Hot

‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيران. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيران. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 27 مايو 2015

أوهام إيران ومليشياتها العربية

مايو 27, 2015 0

أبو يعرب المرزوقي
تونس في 2015.05.26

1-أدمنت إيران ومليشياتها العربية على تضخيم قوتها مستعملين القلم والسيف لحد جعل الإيرانيين أنفسهم يصدقون الوهم الذي يسيطر عليهم إلى حد أفقدهم الرشد فباتوا يتظاهرون بما قد يؤيد كذبهم على أنفسهم ويتكلمون حتى على غزو الفضاء بدولة بدائية دون كوريا الشمالية قدرات.
2-وما يحيرني ليس هذا فحسب-لأن ذلك يمكن أن يكون بداية الانفجار لمن ينتفخ بهواء القوة الكاذبة-بل التخويف الذي يردده يوميا خبراء مزيفون.
3-والحجة الغالبة على تحليلات المخوفين الذين ينفخون في قوة إيران الوهمية هي: إذا كانت إيران المقيدة حاليا قد نجحت في كل ما نراه-وهو لا يتعدة خوف الأنظمة العربية ليس من إيران بل مما يقتضيه التصدي من جهد يخرجهم من الكسل والتواكل على الحامي الخارجي- فكيف بها عندما يفك قيدها وتسترد منزلتها؟
4-وقد حاولت أن أحذر البعض من هؤلاء المحللين المزيفين بحجتين فأصموا آذانهم على سماعها وسأزيد عليهما حجتين أخريين. ولنبدأ بذكر الحجتين.
5-وأولاهما موضوعية: ما الذي ستسترده إيران من موارد مفقودة لديها الآن؟ هل يمكن أن يتجاوز نصف موارد السعودية في وقت منظور؟ قارن عدد النفوس في البلدين.
6-سكان إيران أربع اضعاف سكان السعودية التي مواردها ضعف مواردها: ذن لن يتغير شيء حتى لو تضاعفت الموارد لأنها تبقى نسبة واحد إلى ثمانية.
7-والحجة الثانية هي العودة إلى الساح الدولي: الا ينتج عنه الاضطرار إلى أخطر شيء على النظام القروسطي الذي لم يصمد إلا بحيلة الخطر الخارجي الدائم. لكن التعايش يلغي الحجة فيقع لنظام إيران ما وقع النظام السوفياتي: التحلل الذاتي بزوال الممسك الخارجي.
8-إذا جمعنا الحجتين تكون النتيجة: فتح الغرب بعض المردود على ايران ليغرقها في الخضوع لمطالب شعبها فينهار النظام سلما أو حربا كالسوفيات.
9-بعد حجتي خطة الغرب-الانتقال من الصدام الحامي للنظام بحجة الخطر الأجنبي إلى الإغراء بالنموذج الليبرالي-ولنأت إلى حجتين أخطر: نتائج خطة إيران على إيران بمفعول الارتداد.
10-فبعد الانفتاح المنتظر سيرتد وجها خطة ايران عليها بأوخم النتائج: فهي قد بنت تمددها على توظيف الطائفية المذهبية خاصة ومآزق المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية التي عانت من عنتريات القوميين ثم أصبحت ورقة التغلغل الإيراني لتفاوض الغرب بتخويفه على إسرائيل.
11-والمعلوم أن من شروط اتفاق الغرب مع إيران التوقف عن استعمال دعاية الحرب على إسرائيل ما يفقدها المغفلين من مليشياتها إن كانوا صادقين.
12-لكن الأخطر هو سلاح الطائفية: ستكتوي إيران بما أشعلت من حرائق طائفية ليست مذهبية فحسب وكذلك عرقية وحتى بـالتحالف م عبقايا الباطنية (حزب الله والعلوية وبعض الدروز) وبعض مسيحيي المشرق وعلمانيي العرب وليبرالييهم.
13-مجموع العاملين الناتجين عن خطة إيران والعاملين الناتجين عن خطة الغرب ينتج العامل الأساسي الذي سيفرض على النظام الانطواء قبل الانفجار الذي لا اشك لحظة في كونه النتيجة الحتمية لخطتين كما أبين.
14-ومرحلة الانطواء قد تطول كما حصل مع السوفيات ذلك أن انفجار النظام الإيراني ككل حمم بركاني لن يقتصر ضرره على إيران وحدها بل سيولد فوضى.
15-لكن المآل السوفياتي لن يتأخر: وبذلك فكل جب حفره النظام الإيراني سيقع فيه حتى لو كنت أتوقع أن الغرب يريده مساعدا للشرطي الإسرائيلي.
16-لكن دور الشاه مستحيل بسبب التغير الكيفي الذي أحدثته ثورة الربيع العربي: فستعود القوة السياسية الإيرانية التقدمية إلى دور يخشاه الغرب لأنه سيوحد المنطقة على شرطيها ويصبح الشباب الإيراني اقرب إلى مثل الشباب العربي منه إلى مطالب الشاه.
17-عرضت الحجج وهي نوعان:فيزياء السياسة اي مقومها المادي والمعنوي (الحجتان الأوليان) وتاريخ الأنظمة (الحجتان الثانيتان) لإفحام الدجالين.
18-لكن يحق لخبراء "عقاب الزمان" أن يردوا بما يناظرها بالنسبة إلى العرب من حول إيران: فالقضية ليست إيران بمعزل عن موقعها ومحيطها في المنطقة بل هي المناخ العام في المنطقة.
19-ولهم في ذلك بعض الحق حتى وإن لم يدركوا تعاكس وضع الأنظمة العربي والإيراني: فوضع العرب بما فيه من خلل هو الذي يربي قوة إيران. ذلك أن القوى تقاسب باضافة إلى ما ينافسها مما هو من جنسها.
20-ودون أن أنكر خلل العرب وأنظمتهم فإني اشير إلى غياب الحجج الأربع التي ذكرت بخصوص إيران غيابا لا يفيد الاستغناء بل بالعكس.فأولا الانظمة العربية التي تدعي المقاومة وخادعت الشعب لنصف قرن انهارت من مدة.
21-وثانيا لا يوجد ما هو أكثر انفتاحا على الغرب من أنظمة العرب تبعية في كل شيء ولا حاجة لمفعون الجاذبية لأنه حاصل بمطلق الحرية للحكم والنخبة.
22-وإذن فالحجتان الأوليان منعدمتان: الأنظمة العربية لا تبقي على نفسها بديماغوجيا معاداة الغرب فتنهار بزوالها بل إن بقاء أغلبها مستمد من حماية أو رعاية غربية.
23-فمن كان يتصور نفسه "غنيا" يحتمي بقوة غربية ومن يتصور نفسه فقثرا يسترعي قوة لأن الأول يخاف طمع الثاني فيحتمي بالغربي والثاني يئس من عطف الأول فيتسول لدى الغربي. وفي الغاية كلاهما متسول للحماية أو للرعاية أو لهما معا.
24-والحجتان الأخريان منعدمتان أصلا. فلا تمدد عربي حتى في أوطانهم لا بالطائفية ولا ببروباجندا معاداة اسرائيل منذ المشروع العربي المسمي خيار السلم الاستراتيجي وخاصة الآن.
25-هل معنى ذلك أن العرب أقوياء بضعفهم؟هذا الظاهر.الحقيقة هي أن الضعف وتهور إيران وتغول إسرائيل وخذلان الأنظمة العربية أنتجت يقظة الشعب.
26-قوة العرب الحالية هي الفجر البازع: ثورة على الانحطاطين الذاتي والمستورد لإزالة الاستبداد والفساد في الداخل وثورة على التبعية للتحرر.
27-التقت ثورة الحرية والكرامة في الداخل بعلل فقدانهما البعيدة والناتجة عن التبعية للخارج فكانت الثورة والتغيير الناتج عن الوعي بالمنزلة.
28-فالوعي بالخطر المحدق بالمنزلة العربية المادية والروحية حرك العمل لحماية الثورة في اليمن وسوريا والنجاح فيهما سيشمل الوطن العربي كله.
29-ومعنى ذلك أن الثورتين ستلتقيان في الميدان المحدد لمفهوم السياسة: البناء والمقاومة في سنة العرب التي هي الأغلبية المطلقة في المنطقة.
30-هذه الأغلبية لم تعد مستكينة دولا وشعوبا بل البداية هي صمود الثورة في أقطار الربيع وبداية صمود الأنظمة في أصل النشأة الأولى: العاصفة
31-العاصفة مجرد علامة: قلب سنة العرب أو بلد الحرمين أدركت قيادته الجديدة بحكمة وحزم أن الخطر على وجود نظامها وعلى منزلة دورها بات محدقا فبادرت بضربة قاضية للثورة المضادة التي كادت تقضي على الثورة: معادلة اللحظة تغيرت بفضل رجل باغت أعداء الأمة في الداخل والخارح بعزمه وحزمه.
32-ومعنى ذلك أن المحددات موضوعية وليست مجرد موقف ذاتي من قيادة بلد الحرمين: وليس من شك في أن للموقف الذاتي دورا. لكن الخطر موضوعي والعاصفة شرط بقاء بحق وعدم حصولها كان يعني "هوزنة" الخليج وتفريسه من أضلاعه الأربعة: العراق من فوق واليمن من تحت وإيران من الشرق ومصر السيسي من الغرب).
33-الملك الحكيم سخره ربه ليحقق شرط الشروط: شبب القيادة وأظهر الريادة بأن قام بما لم يكن أحد يتوقعه من أنظمة عرفت بالارتخاء واللامبالاة حتى استبيحت من العرب الدار وعمها العار.
34-فقطع مع علة ما كاد يصبح طبيعة ثانية: هزال الشيخوخة (التشبيب) وعدم الجرأة على الفعل الصارم (العاصفة) فحصل إنقلاب جنيس لشرارة الثورة.
35-وفي الختام:فإن لامتوقع ثورة التأصيل جاء من تونس ولامتوقع جرأة التحرير جاء من السعودية: إن في ذلك لعبرة لمن يريد أن يفهم مكر الله الخير.
36-لماذا قلنا باللامتوقع في حالتي تونس والسعودية؟ تونس عرفت بكونها قد تغربت فإذا هي بداية ثورة الحرية والكرامة واستعادة الإسلام دوره.
37-والسعودية عرفت بشدة الحذر والاقتصار على البقاء في الخلفية العربية تجنبا للمشاكل فإذا بها تصبح صاحبة الجرأة على القيام بحرب استباقية أطاحت بعنتريات الهر الذي يحكم انتفاخا صولة الأسد ما هيج نباح مليشياته.
38-وعندما يحدث اللامتوقع فلكأن القضاء والقدراراد أن يثبت للأمة أن الله حرك التاريخ ليصوب مساره فيعيد للأمة الشاهدة دورها الكوني:مكر الله الـخير.
39-لم يمكن أحد يتوقع أن يصبح الإسلام المستنير الذي يصالح بين قيم القرآن التي لا تبلى وقيم الحداثة الأصيلة المحرك الحقيقي في حاضر العرب.
40-ولم يكن أحد يتوقع أن يبدأ ذلك من بلدين همشا في فوضى تاريخ العرب الحالي منذ شروع الثورات العسكرية المخادعة في إبعاد هذا المحرك الفعلي لفاعلية سنة العرب أي غالبية الأمة.
41-فهذه الأنظمة العسكرية وظفت دعاوى التحديث والاشتراكية والوحدة العربية مع عنتريات محاربة إسرائيل ومقاومة الامبريالية لتغطي على دور المليشيات الخمس في الحرب على محرك الأمة الفعلي.
42-حتى تبين أنها في الحقيقة تستعمل الفتنة الكبرى (أساس الانحطاط الذاتي) والفتنة الصغرى(اساس الانحطاط المستورد) لإصابة الأمة بالشلل لما يناهز القرن.
43-ثورة الحرية والكرامة (بدأت بتونس) وثورة الفعل والشهامة (بدأت بالسعودية) تعبران عن نهاية الفتنتين: اندحار التغريب والتمسيح (بظاهر العلمنة واللبرلة) والتطويف أو التشييع (بظاهر القومنة والمقاومة).
44-واللقاء بين الثورتين أو الجمع بين القيم الأربع-الحرية والكرامة والفعل والشهامة- هو السر الذي يجعلني أخصص حصة يومية للصفحة ومديرها ليكتب ملخص ما يدور من حوار بيننا وأجوبة عن أسئلته.
45-فاللحظة تاريخية جليلة والجهاد فرض عين وهو لا يقتصر على السيف بل يمكن أن يكون بالقلم. وبفضل وسائل التواصل فيمكن أن يكون بليغ الأثر.
47-والغريب أن هذه المليشيات ويمولها سنة العرب. فجل مليشيات القلم (الصحافة و"المثقفون") يغتذون على فتات موائد الخليج الذي يحتقرون أهله. وما أظنهم يجهلون موقفهم منهم في خاصتهم.
46-ما الفائدة من هذا التحليل؟ فائدة مضاعفة:1-طبيعة المحللين: أغلبهم بقصد أو بغير قصد من المليشيات الخمسة.2-إيران ليست قوة والسنة هي القوة.
48-مليشيات القلم: بقايا الباطنية والصليبية (بقايا الانحطاط الأهلي) وبقايا الشيوعية والليبرالية (بقايا الانحطاط المستورد) أغلبها بتمويل خليجي. ولعل السر أنهم الأقدر على منافقة مموليهم ومدحهم في وجوههم رغم السخرية منهم في غيابهم.
49-وحتى مليشيات السيف فهي بصورة غير مباشرة بتمويل خليجي: وأفضل دليل قاطع هو أن حزب الله تحميه دولة لبنان بدبلوماسية وجيش يمولهما الخليج حتى بعد أن افتضح أمر غدره ناهيك عما كان قبل ذلك.
50-والتمويل الأخطر هو أذرع هذه المليشيات الخمسة المندسة في كل وظائف الدول العربية "الثرية"ربما لأن أبناءها يفضلون القعود لاستخدام غيرهم.
51-فكيف يمكن لك أن تقاوم من تسلحه بكل أدوات الحرب عليك المادية والرمزية وخاصة 
بجعل إعلامك يهدم كل خططك لأنه ليس بيدك بل بيد أعدائك؟
52-سيلومني الكثير ممن لا يزالون يتصورون أن الوطن العربي بعد الثورتين ما يزال أقطار 
مفصولة متهمين إياي بالتدخل في الشؤون الداخلية لغير تونس. سيقولون ما دخلك في بلد 
الحرمين إلخ....
53- ولومهم دليل على فقدان البصر فضلا عن البصيرة: ولا يرون أن وحدته تحققت عند الثورة المضادة حتى قبل الثورة: فهي قد تجندت لمحاربة الثورة كوحدة تشمل الوطن كله وتجاوزت القطرية. 
54-لذلك فكم أعجب ممن يتصور أن ما يجري من تجاوز للجغرافيا الاستعمارية في المشرق 
وفي المغرب أمر عرضي وزائل: الدولة العربية القطرية انتهت ومعها الجغرافي الاستعمارية .
55- والنهاية كانت بفضل ثورة الحرية والكرامة بداية وبفضل عاصفة الحزم غاية وحتى
بسبب فوضى بوش وفوضى داعش وكلتاهما لن تهدم إلا ما بناه الاستعمار لا ما بناه تاريخ 
الأمة.
56- والمعلوم أن استئناف ما بناه تاريخ الأمة لن يكون إلا مشروع وحدة يحدد معالمها منطق العصر مثل الوحدة الأوروبية التي هي استئناف لتاريخ أوروبا الرومانية والمسيحية.
57-وأخيرا فالمخابرات الدولية التي تعلم هذه الحقيقة تتعامل مع الوطن العربي بوصفه وحدة وتحاول أن تنزل بالتفتيت دون الجغرافيا الاستعمارية التي تعلم أنها انتهت: لكنها بهذا السلوك الغبي ستسرع الوحدة لأن أدواتها كلها بصدد الاضمحلال.
Read More

الأربعاء، 4 مارس 2015

معادلة الطوق المحيط بالعراق

مارس 04, 2015 0

البروفيسور أبو يعرب المرزوقي

القصد بهذه المعادلة هو الصيغة النظرية التي تحدد دور الدول التي توجد على رؤوس الخطين الاعتباريين المتعامدين اللذين يقطع أولهما العراق من فوق إلى تحت ( تركيا والسعودية), والخط الذي يقطع العراق من اليمين إلى اليسار ( إيران وسوريا). 
الخط الأول- تركيا والسعودية- من المفروض أن يكون طرفاه حريصين على وحدة العراق. وليس ذلك لوجه الله. فتمزيق العراق يهدد وحدة بلديهما. 
والخط الثاني -إيران وسوريا-حريص طرفاه على تمزيق العراق. وليس ذلك لوجه الشيطان. فوحدة العراق تلغي وزن بلديهما وقوته تغني المنطقة عن الدور السياسي الذي يحلمان به.
أما الدولتان الأخريان فإن احداهما انتهى دورها بانتهاء عملية تهديم العراق المادية باسم تحريره السياسي (الكويت) وأخراهما وعدوها بدور في عملية تهديمه الروحية باسم بنائه الاقتصادي والمدني (الأردن). (إضافة بتاريخه حددتها معطيات اللحظة: عاد دور الأولى بمحاولة جعل أرضها قاعدة الغزو الأمريكي ثانية وعاد دور الثانية بمحاولة جعل جيشها مرتزقة أمريكا) 
ومن لم يعتبر هذه التعريفات التشخيصية الدقيقة في معادلة الطوق لن يستطيع التعاطي مع الحدث العراقي من منطلق الحقائق التي أغلبها يعمل في السر (وخاصة من قبل الدول العربية والإسلامية التي تدعي الغيرة على القضايا العربية الجزئية أكثر من أصحابها المباشرين) والقليل منها يعمل في العلن.
كل الأطراف باتت تحاول ترضية الوحش الأمريكي وتلهيته بمساعدته على نهش الجسد العراقي عله ينساهم فيتركهم وشأنهم في لهوهم ولغوهم لا يصدرون. ولو كانوا يعلمون أن الفراغ من العراق لو حصل لا قدر الله سيكون بداية النهاية بالنسبة إليهم جميعا -(اليوم لم يعد الكلام على الفراغ من العراق لأن ذلك تم بل الفراع من المقاومة السنية التي اندسوا فيها ليفسدوها حتى يتهموها بالإرهاب ويجعلوها أداة تفتيت ما بقي من الكيانات العربية التي ما يزلا لها القدرة على الصمود أمام شرطي أمريكا (إسرائيل) ومساعده (إيران)).
Read More

الخميس، 9 أكتوبر 2014

إيران هر يحكي انتفاخا صولة الأسد

أكتوبر 09, 2014 0
america-iran-flags

تنبيه :
هذا تحليل للوضع الإيراني من مرجعية شيعية عربية عارفة بالدواخل وفيها تأييد واضح لتحليل أستاذنا أبي يعرب للوضع الإيراني تحليله الذي يبين فيه أن قوة إيران وهمية وأنها في الحقيقة ليست إلا من ضعف الأنظمة العربية التي فقدت الشعور بالعزة والكرامة حفاظا على كراسيها وترددا في حماية السيادة والتحالف مع الأعداء (إسرائيل وأمريكا وإيران) ضد الثورة الشعبية على الاستبداد والفساد.

«القدس العربي» من مصطفى العبيدي:
وصف المرجع الشيعي البارز الحسن الصرخي الساسة في العراق الذين يراهنون على ايران بأنهم أغبى الأغبياء، وان ايران في اي مواجهة ستنهار أسرع من سوريا والموصل، متوقعا فشل الحلف الدولي ضد داعش.
وفي خطبة طويلة القاها المرجع الصرخي بمناسبة عيد الأضحى وبثت على الموقع الالكتروني لمكتبه، فجر مفاجآت وتقييمات جريئة نادرة للتطورات في العراق والمنطقة.
وقد حيا المرجع الشيعي البارز الصرخي الشهداء من أتباعه الذين قتلتهم السلطة الظالمة، وأنهم ثبتوا على المبدأ والأصالة والايمان، معتبرا أن دماءهم اختلطت بدماء ابناء الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى.
وحذر الصرخي الناس من أئمة الضلالة الذين وصفهم بأنهم أخطر من الدجال، كما ورد في الأحاديث النبوية لأنهم يقودون أهل السوء. وانتقد الصرخي الانتهازيين من حاشية المراجع الذين ذكر أنهم يستغلون اسم المرجعية ويجمعون الثروات، مشيرا الى أن كل من يحذر الناس من الانحراف يتهم بمختلف التهم كالوهابية والروافض والبعثي والداعشي والامريكي.
وأكد « ان سبب اعتداء وهجوم السلطة علينا هو رفضنا لفتوى الجهاد والحشد الشعبي التي اصدرها المرجع الأعلى علي السيستاني لمقاتلة داعش، لأننا اعتبرناها فتوى قاتلة للتحشيد الطائفي وتقسيم العراق والقتال بين المسلمين»، مؤكدا على أن الفتوى ولدت ميتة لأن مصدرها اتبع منهج مجاملة المحتل والقبول بسياساته، كما أن نتائجها هي الهزيمة والانكسار وعدم تحقيق النصر، حسب قوله.
ووجه المرجع الشيعي نقدا قاسيا للجرائم التي ترتكبها الجماعات الشيعية ضد المدنيين في المحافظات السنية ووصفها «بجرائم يندى لها جبين الإنسانية، وإنه تمنى الموت على يد داعش على ان يقتل بيد هؤلاء الخونة والمجرمين المنتسبين للشيعة».
وشن الصرخي هجوما عنيفا على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي واصفا اياه «بالعقرب واللص الذي يعيش على المفاسد والأزمات وتوزيع الرشى»، محذرا من ان له مخالب كثيرة في الأجهزة الأمنية وانه ينتظر أية فرصة للانقضاض على كرسي السلطة مجددا وان ايران ستحاول ارجاعه. 
وعبر الصرخي عن تشجيعه للحكومة الحالية وبعض السياسيين الذين يحاولن الابتعاد ولو جزئيا عن ايران. منبها الى أن سكان المحافظات السنية لن يقفوا مع السلطة التي ظلمتهم وسلطت عليهم الميليشيات للقتال ضد داعش داعيا الحكومة والغرب الى الاعتماد على الفصائل السنية المسلحة التي حملت السلاح دفاعا عن الوطن، وبغير ذلك فحربها ضد داعش خاسرة. 
أما عن ايران، فقد تنبأ الصرخي بانهيارها معتبرا «ان الرهان على إيران من قبل الساسة في العراق وغيرهم من رموز دينية هو رهان خاسر» قائلا : من يراهن على إيران فهو أغبى الاغبياء، لأن إيران حصان خاسر… وأي خلل أو مواجهة مع إيران ستنهار إيران وتهزم أسرع من انهيار الموصل». 
وواصل المرجع حديثه حول تحليل الانهيار المتوقع في حال حصول أي مواجهة مع إيران: « لنكن واضحين الخاسر الاول والاكبر هي ايران فلا يغركم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة، حيث كانت ايران تملك كل الشام وكانت تملك كل العراق، ماذا بقي لها. فقدت أكثر من ثلثي لبنان وأكثر من ثلثي سوريا وأكثرمن ثلثي العراق وهذه الخسارة الكبرى، ايران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير، إيران منهارة اقتصاديا، والشعب الايراني مغلوب على أمره ويعيش تحت سلطة تقبض أنفاسه وينتظر الفرصة للخلاص، موجها نصيحة للسياسيين بضرورة التمييز بين الشعب الايراني وحكومته التي اضطهدته».
يذكر أن المرجع الصرخي عرف عنه تحليله وقراءته للاحداث قراءة دقيقة جدا كما يتميز بعدم ميوله الطائفية عند تناول الاحداث ويميل للوسطية والاعتدال ويشكل هذا التحليل ناقوس خطر ورسالة لكل الاطراف المرتبطة بإيران بأن تغير من سياستها وعلاقاتها بالمنطقة وعدم الارتماء بإحضان ايران على حساب الدم العراقي. 
وكانت حكومة نوري المالكي قد شنت هجمات على مقر مكتب الصرخي وأتباعه وحسينياتهم وأماكن الدراسة الخاصة بهم ما تسبب في سقوط العشرات من القتلى واعتقال الكثير منهم بعد مواجهات مسلحة، كما خرج أتباع المرجع مرارا في بغداد والمحافظات الجنوبية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل أتباع المرجع المذكور واطلاق سراح المعتقلين منهم.
Read More

السبت، 15 يونيو 2013

كلمة إلى مساندي الطغاة وميليشياتهم

يونيو 15, 2013 0

أبو يعرب المرزوقي منزل بورقيبة 15-06-2013
------------------------------------------

إن تهمة تطبيق أجندة أمريكية في ثورة الشعب السوري وفي تأييد الثوار فهي الحجة الواهية التي تخفي بها إيران وحزب الله خطتهم التمويهية المسماة محور المقاومة-وهي تهمة متداولة وتوجه إلى كل الربيع العربي كله وخاصة من قبل أكثر عملاء العرب للغرب إذا قسنا العمالة بالتبعية الروحية. وفي الحقيقة فإن كلامهم على محور المقاومة الذي يتصورونه معاديا للاستعمار الأمريكي والإسرائيلي حتى لو صدقناه يهدف إلى تحرير العرب وليس إلى جعلهم تابعين لولاية الفقيه.

وفي الحقيقة فإن الموقف مما يجري اليوم ليس موقفا ينتج عن خيار المقاومة أو خيار عدمها بل هو مشكل أعمق: إذا تعرضت أمة إلى حربين في نفس الوقت أيهما تقدم دون إهمال الثانية. فالعرب خاصة والسنة عامة يتعرضان لحربين في آن وفي كل المعمورة من مندناو إلى البوسنة:

حرب مادية (غزو الولايات المتحدة الأمريكية وغزو إسرائيل للأرض العربية والإسلامية)
وحرب روحية (غزو إيران وحزب الله للروح العربية والإسلامية) فأي الجهادين تقدم؟
وجمع بين الحربين عند صاحبي هاتين الحربين وخاصة عند توابعهم من المروجين لهذه التهمة. لكن الجواب بسيط جدا في ما يتعلق بالترتيب في خوض المعركتين تقديما وتأخيرا دون فصل سواء اعتمدنا التحليل المفهومي لنوعي الغزو أو اعتمدنا نظرية الاستراتيجيات الحربية.

فبالتحليل المنطقي كلنا يعلم أن غزو الأرض قابل للمحو لاحقا لأنه يتعلق بافتكاك حوز دون حصول على حق الملكية ما يعني أنه يغزو "المال Avoir " لا "الوجودEtre ". وهذا الحق الذي وراءه طالب لكونه ما يزال محافظا على وجوده يعود بمجرد تغير موازين القوى. لكن غزو الروح الذي يفقد المغزو وجوده المستقل ليس قابلا للمحو لأن المغزو ينعدم فيه الشعور بإنيته فيصبح مستسلما نهائيا للغازي وقميه. لن تبقى فيه ذرة من النزوع إلى المقاومة ومن ثم تحسم المعركة نهائيا.

وبعلم الاستراتيجيا الحربية يتبين ذلك بصورة أيسر وأوضح. فالحرب لها بعدان مادي ورمزي كلاهما مضاعف. فالمادي هو أداة الحرب أو القوة العسكرية ومصادر الثروة التي تجعل الجيوش قادرة على الصمود. والرمزي هو معنويات المحارب وروح الأمة أي معتقداتها الأساسية التي تجعلها تلك الأمة وليس غيرها. وما لم يتغلب العدو على هذه الروح فالحرب لن تتوقف بل هي تبقى سجالا. وإذن فالحرب تنتهي عند الوصول إلى ذروة البعد الرمزي أعني تحقيق غزو الروح لمنع المقاومة اللاحقة عودة من غزو مصادر القوة المادية فالقوة الرمزية لفهم شروط المقاومة فالقوة العسكرية أداة المقاومة.

ومن لا يستطيع فهم هذا العرض الموجز فليقرأ عرضنا المطور لنظرية المنظر الأول لعلم الحرب كلاوزفيتس في كتابنا عن المقاومة. ولما كان الأمريكيون والإسرائليون عاجزين عن غزو الأمة روحيا رغم حربهم الضروس على الإسلام في مفهومه السني وكانوا لا يجهلون ذلك فهم يعلمون أن قصارى ما يمكن أن يحصل معهم هو ما حصل مع الاستعمار للوطن العربي الاستعمار الذي غلبناه في النهاية وأخرجناه مدحورا من أرضنا حتى وإن أبقى في بعض نخبنا جراثيمه التي تعطل النهوض المستقل: لذلك فالمرحلة الأخيرة من التحرير هي التحرر من مفعول الغزو الروحي الذي أصاب مثل هذه الجراثيم الحضارية لجعلها لا تدرك من الحضارتين إلا الكاريكاتور المشوه الذي يضر التأصيل دون أن يفيد التحديث.

لكن غزو الروح في إيران نفسها (التي كانت سنية قبل الصفوية) وفي العراق الذي هو بصدد مقاومة تشييع غالبية شعبه وفي ما تسعى إليه أحزاب الله المزعومة في كل أقطار الوطن العربي بل وفي كل العالم الإسلامي فهو حرب على الروح الإسلامية بمعناها السني. وهو لو حصل فتحقق لأصبح التحرر منه مستحيل. ولا يغرن القارئ ما حصل مع الدولة الفاطمية لأن الدولة الإسلامية السنية كانت واحدة أولا وكانت بقدر من القوة جعلها قادرة على محو هذه الدولة وحفلها مع الصليبية. وحتى في هذه الحالة فإن بعض جراثيم الخرافات الشيعية لا تزال سارية في بقايا آثار هذه الدولة وبالذات في ما ساح منها بعد انفراط عقدها في الأرض التي نحن بصدد الكلام عليها.

لذلك فالمقدم في هذه الحالة هو مقاومة الغزو الروحي دون التخلي عن الاستعداد لمقاومة الغزو المادي بل والشروع فيه في آن خاصة إذا كان الغازيان متحالفين في الخفاء ومتقاسمين المهمة مهمة بلع الوطن العربي ماديا ورمزيا. كل قومي لم يفهم هذه الأمور هو إما غر أو خائن. ويكفي دليلا على هذا التحالف العلني الآن هو عدم خوف أمريكا على إسرائيل من انتقال سلاح الجيش السوري لمليشيا حزب الله وخوفها عليها من انتقال قليل السلاح للمجاهدين.

الموقف الواجب

لن أقبل السكوت أمام النذالات التي أراها تنصب على رؤوس أبطال المستقبل الذين سيعيدون للأمة مجدها ليس بالجهاد المباشر فحسب بل وكذلك بالاجتهاد العلمي الطبيعي والإنساني الشارطين لتحقيق شروط الكرامة والحرية. وأخجل ممن يعتبر ذلك جرما حتى إني أتساءل أحيانا: ما الذي دهى هؤلاء الذين يساندون بشاعات ما يحدث في سوريا ويعتبرون من ينصر المستضعفين فيها مجرمين؟ ماذا تراهم فاعلون بالشعب التونسي لو كانت لهم قوة بشار ومن معه من قوى الشر في العالم؟ هل كانوا يذبحوننا لأننا لا نفكر مثلهم ؟

إن من يسمع كلام هؤلاء المتباكين على شباب تونس الذي ذهبوا لنصرة ثوار الحرية والكرامة في سوريا ينبغي أن يستنتج أنهم كانوا حتما سيكونون مع القذافي الذي أراد دعم النظام البائد لفرضه بجنس ما يفرض به الأسد سلطانه أعني بالمرتزقة سواء كانوا أفارقة أو من مليشيات نصر الله ومن هم جنسه من العراق وإيران وحتى من روسيا. من يسمع خطابهم العنيف الساعي إلى قود الشعب إلى جنة حداثتهم المسيخة وتقدميتهم القردية يسارية كانت أو قومية أو ليبرالية قودهم بعنف الدولة الفاشية لا ينتظر منهم أقل مما يجري في سوريا لو تمكنوا من أسباب القوة. إنهم إذن من القائلين بالجهاد المحرف: ليس نصرة المستضعفين بل نصرة الطغاة الذين يستضعفونهم ولو كان ذلك بجبال من الجثث وبحار من الدماء.

ومن المعلوم أن من شروط القيام الحر للأفراد والجماعات التحرر من التبعية الاقتصادية والثقافية والسياسية والتربوية لتبلغ الأمة درجة التحرر الحقيقي والوحيد الضامن للفاعلية التاريخية لأي جماعة: التحرر الروحي المؤسس للخلقي وللجهاد من أجله كما يتعين تاريخيا في شروط الكرامة والحرية. فمن دون ذلك لا معنى للكلام على الإبداع فهو من دونها ممتنع حتى في أدنى درجاته فضلا عن أسماها. فالتابع بنيويا يقلد ولا يبدع. كذلك فهمت شعاري الثورة وبهما أعلل ضرورة الجهاد وأفخر بوجود شباب تونسي يجاهد في كل أصقاع الدنيا من أجل ما يؤمن به من قيم الكرامة والحرية. ولو كانت شابا لكنت منهم. وعلى كل فأنا أجاهد بما يناسب سني. باليراع.
Read More