أبويعرب المرزوقي
تونس في 2016.04.23
أولا لا أعتقد أن لكلامهم تأثيرا على معتقدات الشعب بل العكس فما يقولونه يجعلهم منبوذين أكثر من قبله وهو دعاية معكوسة لما يتصورونه فكرا وتقدمية وحداثة.
ثانيا أغلب المنتسبين إلى هذه الحملة يعبرون عن عقدهم أكثر من التعبير عن فكر: فجلهم من أسر متدينة وشعبية بمعنى أن علمهم هو بالأساس عقوق أسري يتخفى تحت ستار الثورة على التقاليد
ثالثا من يثور على التقاليد لا يعوضها بتقاليد مستوردة بل يبدع قيما جديدة إن كان حقا يمثل البعد النقدي من التاريخ الحضاري ثورة على البعد المتحفي والمعلمي بلغة نيتشه في كتاب Unzeitgemässe Betrachtungen,
رابعا ففرحهم بالكلمة التي تعطى لهم لا يدل على ذكاء بل هو عين البلادة. فمن يستخدمهم للتلهية يعلم أنهم مجرد مناديل ترمى مباشرة بعد قضاء الحاجة: فلينظروا إلى من استعمل قبلهم من أدعياء التفلسف في الدين.
وأخيرا فما خسره الإسلاميون سياسيا في تجربتهم التي لم يوفقوا فيها مكنهم غباء هذه الجماعة من استرداده بل واسترداد أكثر منه. وعليهم أن يحذروا الخطر الوحيد من عباوات هؤلاء الحمقى: ترشيد الشباب الغاضب لأن هدف من يستعل هذه الحثالة يهدف إلى جر الشباب الغاضب إلى ما لا تحمد عقباه. نصيحتي: اتركوهم ينبحون. فلا أحد يعنى بتخريفهم ولا تردوا عليهم لا بالأقوال ولا بالافعال. فموظفهم سيرميهم بمجرد أن يرى أنهم خرطوش بني بني أو خرطوش أبيض.
فما الحكمة في هذه النصيحة؟ الحكمة مضاعفة:
أولا ليس كل متكلم يؤثر بل لا يؤثر الا المتكلم الذي له رصيد رمزي يجعله مسموعا: وهؤلا ليس لهم أدنى رصيد رمزي لا علمي ولا عملي. كلهم عضاريت وعضروتات أعني يلهثون وراء سد الحاجات الأولية: هم متسولون ولذلك يجدون من يستعملهم.
ثانيا كل من لهم رصيد رمزي في بلادنا هم بالطبع ذوو صلة مباشرة بثقافة الشعب وخاصة الأحزاب ذات القاعدة الشعبية والمنظمات الرياضية. فالأحزاب ذات القاعدة بمنطق الانتخابات ستتقرب من الشعب وليس من هذه الحثالة. وجل الرياضيين وهم أكثر تأثيرا لا يمكن ألا يكونوا شعبيين لعلتين كذلك:
أولا لأنهم من أبناء الشعب الذين تجاوزا الحاجة ومن ثم فهم معتزون بذويهم وبوسطهم.
وثانيا لأن الرياضة مشروطة بعقد في الحظ مع العمل الجاد وكلاهما لا يمكن تصورهما من دون أصل إيماني عميق. فغالبا ما ترى المسلم منهم يركع لله في الملعب والمسيحي يثلث على صدره وهلم جرا بالنسبة إلى كل الأديان.
لذلك فالمطلوب تركهم يقومون بالدعاية ضد تخريفهم: دعوهم يعمهون. فلا هم عملاء فيسمع لهم أنما هم هملاء لسادة يستعملونهم في خدمة ما يتصورونه لغبائهم فكرا وحداثة وأغلبهم من الأميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق