البروفيسور أبو يعرب المرزوقي
القصد بهذه المعادلة هو الصيغة النظرية التي تحدد دور الدول التي توجد على رؤوس الخطين الاعتباريين المتعامدين اللذين يقطع أولهما العراق من فوق إلى تحت ( تركيا والسعودية), والخط الذي يقطع العراق من اليمين إلى اليسار ( إيران وسوريا).
الخط الأول- تركيا والسعودية- من المفروض أن يكون طرفاه حريصين على وحدة العراق. وليس ذلك لوجه الله. فتمزيق العراق يهدد وحدة بلديهما.
والخط الثاني -إيران وسوريا-حريص طرفاه على تمزيق العراق. وليس ذلك لوجه الشيطان. فوحدة العراق تلغي وزن بلديهما وقوته تغني المنطقة عن الدور السياسي الذي يحلمان به.
أما الدولتان الأخريان فإن احداهما انتهى دورها بانتهاء عملية تهديم العراق المادية باسم تحريره السياسي (الكويت) وأخراهما وعدوها بدور في عملية تهديمه الروحية باسم بنائه الاقتصادي والمدني (الأردن). (إضافة بتاريخه حددتها معطيات اللحظة: عاد دور الأولى بمحاولة جعل أرضها قاعدة الغزو الأمريكي ثانية وعاد دور الثانية بمحاولة جعل جيشها مرتزقة أمريكا)
ومن لم يعتبر هذه التعريفات التشخيصية الدقيقة في معادلة الطوق لن يستطيع التعاطي مع الحدث العراقي من منطلق الحقائق التي أغلبها يعمل في السر (وخاصة من قبل الدول العربية والإسلامية التي تدعي الغيرة على القضايا العربية الجزئية أكثر من أصحابها المباشرين) والقليل منها يعمل في العلن.
كل الأطراف باتت تحاول ترضية الوحش الأمريكي وتلهيته بمساعدته على نهش الجسد العراقي عله ينساهم فيتركهم وشأنهم في لهوهم ولغوهم لا يصدرون. ولو كانوا يعلمون أن الفراغ من العراق لو حصل لا قدر الله سيكون بداية النهاية بالنسبة إليهم جميعا -(اليوم لم يعد الكلام على الفراغ من العراق لأن ذلك تم بل الفراع من المقاومة السنية التي اندسوا فيها ليفسدوها حتى يتهموها بالإرهاب ويجعلوها أداة تفتيت ما بقي من الكيانات العربية التي ما يزلا لها القدرة على الصمود أمام شرطي أمريكا (إسرائيل) ومساعده (إيران)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق