقًا مع بني إسرائيل، وذلك قبل حادثة تميمة الداري بوقت طويل في زمن موسى عليه السلام).

هل يمكن للدجال أن يظهر كبشر على الرغم من أنه ليس بشر؟

نحن نعرف من المعلومات التي قالها لنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه ليس كل من يظهر بشكل البشر هو بشر فعلا. لقد أخبرنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام أن الرجل الذي أتى في المسجد في المدينة وسأله مجموعة أسئلة بحضور الصحابة رضي الله عنهم كان في الحقيقة جبريل عليه السلام، وهكذا نعرف أن الملائكة في السماء يمكن أن يظهروا لنا على صورة البشر. القرآن الكريم يخبرنا في سورة هود أن ملكين من السماء أتيا إلى النبي إبراهيم عليه السلام، وعندما عرض عليهم الطعام كضيافة منه لم يلمسا الطعام أبدًا، وبسبب هذا خشي منهم قبل أن يعرف أنهم من الملائكة،فهما لم يأكلا ولا يستطيعان أكل الطعام البشري بسبب أنهما من الملائكة الذين لا يأكلون الطعام الذي نأكله.

يجب على قرائنا أن ينتبهوا إلى أن أحدًا قد أعاد كتابة التوراة ليجعلها تقول إن الملائكة أكلوا الطعام، التحريف التالي لكلام الله تعالى في سفر التكوين: وقد قدم لهم يعني إبراهيم عليه السلام الزبدة والحليب والعجل ووضعه أمامهم ووقف بجانبهم تحت الشجرة وأكلوا الطعام. 

ملك من السماء وهو جبريل عليه السلام ظهر أمام مريم عليها السلام ليخبرها أنها سوف يكون لها طفلٌ والذي سوف يكون المسيح، وهكذا نعرف أن ملائكة السماء يمكن أن يظهروا كبشر على الأرض، بينما هم في نفس الوقت يحافظون على حقيقتهم الملائكية في بعدهم الفضائي الخاص بهم، الجن يستطيعون أن يفعلوا نفس الشيء بالظهور كبشر على الأرض بينما هم في بعدهم الفضائي الخاص بهم، لقد ظهر إبليس أمام تجمع من قريش وقدم لهم نفسه كرجل عجوز.

النبي محمد عليه الصلاة والسلام تنبأ أن الشياطين من الجن سوف يظهرون في آخر الزمان على شكل أناس ماتوا، حيث يظهر هؤلاء الشياطين أمام أقرباء هؤلاء الناس الموتى ويقولون لهم أنهم هم أقربائهم الموتى قد عادوا إلى الحياة.

إنه من الواضح أنه حتى يحقق الدجال مهمته في تقمص شخصية المسيح الحقيقي عيسى بن مريم عليه السلام فهو يجب أن يظهر يوما ما في عالمنا هذا كبشر، لقد ذكرنا سابقا أنه حدث شيء مماثل بظهور جبريل عليه السلام كبشر، وأيضًا بظهور إبليس في تجمع قريش كبشر.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام أيضًا أخبرنا أنه عندما ينزل النبي عيسى عليه السلام إلى الأرض سوف يطارد الدجال ويقتله، الدجال لا يمكن أن يدخل الجنة لأنه مخلوق كافر شرير ولا يمكن أن يدخل النار لأعماله الشريرة، لأنه تم خلقه وبرمجته كمخلوق شرير للقيام بمهمة شريرة، هكذا أصل إلى نتيجة أن الدجال عندما يقتله النبي عيسى عليه السلام فهو سينتقل إلى لا وجود، والله سبحانه وتعالى أعلم.

نهاية المقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق